الكنيسة في مواجهة فيروس كورونا
معايدة عيد القيامة المجيدة ٢٠٢٠ لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الأنطاكي
إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام
وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل
وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين المبارَكين بالربّ
اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار
نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالربّ يسوع، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات:
"السلام معكم، سلامي أعطيكم"
هذه هي الكلمات الأولى الّتي فاه بها الربّ يسوع القائم من بين الأموات أمام تلاميذه المحتجَزين والمختبئين داخل العلّية بالخوف والرهبة، بسبب ما جرى لحبيبهم ومعلّمهم، ليلة الخميس وجمعة الآلام الخلاصيّة.
في تقليدنا السرياني، نحتفل يوم أحد القيامة برتبة السلام، لأنّ كنيستنا عبر العصور عرفت الكثير من الاضطهادات والنتائج الوخيمة للحروب. فكم نحتاج إلى السلام الحقيقي، عطية المسيح لكنيسته.
إنّ حاجتنا ماسّة إلى هذا السلام في هذه الأوقات العصيبة والمأساوية، في ظلّ تفشّي ما يُسمّى ب "وباء كورونا". وكالتلاميذ نحن مرغَمون جميعًا على ملازمة منازلنا، ننتظر ظهور معلّمنا الإلهي كي يعزّينا ويشجّعنا. فلنتوسَّل إليه من أعماق قلوبنا كي يمنح العالم بأسره شفاء الروح والجسد، فنحيا السلام الحقيقي.
يطيب لنا أن نتقدّم بأحرّ التهاني وأطيب التمنّيات بمناسبة عيد قيامة ربّنا يسوع المسيح من بين الأموات، إلى جميعكم، أيّها الأحبّاء، من إكليروس ومؤمنين، أعضاء كنيستنا السريانية في لبنان وسوريا والعراق والأراضي المقدّسة والأردن ومصر وتركيا وأوروبا والأميركتين وأستراليا، راجين من المسيح فادينا المنبعث منتصرًا على الخطيئة والموت، أن يفيض عليكم جميعًا نِعَمه غزيرةً، فتكونوا شهودًا أمناء لقيامته، بحياةٍ مليئةٍ بالفرح والمحبّة والسلام.
وفي الختام، نمنحكم جميعًا بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية. ولتشملكم نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.
المسيح قام من بين الأموات... حقًّا قام
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الأنطاكي
المصدر: بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية
https://bit.ly/34w93Q8