غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يوجّه رسالة أبويّة إلى رئيس أساقفة بغداد والكهنة والمؤمنين في الأبرشيّة لمناسبة الذكرى السنويّة الحادية عشرة لمذبحة كاتدرائيّة سيّدة النجاة

ننشر في ما يلي نصّ الرسالة الأبوية الّتي وجّهها غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، إلى سيادة الحبر الجليل مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، وإلى الآباء الخوارنة والكهنة والمؤمنين في أبرشية بغداد، وذلك لمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لمذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد:

 

    الرقم: 2021/173

    التاريخ: 2021/10/31

 

سيادة أخينا الحبر الجليل مار أفرام يوسف عبّا الجزيل الاحترام

رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي على أبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدّس 

وحضرات أعزّائنا الروحيّين الآباء الخوارنة والكهنة والمؤمنين المبارَكين في أبرشيّة بغداد العزيزة

 

    بعد إهدائكم المحبّة الأبوية والدعاء والسلام بالرب يسوع فادينا، نقول:

    نحيي اليوم الذكرى السنوية الحادية عشرة للجريمة النكراء والمذبحة الكبرى والمجزرة الرهيبة التي وقعت في كاتدرائية سيّدة النجاة الحبيبة "أمّ الشهداء" في بغداد، خلال القداس المسائي ليوم الأحد 31/10/2010، لمناسبة أحد تقديس البيعة وليلة عيد جميع القديسين. فأدّى هذا العرس الروحي المجيد إلى استشهاد الأبوين ثائر عبدال ووسيم القس بطرس و٤٦ مؤمناً من الرجال والنساء والشبّان والأطفال، فضلاً عن عدد من الجرحى.

    وها هي كاتدرائيتنا تتلألأ عروساً مزهوَّةً في عرسها المجيد، إذ قد أهّلَها الربُّ يسوعُ، إكراماً لتضحياتها الجمّة ودماء شهداء أبنائها وبناتها، أن تشهد أعظم حدثٍ لا مثيلَ له، إنّها الشهادة للرب يسوع بمعمودية الدم!

    لقد رفعنا الصلاة حارّةً خلال الذبيحة الإلهية التي أقمناها صباح اليوم الأحد على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي ببيروت، من أجل راحة نفوس شهداء هذه المذبحة، وشفاء الجرحى والمتألّمين. واستذكرنا هذه الجريمة النكراء التي يندى لها جبين الإنسانية، وسألنا الله أن تكون دماء الشهداء بذاراً للحياة ونموّاً للإيمان وثباتاً في الرجاء في خضمّ الصعوبات والمعاناة التي يقاسيها المسيحيون في الشرق، حيث أعمال العنف والإضطهاد والإرهاب وما نتج عنها من تهجير قسري واقتلاع من أرض الآباء والأجداد.

    إنّنا نتوجّه إليكم ونشارككم الصلاة بالروح والقلب في هذه المناسبة العزيزة والغالية جداً على قلبنا الأبوي، مع صاحبي السيادة أخوينا العزيزين الحبرين الجليلين مار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، ومع جميع الأحبّاء من أبناء أبرشيتكم وبناتها، خوارنةً وكهنةً ومؤمنين، وذوي الشهداء والجرحى من المؤمنين، وجميع المشاركين معكم في الذبيحة الإلهية التي ترفعونها مساء اليوم في الكاتدرائية عينها، راحةً لنفوس هؤلاء الشهداء الأبطالالذين قدّموا ذواتهم ذبائح محرقةً على مذبح محبّة الرب يسوع والإخلاص له والشهادة للإيمان به حتّى الموت، مقتدين به وهو القائل: "ما من حبٍّ أعظم من هذا، أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبّائه" (يوحنّا 15: 13).

    أيّها الأحبّاء، نتطلّع معكم بروح الإيمان والرجاء الذي لا يخيب، كي تصل دعوى تطويب شهدائنا الأبرار إلى إعلان تطويبهم ورفعهم على المذابح، وهي تسير بخطى ثاقبة لدى مجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان، ما يجعلنا نحثّكم على المشاركة معنا في تكثيف الصلوات من أجل هذه النيّة السامية. وهكذا يشفع بنا شهداؤنا الأبرار من السماء من أجل عراقنا الحبيب الذي يعاني أيّاماً صعبةً وأزمنةً عصيبةً طال أمدها، ومن أجل الكنيسة والمؤمنين في كلّ مكان …

هذه الرسالة نُشرت على موقع بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

أبرشيّة بغداد الكلدانيّة تفتتح المرحلة الأولى لسينودس 2023

Next
Next

عظة غبطة البطريرك بييرباتايستا بيتسابالا: عيد سيّدة فلسطين وإفتتاح السينودس الأبرشي