غبطة البطريرك يوحنا العاشر أوّل بطريرك يتفقّد رعايا البياضية، البيضاء، دير ماما، عين حلاقيم، حزور، تين السبيل، برشين، في الريف الغربي لمحافظة حماه

ويبعث من هناك رسالة إلى العالم أجمع: رسالة في الثّبات والصّمود

السبت ٧ أيّار/ مايو ٢٠٢٢

"هذا هو اليوم الّذي صنعه الربّ فلنفرح ونتهلّل به"، نعم لقد سطعت شمس القيامة والرجاء مع الزيارة التاريخية الّتي قام بها غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، إلى رعايا الريف الغربي لمحافظة حماه، سوريا، كأوّل بطريرك يخصّها بزيارة رعائية أبويّة.

مفردتان اختصرتا، هذه الزيارة التاريخيّة، الأولى هي لغّة التأثر والرجاء الّتي بدت ظاهرة على وجوه أهالي الرعايا، والثانية هي الآمال المنتظرة من زيارته التاريخيّة بعدما أطلق غبطته جملة مواقف كنسيّة ووطنيّة أعطتهم الأمان والزخم الروحي والمعنوي للتشبثّ بالأرض والبقاء فيها.

استهلّ غبطة البطريرك يوحنا العاشر المحطة الأولى من اليوم الخامس في بلدة البياضية حيث اعد له أهالي البلدة استقبالا شعبيا مهيبا تعجز الكلمات عن وصفه، وهناك أقام صلاة الشكر في كنيسة القديس جاورجيوس بمشاركة راعي الأبرشية المطران نقولا (بعلبكي) والأساقفة: موسى الخوري، أرسانيوس دحدل، موسى الخصي ولفيف من الآباء الكهنة والشمامسة.

بعد الصلاة، ألقى كاهن الرعية الأب جورج مخول كلمة رحب فيها بغبطة البطريرك يوحنا العاشر كأوّل بطريرك يزور الرعية في سابقة تاريخية تدونها المنطقة، مثنيا على فضائل اهل البياضية والعلاقة الوطيدة التي تربطهم مع اخوتهم المسلمين.

بدوره، ردّ غبطته بكلمة جوابية توقف فيها عند أحد معاني القيامة ألا وهو النور قائلا:

"انتم يا أبناء البياضية في قلب الكنيسة الأنطاكية، جئنا اليكم لنؤكد عمق محبتنا لكم، أنتم نبع الإيمان، يا أحبة عندما نتكلم عن القيامة لا نستطيع أن نتذكر الظلمة بكل بشاعتها لأن القيامة هي امتداد للنور والصلاح والاستنارة".

أضاف: "نعيش في سورية عائلة روحية واحدة مسيحيين ومسلمين، هذا إرثنا وهذه ثقافتنا وانتم خير من يمثل هذا الإرث العظيم". مقدما للكنيسة إنجيلا مقدسا.

من البياضية توجه غبطة البطريرك يوحنا العاشر إلى بلدة البيضاء الّتي كتبت صفحتها التاريخية مع قدوم البطريرك يوحنا.

استقبله أهالي البيضاء ودير ماما في ساحة البلدة بالتهليل والترحاب متعطشين للقاء راعي الرعاة الذي أراد رغم كل الظروف أن يخط حروف هذه الزيارة التاريخية التي تؤكد محبة الكنيسة لأبنائها أينما كانوا.

على وقع قرع اجراس كنيسة القديس جاورجيوس، دخل غبطته إلى الكنيسة وأقام صلاة الشكر بحضور وزير التعليم العالي الدكتور بسام ابراهيم، وزير التعليم العالي الأسبق الدكتور حسان ريشا وفاعليات.

تخللت الصلاة كلمة لكاهن الرعية الأب جورج الخوري تحدث فيها عن تاريخ البلدة وثوابتها الكنسية والوطنية، البلدة التي قدمت شهداء على مذبح هذا الوطن منذ العام ١٩٤٨ لغاية يومنا هذا، و أعطت الكثير للوطن على مختلف الصعد والمستويات.

بدوره، ردّ غبطة البطريرك يوحنا العاشر بكلمة قال فيها:

"تعال وانظر، بهذه الآية الإنجيلية اخاطبكم اليوم يا أهالي البيضاء ودير ماما لأثني على قيمكم وأدبياتكم وأخلاقكم وثباتكم الراسخ في هذه الديار، ان وجودنا اليوم في هذه البلدة يترجم الصورة التي تسأل من نحن؟ نحن العائلة الروحية التي تعيش المحبة، الطهارة، النقاء والإيمان الصلب".

