غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو يلقي محاضرة عن السينوداليّة

تجدون ألبوم صور في أسفل النصّ.

الأب افرام كليانا

ضمن سلسلة لقاءات الأوسيا الثقافيّة الدورية للعام الأكاديمي 2023 – 2024، والّتي تقيمها كليّة بابل للاّهوت ومعهد التثقيف المسيحي بعنكاوا، العراق، قدّم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، مساء يوم الأربعاء 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، محاضرة بعنوان (من أجل كنيسة سينوداليّة: شركة ورسالة ومشاركة)، تطرّق فيها غبطته إلى موضوع السينوداليّة وأهميّتها لعيش الإيمان المسيحي في زمننا الحاضرة، كما عرض غبطته بإيجاز أعمال الدورة الأولى والّتي انتهت أعمالها الشهر المنصرم، وفي ختام اللّقاء وجّه له الحاضرين مجموعة من الأسئلة وأجاب عليها غبطته بكل رحابة صدر. ننشر لكم أدناه نصّ المحاضرة:

من أجل كنيسة سينودالية: شركة ورسالة ومشاركة

معنى مصطلح "سينودس"، موضوع الجمعية العامة للسينودالية، دور كلّ معمد "من أجل كنيسة سينودسيّة".

السينودالية تعني السير معا كأخوة وأخوات على أساس المعمودية، باحترام الادوار والمسؤوليات، بالعمل الجماعي وليس لعمل الانفرادي. “السير معًا” يُظهِر طبيعةَ الكنيسة كشعب الله الحاجّ والمبشر بالإنجيل، والباحث عن خطوات عملية يدعوه الروح القدس إلى اتّخاذها لكي ينمو ككنيسة سينودُسيّة؟

العالم تغير والمجتمع تغير، والعقلية تغيرت والثقافة، لذا يتعين على الكنيسة ان تراجع ذاتها ورسالتها ليتلاءم مع متطلبات العصر ولا تعيش خارجا عنه.

المرحلة الاولى للسينودالية

عقدت الدورة الأولى للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة في روما (1-29 تشرين الأول 2023) بمشاركة 364 كردينالاً وبطريركاً واسقفاً وكاهناً ومكرساً ومكرسةً، وعلمانيين نساًء ورجالاً، يمثلون الكنائس الكاثوليكية في العالم بمن فيهم مندوبو الكنائس والجماعات المسيحية واختصاصيون. المرحلة الثانية تكون في اوكتوبر سنة 2024.

أراد البابا فرنسيس، في تحديد عنوان السينودس: شركة ورسالة ومشاركة. ويدعو جميع المعّمدين(شعب الله) إلى السير مًعا لتجديد الكنيسة كما يريد الروح القدس، من خلال الاصغاء اليه، و الفكير والتحليل والحوار لتغدوالكنيسة أكثر سينودالية. رأينا خلال الاعداد للسينودس واثناءه، وجهات نظر مختلفة، منها محافظة ومنها تقدمية.

قضينا شهرا كاملاً في روما وكأننا طلاب في المدرسة. نداوم صباحاً ومساءً بفرح وانشراح ورجاء. اختبرنا عمليا كيف نكون كنيسة سينودسية. وكيف نسير مًعا بالإصغاء والصمت والحوار والتمييز، والصلاة والاهتداء. حضر البابا فرنسيس اللقاءات العامة .

توزَّعنا على حلقات صغيرة بحسب اللغات: الايطالية والفرنسية والانكليزية والاسبانية. كل حلقة فيها 11 أو 12 شخصا، رجالا ونساء من كل القارات، لتبادل الخبرات والآراء. وغيرنا الحلقات بعد نهاية كل اسبوع، في سبيل التعارف على عدد اكبر من المشاركين. كنا إخوة وأخوات في عائلة واحدة هي الكنيسة، بالرغم من تنوّع المسؤوليات، وشاركنا الهموم والآمال. كلّنا جزء من الكنيسة التي عليها ان تستجيب للمتغيرات بطريقة واضحة وعملية، مستثمرة المواهب لدى المعمدين لبنائها، من دون حواجز، ولا طبقات، فالكنيسة هي للجميع وأبوابها مفتوحة للجميع، ولا يوجد احد غريب.

المواضيع المهمة التي ركز عليها المشاركون هي:

1. على الكنيسة ان تقدم تعليمها ( ايمانها) بكلام بسيط، ومفردات مختارة مفهومة ..

2. الليتورجيا والقوانين القديمة والبنى تحمل نواة لليتورجيا جديدة وقوانين جديدة وتنظيمات جديدة تحافظ على وديعة الايمان و تتلاءم مع متطلبات الحاضر.

