غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان
يستقبل شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى
إستقبل غبطة البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى يوم الخميس 6 تشربن الأوّل/ أكتوبر 2022، في منطقة الأشرفيّة، لبنان، برفقة وفد مشايخ ضمّ: عضو المجلس المذهبي محمد غنّام والمستشارين للأحوال الشخصيّة دانيال سعيد والإعلام عامر زين الدين، بحضور رئيس أساقفة أبرشيّة حلب للأرمن الكاثوليك المطران بطرس مراياتي والأبوين قره بت طاتيوسيان وآرام سعدو ومسؤول العلاقات العامة والإعلام في البطريركيّة شربل بسطوري.
وألقى غبطة البطريرك ميناسيان كلمة ترحيبيّة بسماحة شيخ العقل، قال فيها: "الإيمان باللّه الّذي خلق الكون والمخلوقات وجميع البشر سواسيةً برحمته الغير منتهية، فإن المؤمن مدعو للتعبير عن هذه الأخوة البشرية، والحفاظ على الخليقة والكون بأسره، ودعم كل إنسان، وخاصة الأشد احتياجاً. وهذا ما يجمعنا دائماً أننا جميعاً إخوةً في الإنسانية، أبناءً لله الواحد الأُحد خالق السماء والأرض. لقائنا اليوم يعبر عن ولادة للأخوة فيما بيننا والتي بادرت بها في زيارتي لكم، طالباً من الله عز وجل أن يوطد علاقتنا ويقويها لذا اعتبر هذه الزيارة بركةً ربانية تدعونا إلى حمل المسؤولية الروحية والإجتماعية والوطنية التي أعطيت لنا في وطننا. انطلاقاً من هذه القيمة الفائقة، نحن مدعوون للحفاظ على علاقاتنا على مر التاريخ التي سادها جو من الأخوة والصداقة، شاركنا فيها أفراح وطننا وأحزانه ومشاكله وتعاضدنا معاً لنشر السلام والمحبة والأخوة، وعملنا لحفظ كرامة الإنسان عندما حاول الشر أن يزيلها وما زال يحاول أن يفتك بشعبنا ككل ويعرّيه من كل حق في الحياة، في هذا الوطن الحبيب لبنان".
وأضاف: "من هذا الصرح الّذي شيّده الكاردينال البطريرك غريغوريوس بطرس أغاجانيان الّذي عُرف بحكمته وفطنته وتواضعه وتضحياته لنشر السلام والمحبة وصراعه الدائم من أجل كرامة الإنسان، والّذي في هذا الشهر سيكرّم وستفتتح دعوة تطويبه في الفاتيكان، أناشد انطلاقاً من مسؤوليتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، في هذه الظروف التي يعيشها لبناننا، أن لا نكل ولا نمل طلباً من أنفسنا ومن قادتنا، بحقوق شعبنا بالحياة الكريمة، والإلتزام الجاد بنشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام بين أبناء الوطن ككل، للتدخل بأسرع ما يمكن لوضع حد للصراعات والتدهور الاقتصادي والبيئي والمعيشي والثقافي والأخلاقي الّذي يعيشه وطننا لبنان اليوم".
وختم: "إني أرحب بكم، فقد حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً في دياركم، سائلاً الله أن يحفظكم ويمدكم بنعمهِ الوفيرة، ويثبّت هذه العلاقة الأخوية بيننا، حتى نستطيع أن نكون أبناء حقيقيين وخدام لله، متممين مشيئته على الدوام. آمين".
شيخ العقل
وردّ سماحة شيخ العقل كلمة قائلًا: "يشرفنا ان نكون في ضيافتكم اليوم في هذه البطريركية مع اخواني الشيوخ من مشيخة العقل والمجلس المذهبي لكي نعبّر عن رسالتنا الإنسانية الواحدة، المرتكزة على الايمان والتلاقي، وللإيمان سبل متعددة توصلنا الى حقيقة واحدة هي الإنسانية المرتبطة بالعزة الإلهية. زيارتنا للتأكيد على هذه الرسالة وعلى المهمة الروحية والمسؤولية الأخلاقية التي نحملها واياكم".
أضاف سماحته: "إنّنا اذ نبارك لكم أيضا رئاسة مجلس كنائس الشرق الأوسط، نتمنى ان نستطيع من مواقعنا الروحية العمل معا من اجل الانسان والمجتمع والوطن، وقد اتينا الى هذا الموقع لخدمة المجتمع ولتثبيت عناصر القوة التي تبدأ بالإيمان والاخوّة الإنسانية التي تجمعنا وبالشراكة الوطنية. مهمتنا تثبيت القواعد الأساسية وما يحفظ انساننا ومجتمعنا ووطننا وهذه مسؤولية ليست بالسهلة، خاصة في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة والعالم وقد واجهتنا منذ اتينا كل الى موقعه منذ سنة تقريبا، ظروفا قاسية وتجاذبات قائمة. والاهمية تكمن في التصدي لهذا الواقع الصعب بما أوتينا من ايمان وإنسانية وقوة، وان شاء الله نتمكن من بلسمة بعض الجراح وتخفيف بعض الآلام وحث المسؤولين على تحمّل مسؤولياتهم، لان الوطن لم يعد يحتمل والشعب يعاني الكثير. فهناك استحقاقات داهمة لا بد من ان تؤخذ بعين الاعتبار وبأن يُحترم الدستور ولا يجوز التلّهي بخلافاتنا ونزاعاتنا كسياسيين، الّذين يجب عليهم تحمّل مسؤولياتهم الكاملة وعلى الدول المعنية بالشأن اللبناني ان تساعد أيضا في لم الشمل ودفع المسؤولين باتجاه الإصلاح وتحقيق المطلوب…
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركية الأرمن الكاثوليك على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.