تابع غبطته:

"يجب علينا أن نصوب بوصلة هذه الصورة لنرسلها الى العالم أجمع ونقول تعالوا وانظروا لتعرفوا من نحن، لذلك ثابروا على هذا الايمان وتشجعوا". مقدما للكنيسة انجيلا مقدسا.

ثمّ صافح غبطة البطريرك يوحنا العاشر المؤمنين في قاعة الكنيسة مستمعا إلى شجونهم وهمومهم وبالأخص أهالي دير ماما واعدا إياهم بإنهاء بناء كنيسته.

من البيضاء، توجه غبطته الى عين حلاقيم حيث أعدت له رعية مار الياس الحي المارونية استقبالا شعبيا في ساحة البلدة.

دخل غبطته إلى الكنيسة وصافح الشعب المؤمن معايدا إياهم بعيد الفصح، كما بعث من هناك معايدة قلبية للبطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، متمنيا للرعية السلام والطمأنينة. مقدما للكنيسة أيقونة العذراء الأنطاكية.

كما ألقى كاهن الرعية الأب جان نصار كلمة ترحيبية بغبطته معبرا عن فرح الرعية بوجوده بينهم لما يحمل غبطته من رسالة محبة وسلام.

من عين حلاقيم، توجه البطريرك يوحنا إلى بلدة حزور، البلدة التي استقبلته صغارا كبارا شيبا وشبابا ناثرين الأرز عاجزين

عن التعبير لتأثرهم بقدوم البطريرك يوحنا.

بعد الاستقبال، دخل غبطته إلى كنيسة القديس جاورجيوس واقام صلاة الشكر.

والقى المطران نقولا كلمة أشاد فيها بأهالي حزور وطيبتهم ووداعتهم ومحبتهم لوطنهم وللآخر، مثنيا على الدور الذي أداه ويؤديه كاهن الرعية الأب الفاضل خريستو عيسى.

من ثمّ، ألقى غبطة البطريرك يوحنا العاشر كلمة قال فيها:

"يا أبناء حزور، انتم أهل الأصالة والإيمان، الوداعة والطيبة، اليوم يوم تاريخي لأنني معكم ولكم، انتم أبناء الرجاء وهذه هي القيامة الحقيقية التي توجب علينا ان نعيش الرجاء بمعانيه كافة" .

اضاف غبطته:

"لقد مررنا بصعوبات كثيرة في وطننا الحبيب، وعانينا ما عانيناه من خطف ودمار وتهجير، لكننا صمدنا وحافظنا على كرامتنا وارضنا لأننا شعب لا نهاب الخوف والظلمة". مقدما للكنيسة انجيلا مقدسا.

كما قدم أيقونة العذراء الأنطاكية للأب خريستو عيسى تكريما لخدماته وعطاءاته في الكنيسة.

بعدها صافح غبطته المؤمنين وبارك "الهريسة" التي اقامها أهل حزور بمناسبة عيد القديس جاورجيوس.

بعدئذ، توجه غبطته إلى دير سيدة الغاب في بلدة برشين وغرس شجرة عند مدخل الدير.

ثم، زار رعية القديس جاورجيوس في برشين، واقامت لغبطته استقبالا شعبيبا مهيبا.

بعد الاستقبال، أقام صلاة الشكر بحضور جمهور المؤمنين.

والقى كاهن الرعية الأب اسبيريدون ديوب كلمة ترحيبية بغبطته والوفد المرافق متحدّثًا عن فضائل أهالي البلدة وقيمهم. مقدّمًا للبطريرك يوحنا أيقونة السيد.

ورد غبطته بكلمة تحدث فيها عن معاني القيامة الحقيقية التي تتجلى بالنور، الصلاح والاستنارة، هذه المعاني مغروسة في قلوب أهالي برشين، الصامدين المحبين الذين حافظوا على أرضهم وإيمانهم رغم قساوة الأيام. مقدما للكنيسة إنجيلا مقدّسًا…

هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

رسالة قداسة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالميّ التاسع والخمسين للصّلاة من أجل الدعوات ٢٠٢٢

Next
Next

قداسة البابا تواضروس الثاني يشهد حفل مغتربي ٦ أكتوبر