3. مراجعة ممارسة المسؤولية والسلطة في الكنيسة، وهيكليّاتها، وايجاد هيكليات جديدة تجد جذورها في العهد الجديد والتقليد الكنسي لتجنب الممارسات المشوهة.

طبيعي ان هذا الهدف المنشود يتطّلب نضوجاً ومسيرة طويلة، مسيرة اهتداء بقيادة الروح القدس، مسيرة فرح ورجاء، بالاصغاء إلى صوت الله، والصمت والصلاة، والحوار الصادق، والتمييز، في سبيل حمل رسالة المسيح الى البشر اينما كانوا .

خلاصة الاجتماعات التي جاءت باربعين صفحة:

أهمية التنشئة لكل شعب الله، أي جميع المعمدين، خصوصا في المدارس الإكليريكية والجامعات والمعاهد واديرة المكرسين والمكرسات والاخويات…..

– التبادل الإيجابي بين الشرق والغرب، خصوصا بين الكنائس الشرقية والكنائس الغربية. وجود الكنائس الشرقية، كنائس الشهداء، بشكل أوسع إلى حد ما، كان مهما جدا.

– إحياء وتنشيط البنى الكنسية الموجودة على المستويات الرعائية كافة: الأبرشية والإقليمية والقاّرية، وتعزيز التعاون في ما بينها.

القسم الثاني من وثيقة العمل، ركز على محاور:شركة ورسالة ومشاركة.

– المحور الاول الشركة communion تنبع من سر الثالوث الأقدس ويحتفل بها في الليتورجيا، وهي عطية من الروح القدس.

– خدمة المحبة: حضور نبوي، وتضامن مع الفقراء والمهمشين بتواضع على مثال المسيح في

غسل الأرجل.

– ضرورة تنشئة المعّمدين على التمييز العلاقة المتبادلة بين المحبة والحقيقة وتعميقها..

– المحور الثاني الرسالة مسؤولية مشتركة: الجميع مسؤولون عن حمل رسالة الكنيسة (التبشير)

– كهنوت الخدمة مرتبط ايضاً بكهنوت المعّمدين في الُبعد الارسالي. من هنا اهمية تعميق المفاهيم اللاهوتية والكنسية للخدمات المختلفة وتوضيحها.

-خبرة الكنائس الشرقية. خبرة خدمة الكهنة المتزوجين يمكن أن تحل جانبا من ازمة الدعوات، لكن لا ينبغي ان تُلغي حق العزوبة الكهنوتية لمن يرغب والتي سمين بحسب التقليد “الاستشهاد الأبيض”.

– على الاسقف أن يكون أكثر خدمًة وأقل إدارة، على صورة المسيح الخادم، وأن يكون أبا وأخا وصديقا أكثر منه قاضًيا.

الأسقف ليس انساناً خارق العادة، انه انسان له هشاشته مثل بطرس، المهم ان يحُّب يسوع ويحُّب خاصته ويبذل ذاته من اجلها. قّدم بعض الأساقفة شهادًة عن عبء الإدارة والشعور بالوحدانية في خدمتهم..

– تقدير مواهب الحياة المكّرسة في حياة الكنيسة وتوضيح الالتزام المطلوب من المكّرسين والمكّرسات في الخدمات الكنسية.

-دور العائلة( الكنيسة المنزلية) و الاخويات والحركات الشبابية والمنظمات الكنسية.

– ضرورة التنشئة المؤمنين ومن ضمنهم الأساقفة والكهنة، على المشاركة في مسؤولية رسالة الكنيسة وعلاقتها مع المسيح، وأن تكون ملائمًة لواقع الكنيسة المحلية.

– خدمات كثيرة يمكن أن يعهد بها إلى العلمانيين تبًعا للمواهب المعطاة لهم من الروح القدس.

– حول وضع المرأة في الكنيسة ومشاركتها في حياة الكنيسة. امكانية رسامة شماسات انجيليات كما كان في الكنيسة الاولى، لكن ينبغي العودة الى الاسباب اللاهوتية، وليس فقط الى عقلية التمييز بين الجنسين.

– أهمية العالم الرقمي في رسالة الكنيسة…

هذه المحاضرة نُشرت على موقع البطريركيّة الكلدانيّة في بغداد، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

حياة التلمذة في اجتماع الأربعاء لقداسة البابا تواضروس الثاني

Next
Next

غبطة البابا ثيودروس الثاني عضوًا فخريًّا في أكاديميّة أثينا