عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: عيد يسوع ملك الكون

تجدون في التالي عظة غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، عيد يسوع ملك الكون، يوم الخميس 23 تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠٢٣.

متّى 25: 46-31

نفكّر بمسيرة التلميذ على أنّها طريقة للتعلم والرؤية.

اليوم، هو يوم الإنجاز والنهاية: إذ تنتهي السنة اللّيتورجيا، وتنتهي معها قراءات إنجيل متّى. في إنجيل اليوم، نقرأ خاتمة الخطاب الأخروي، الّتي تسبق رواية الآلام في إنجيل متّى.

والمثل الّذي تقترحه علينا اللّيتورجيا اليوم يساعدنا على اختبار نقطة التحوّل هذه، لأنّها بمثابة نقطة وصول، أو خلاصة؛ وهي أيضًا بداية جديدة.

بدأنا القول بأن مسيرة التلميذ طريقة للتعلم والرؤية.

في الواقع، مركز المثل يحمل الجميع على الدهشة، لأنهم متأكدون بأنهم لم يروه: متّى رأيناك... (متّى 25، 37. 38. 39. 44)؟

لم تر أيًا من المجموعتين يسوع، لا المخلَّصين ولا المجموعة المدعوة "الملعونين". إن الذين خدموا الفقراء، وتعاملوا بالرحمة، شاهدوا وجه الرب بوجه من خدموهم.

لم تر أي من المجموعتين يسوع.

لكن مجموعة رأت أخًا لها، دعاه الواجب الأخلاقي لضرورة الإسراع في تقديم الإغاثة، لمساعدة أخيهم على تحمل أعباء الحياة. هذه هي الصورة التي رأيناها قبل بضعة أيام (متى 23: 1-12)، عندما قلنا إن الحياة التي نقضيها في الخدمة تسعى إلى إزالة الثقل عن الأخ، وهذا على عكس ما يفعله الكتبة والفريسيون، الذين يحملون الناس أعباء كثيرة بدلاً من إبعادها عنهم.

وحتى في هذا المقطع الإنجيلي، عاد جانب الرؤية: فالكتبة والفريسيون، يربطون أحمالًا ثقيلة، لكنهم لا يلمسونها حتى بإصبعهم. وكل ما يقومون به، يفعلونه على مراحل.

إنهم مرائيين، لذا لا يمكنهم الرؤية، لأن نظرتهم مرتكزة بالكامل على الذات، وبالتالي فمن الصعب رؤية الآخر، وإدراك الثقل الذي يحمله.

إذن، يمكن أن تكون مسيرة التلميذ هي التالية: العبور من النظر إلى الذات، من أن يُرى، إلى الرؤية، إلى إدراك آلام من نلتقي بهم.

وهنا يأتي دور الإصغاء: كان الجزء الأول من إنجيل متى يدور حول تعلم الإصغاء، لأن الذين يستمعون فقط هم الذين يرون.

لكن إنجيل اليوم يفتح أعيننا على علاقة ليست سهلة الفهم، وهي العلاقة بين رؤية الأخ ورؤية المسيح.

في الكلمات التي يفتح بها ابن الإنسان أبواب الملكوت أو يغلقها في لحظة الدينونة الأخيرة، تتحدث عن تماهي: من رأى أخاه وأطعمه وألبسه وزاره...، في الحقيقة، دون أن يعلم، قد أطعم وكسى واعتنى... بالرب يسوع: فلي قد صنعتموه (متى 45:25)

ماذا يعني هذا؟ ما معنى أن الله في الفقير، في المريض، في السجين؟...

هذه العظة نُشرت على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو في قدّاس الأحد الرابع لتقديس الكنيسة: إنّ اللّه في يسوع، ويسوع في اللّه

Next
Next

مراجعة لغويّة ولاهوتيّة لصلاة التبريكات لزمن البشارة – سوبارا من قبل غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو