اللّقاء العاشر للحوار الرسميّ

بين الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة وشركة الكنائس الأنگليكانيّة

عمّان، 2023

تجدون في التالي البيان الصادر عن اللّجنة العالميّة للحوار اللّاهوتيّ الرسميّ بين الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة وشركة الكنائس الأنگليكانيّة الّتي عقدت ادتماعها العاشر في عمّان في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023:

في الفترة الممتدّة من 24 إلى 27 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، عقدت اللّجنة العالميّة للحوار اللّاهوتيّ الرسميّ بين الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة وشركة الكنائس الأنگليكانيّة، اجتماعها العاشر في عمّان بضيافة الكنيسة الأسقفيّة في القدس والشرق الأوسط. مثّل الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة في هذا اللّقاء نيافة المطران مار بوليكربوس أوجين أيدين، النائب البطريركي في هولندا، ونيافة المطران مار سويريوس روجيه أخرس، النائب البطريركي للدراسات السريانيّة، والسكرتير المشارك عن العائلة الأرثوذكسيّة الشرقيّة.

وقد صدر عن اللّجنة البيان التالي:

بيان اللّجنة العالميّة الأنگليكانيّة - الأرثوذكسيّة الشرقيّة، ٢٠٢٣

عقدت اللجنة العالميّة الأنگليكانية - الأرثوذكسيّة الشرقيّة اجتماعها العاشر في الأردن في الفترة الواقعة ما بين 24 و27 تشرين الأوّل/ أكتوبر ٢٠٢٣، شاكرةً صاحب النيافة المطران الدكتور حسام نعوم، رئيس أساقفة الكنيسة الأنگليكانيّة في القدس، على كرم ضيافته.

قبل الإجتماع، جرى التشاور في مدى ملاءمة السفر إلى الأردن في وقتٍ تدور فيه الحرب في المنطقة. وتقرّر أن يستمرّ الاجتماع، كتعبير على التضامن مع الكنائس المحلّيّة.

صلّت اللجنة من أجل السلام والعدالة في المنطقة، معربةً عن تضامنها العميق مع شعبها. انضمّ نيافة المطران حسام إلى إحدى جلسات الاجتماع عبر الإنترنت، وأطلع اللّجنة على الوضع في أنحاء المنطقة، وصلّى مع أعضاء اللّجنة، مشيرًا إلى ندائه المشترك مع رئيس أساقفة كانتربري للصلاة من أجل السلام والعدالة. ووصف الصراعات الدائرة في المنطقة بأنّها تهديد وجوديّ محتمل للكنائس.

خلال الحوار، انخرطت اللجنة في مناقشات بنّاءة وعميقة حول أوجه الشهادة المسيحيّة الهامّة والتحدّيات التي تواجه مجتمعاتنا واستمرار وجودها في أنحاء مختلفة من العالم.

إلى ذلك، تمّت مراجعة برنامج العمل الأساسيّ للحوار الذي وُضع في سنة 2001، واغتُنِمت الفرصة لتوضيح مستقبل عمل اللجنة والمواضيع التي ستركّز عليها، في ضوء القضايا العالقة داخل شركة الكنائس الأنگليكانية.

بالنظر إلى المستقبل، أكّدت اللجنة على أهمّية مواصلة الحوار والتعاون. فقرّرت إعادة التركيز في المرحلة المقبلة من عملها، على الطريقة التي بها تعيش كلا العائلتين إيمانهما في سياقات العالم المتغيّرة. وستشمل مجالات العمل المستقبليّ ضرورة الأساس اللاهوتيّ والكتابي للحياة المسيحيّة والشهادة، والإدارة المسؤولة، والتعامل مع عالم غير مبال أو عدائي في كثير من الأحيان، ونمط الإيمان والتلمذة، والردّ على الهجرة وتشريد الشعوب.

زارت اللجنة موقع المغطس عند نهر الأردن، وهو جغرافيًّا أدنى مكان على سطح الأرض، حيث وُلدت الإنسانيّة الجديدة التي يشترك فيها المسيحيّون من خلال المعموديّة في موت ربّنا يسوع المسيح وقيامته. من هنا، فإنّ أولئك الذين يختبرون تجارب عظيمة يمكنهم أن يعرفوا أنّ الإنجيل يخاطب بعمق كلّ احتياجات الإنسان.

ثمّ واصلت اللجنة الاستماع إلى أخبار الكنائس واختباراتها، لا سيّما اختبارات القمع والاضطهاد والصراع والحرب في بلدان مثل إريتريا وإثيوبيا والعراق وليبيا والسودان وسوريا. واستمعتْ اللجنة مباشرة من أصحاب الشأن إلى معاناة الأرمن في ناجورنو كاراباخ (آرتساخ) والتهجير القسريّ الذي يتعرّضون له. وأعربت عن تضامنها مع الإخوة والأخوات في هذه المناطق وصلّت من أجلهم.

استُقبِلت اللجنة أيضًا بالحفاوة في كنيسة الفادي في عَمّان، وكان لها فرصة الصلاة والمشاركة في عشاءٍ مع الإكليروس الأنگليكانيّ المحليّ والكهنة ممثّلي الكنائس الشقيقة.

إنّ اللجنة تطلب من الله الإرشاد والحماية للمسيحيّين في المنطقة، كما لسائر الناس على اختلاف أديانهم و معتقداتهم، لا سيّما في هذه الأوقات التي يواجهون فيها تحدّيات بالغة. وتؤكّد اللجنة مجتمعةً التزامها بالوقوف إلى جانب كنائس المنطقة وجيرانها، وتقديم المساندة والعون لهم، والصلاة من أجلهم، بينما يثابرون في الصمود والإيمان.

وتعرب اللجنة عن أملها في أن يستمرّ الحوار في أن يكون مثمرًا، سعيًا إلى مزيد من التفاهم والتعاون والسير نحو تحقيق صلاة الرب: "ليكونوا واحدًا" (يوحنا ١٧: ١١).

٢٧ تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023

هذا البيان نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الأرثوذكس على موقع فيسبوك.

Previous
Previous

تقرير السينودس: كنيسة تشمل الجميع وقريبة من جراح العالم

Next
Next

قداسة البابا فرنسيس: ليتوقّف إطلاق النار في الأرض المقدّسة