في إطار زيارته الرسوليّة إلى البحرين قداسة البابا فرنسيس يلتقي الشّباب في مدرسة القلب الأقدس

2022.11.03. Viaggio Apostolico nel Regno del Bahrein (Vatican Media)

معانقة ثقافة الرعاية، بذر الأخوّة، والإختيار عبر الإستماع إلى صوت اللّه. هذا ما دعا إليه قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر السبت 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 الشّباب خلال لقائه بهم في مدرسة القلب الأقدس الكاثوليكيّة.

عوّدنا قداسة البابا فرنسيس التأكيد على ضرورة الإهتمام بالشباب كما وأظهر دائما اهتمامه بهم. وكان من الطبيعي أن يتضمّن برنامج زيارة قداسته الرسوليّة إلى البحرين لقاءً مع الشّباب نُظّم بعد ظهر 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 في مدرسة القلب الأقدس في عوالي. وعقب استماعه إلى كلمة ترحيب من الراهبة الأخت روزالين توماس مديرة المدرسة ثمّ إلى شهادات بعض الشّباب وجّه قداسة البابا فرنسيس كلمة أعرب في بدايتها عن شكره لمديرة المدرسة على ترحيبها وعملها وللشّباب على حضورهم وحماسهم، مشيرًا إلى كونهم من دول مختلفة. وتابع معربًا عن سعادته لرؤيته في البحرين مكان لقاء وحوار ثمّ برؤيته هؤلاء الشّباب الّذين ورغم اختلاف دياناتهم لا يخشون أن يكونوا معًا، وأضاف: "أعتقد أنّ بدونكم لن يكون هناك هذا التعايش في التنوّع ولن يكون له مستقبل". شدّد قداسة البابا فرنسيس بعد ذلك على حاجة الأطر المعقدة الّتي نعيش فيها إلى عدم تخوّف الشّباب من النقاش والحوار ورفع أصواتهم والإختلاط بالآخرين، وذلك كي يصبحوا الأساس لمجتمع يتّسم بالصداقة والتضامن.

هذا وأراد قداسة البابا فرنسيس وانطلاقا من شهادات الشّباب أن يوجه إليهم ثلاث دعوات. الأولى هي معانقة ثقافة الرعاية، وقال إن الرعاية تعني التمتع بتعاطف داخلي ونظرة متنبهة تجعلنا نخرج من ذاتنا، ويخلق حضورا لطيفا يهزم اللامبالاة ويدفعنا إلى الاهتمام بالآخرين. ووصف قداسته هذا بترياق ضد عالم منغلق تطبعه الفردانية يلتهم أبناءه ويتسم بحزن يولد اللامبالاة والوحدة. وذكَّر البابا فرنسيس هنا باهتمام يسوع بالعلاقة مع جميع مَن التقاهم وإصغائه إلى طلبهم المساعدة، اقترابه ولمسه جراحهم بيديه. وأضاف قداسته أن يسوع جاء ليخبرنا أن الله العلي يعتني بنا، وليُذكرنا بضرورة أن نعتني بأحد ما وخاصة بمن هم أكثر ضعفا. كم هو جميل أن نكون زارعي رعاية وفناني علاقات، قال البابا مشيرا إلى أن هذا يتطلب تدريبا متواصلا. وشدد على ضرورة رعاية الذات في البداية، لا خارجيا بالمظهر بل داخليا، بالروح، بأكثر ما هو خفي وثمين فينا. كما ودعا إلى العناية بالقلب من خلال الإصغاء في صمت، ثم التحدث في إيقاع الصمت هذا إلى الله. وتابع أنه ما من صلاة بدون علاقة وما من فرح بدون محبة. وتحدث بالتالي عن المحبة فقال إنها تعني الاهتمام بالآخر والعناية به وتقديم أوقاتنا ومواهبنا لمن يحتاج. وحث الأب الأقدس الشّباب على أن يتذكروا دائما أن كلا منهم هو كنز فريد وثمين، وبالتالي: لا تحتفظوا بالحياة في خزنة، قال البابا.

كانت الدعوة الثانية التي وجهها قداسة البابا فرنسيس إلى الشّباب هي أن يكونوا زارعي أخوَة لأن هذا سيجعلهم حاصدي مستقبل. وذكّر في هذا السياق بما جاء في رسالة القديس يوحنا الأولى: "الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه. إِلَيكُمُ الوَصِيَّةَ الَّتي أَخَذْناها عنه: مَن أَحَبَّ اللهَ فلْيُحِبَّ أَخاه أَيضًا". يطلب منا يسوع، قال البابا فرنسيس، ألا نفصل أبدا بين محبة الله ومحبة القريب، أن نصبح نحن أنفسنا قريبين من الجميع لا فقط لمن نستلطفه. وشدد قداسته على أن العيش كأخوة وأخوات دعوة موجهة إلى الجميع، وأضاف أن الشّباب بشكل خاص مدعوون إلى "الرد بحلم جديد من الأخوّة والصداقة الاجتماعية، لا يقتصر على الكلام". وواصل الأب الأقدس داعيا الشّباب إلى التساؤل: هل أنا منفتح على الآخرين، هل أنا صديق لمن ليس من دائرة اهتماماتي ولديه إيمان أو عادات مختلفة؟ هل أسعى إلى اللقاء أم أظل منعزلا؟ وأضاف قداسته أن الإجابة قد ذكرتها فتاة قدمت شهادتها في البداية، ألا وهو إنشاء علاقات جيدة مع الجميع. ودعا البابا في هذا السياق الفتية والشّباب إلى أن يسافروا في داخلهم ويوسعوا حدودهم الداخلية، كما وأشار إلى ضرورة أن يَدَعوا الصلاة تساعدهم، وذلك لأنها توسع القلوب وتفتح على اللقاء مع الله، وشدد على ضرورة أن نرى في من نلتقي به أخا وأختا. وذكّر الأب الأقدس في هذا السياق بكلمات النبي ملاخي: "أليس إله واحد خلقنا؟ فلِم يغدر الواحد بأخيه؟"...

هذا التقرير نُشر على موقع فاتيكان نيوز، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

قداسة البابا فرنسيس يلتقي في كنيسة القلب الأقدس الأساقفة والكهنة والمكرّسين والإكليريكيّين والعاملين الرعويّين

Next
Next

البيان الختامي لأعمال ملتقى البحرين للحوار (الشرق والغرب من أجل التعايش السلمي)