قداسة البابا تواضروس الثاني يشارك في مؤتمر "التسامح والسّلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي" في جامعة الدول العربيّة

شارك قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، يوم الإثنين 17 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، في المؤتمر الدولي الّذي نظّمته جامعة الدول العربيّة بمقرّها في القاهرة، بالإشتراك مع المجلس العالمي للتسامح والسّلام والّذي بدأت أعماله يوم الإثنين، ولمدّة يومين.

ويناقش المؤتمر موضوع بعنوان "التسامح والسّلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي".

وألقى قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة في الجلسة الإفتتاحيّة حملت عنوان "التسامح في المسيحيّة ودوره في ترسيخ أسس السّلام المجتمعي" وجّه في مستهلّها التحيّة للحضور، معربًا عن تقديره للجامعة العربيّة لرعايتها لهذا المؤتمر، وأشار قداسته إلى أنّ القدرة على التسامح والغفران تنبع في الأصل من الشبع الداخلي للإنسان، ومن الإلتصاق باللّه وأنّ من يتسامح هو من يمتلك إرادة داخليّة للتسامح.

وتناول قداسة البابا تواضروس الثاني خمسة مبادئ للتسامح، وهي:
١- التسامح ضرورة وليس اختيار:
حيث أشار إلى الصلاة الربية الّتي يصلّيها المسيحيّون مرات عدّة كلّ يوم والّتي تتضمّن طلبة: "وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا" (لو ١١: ٤) وكذلك إجابة السيّد المسيح على تلميذه بطرس: "حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ:”يَارَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:”لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ". (مت ١٨: ٢١ – ٢٢).

٢- التسامح إيمان وعقيدة:
فالمسيحيّة تؤمن أنّ اللّه وحده هو الديّان، "لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ". (مت ٧: ١ و ٢).

٣- فرصة حقيقيّة للآخر
على الإنسان أن يقطع سلسلة الكراهية قبل أن تبدأ. ويقول السيّد المسيح في الموعظة على الجبل: "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللّهِ يُدْعَوْنَ" (مت ٥: ٩).

٤- ضبط النفس:
القوي هو من يضبط نفسه، وفي سفر الأمثال: "اَلْبَطِيءُ الْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ الْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً". (أم ١٦: ٣٢). وفي صلاة باكر التي تُصلى كل يوم، يدعونا القديس بولس قائلًا: "مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ". (أف ٤: ٢ و ٣).

٥- التسامح نظرة رحمة للإنسانيّة
كما يقول الكتاب المقدّس "كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللّهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ". (أف ٤: ٣٢). نحتاج أن نزرع فضيلة التسامح في العقول والقلوب منذ الصغر.

كما تكلّم قداسة البابا تواضروس الثاني عن ثلاثة أبعاد للتسامح، وهي:
١- المحبّة: كما قيل "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا". (١كو ١٣: ٨)، وحذّر قداسته من التأثير السلبي للميديا حيث أنّها تسرق الوقت وتتسبّب في جفاف المشاعر، والحلّ هو الإرتباط باللّه كلّي المحبّة "اللّهَ مَحَبَّةٌ" (١يو ٤: ٨)
والسيّد المسيح يحثّ على محبّة الأخوة إذ يقول: "لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَامُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!" (مت ٧: ٣- ٥).
وأعطى مثالًا للمناضل نيلسون مانديلا رئيس جنوب إفريقيا الأسبق الّذي ظلّ سنوات طويلة في السجن بسبب دفاعه عن شعبه وحينما خرج أعلن تسامحه مع الجميع وقال مقولته الشهيرة: "الشجعان لا يخشون التسامح".
كما قدّم مثلًا من داخل مصر وهو "بيت العائلة المصريّة" الّذي تأسّس بهدف نشر المحبّة والتسامح…

هذا الخبر نُشر على الموقع الرسمي للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يزور "بيت مريم العذراء" في أفسس، قرب إزمير، تركيا

Next
Next

بيان صادر عن المجمع الأنطاكي المقدّس