خاصّ: إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط

في الأفراح والضيقات وكلّ لحظة من الحياة... تبقى الأم مصدر الدعم ونبع الحنان. تبقى الأم الملجأ الآمن والحضن الدافئ. هي المربّية والمضحيّة والمصليّة والرائدة. هي الأمّ الّتي لا حدود لعطائها وحبّها.

منها تفوح عبق الصلوات مرافقة أبنائها في فكرها وقلبها ودعائها، فهي الّتي أعطت الروح إلى قلوب لا تنبض من دون وجودها، وهي الّتي تمنح الرجاء في كلّ ضعف وصعاب.

في كلّ زمان ومكان، تبقى الأم الصوت الصارخ في البريّة، تدعم وتساعد وتتعب لتساهم في إعداد طريق الربّ صانعة سبله مستقيمة. ومن الربّ تتّخذ قوّتها وعزيمتها في مواجهة تحدّيات حياتها، وحياتها ليست سوى ضحكة أبنائها وسلامة عائلتها.

الأمّ هي الكنيسة الخاضنة متّخذة شعار لها "بالعلم والعمل". تتعمّق في تعاليم الله وتعيش الإنجيل بفرح وفناء لتعلّم أولادها الصلاة وعيش كلمة الربّ تجسيدًا لمحبّته، "وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ" (1 تي 2: 15).

الأمّ هي المدرسة الأولى لأولادها... تزرع فيهم قيم الحياة ومبادئ الإحترام والمحبّة والحوار. هي الّتي ترافقهم خطوة خطوة في كلّ مرحلة من حياتهم راسمة تنشئة صالحة عبر تنمية مهراتهم وتطوير قدراتهم.

في المجتمع، هي مثال النجاح، الأمّ الّتي تسعى وتجاهد بصمت وطول أناة لتكون رائدة في كلّ أعمالها وخطواتها بغية زرع التغيير في كلّ مكان يحتاج إلى تجديد وتطوير. هي مصدر الإلهام والإزدهار وهي الّتي تقدّم من ذاتها لأجل أولادها.

الأمّ هي الكنيسة والعائلة والمنزل والمجتمع. الأمّ لا تشبه الوطن إنّما هي الوطن الّذي لا يهزم. هي الوطن الحاضن الّذي يبني ويعلّم ويضحّي...

في عيد الأمّهات، نسألك يا ربّ أن تمدّ جميع الأمّهات بنعمك وتمنحهنّ الصّحة والسلام والقوّة والثبات في تربية أبنائهنّ تربية تليق بأبناء الملكوت. كما نصلّي يا ربّ من أجل الأمّهات اللّواتي تعانين وتتألّمن من جرّاء مرض أو ضيق، ونسألك أيضًا أن ترحم جميع الراقدات اللّواتي انتقلن إلى أخدارك السماويّة.

Previous
Previous

الأخ حنا جميل حنا نائب رئيس مركز - عكار-حركة الشبيبة الأرثوذكسية - للشؤون الإدارية

Next
Next

فيديو - مريم العذراء، أمّ يسوع والمسكونة أجمع