قداسة البابا فرنسيس... صديق الشبيبة والداعم الأوّل لهم
المنسّق العام للّجنة الوطنيّة لراعويّة الشبيبة في لبنان المحامي روي جريش في حديث لإعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط:
"البابا أعطى الشبيبة فكره وقلبه وحياته واستمع إلى تحدّياتهم وهواجسهم وآمالهم وتطلّعاتهم"
خاصّ: إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط
"سيروا في الرجاء، الرجاء يتغلّب على كلّ تعب، وكلّ أزمة، وكلّ قلق، ويعطينا دافعًا قويًّا لمتابعة السير، وهو عطيّة نقبلها من الله نفسه: فهو يعطي معنى لوقتنا، وينير لنا مسيرتنا، ويبيّن لنا الاتّجاه وهدف الحياة".
هذا ما أراده قداسة البابا فرنسيس من الشبيبة في رسالته لمناسبة اليوم العالمي الـ39 للشبيبة. أرادهم أن ينطلقوا في مسيرة كحجّاج ويكتشفوا الحياة بمحبّة ويبحثوا عن وجه الله ويختبروا عناق الله الرحيم.
قداسة البابا فرنسيس صديق الشبيبة والداعم الأوّل لهم، رافقهم في الكثير من المحطّات والاحتفالات والمؤتمرات واللّقاءات. كان في كلّ فرصة يحفّزهم على ترسيخ إيمانهم ومواجهة تحدّيات الحياة برجاء ومثابرة. هو الّذي دعاهم للبحث عن السعادة وعدم الاستسلام، وكذلك التحلّي بالشجاعة كي يستبدلوا المخاوف بالأحلام.
وما بين هذه اللّقاءات والفعاليّات البابويّة، خبرات شبابيّة كثيرة من الشرق الأوسط والعالم توثّق مدى قرب قداسته من شباب اليوم وقادة المستقبل.
البابا فرنسيس وقربه من الشبيبة
في حديث لإعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط، أعرب المحامي روي جريش، المنسّق العام للّجنة الوطنيّة لراعويّة الشبيبة في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، عن مدى أهميّة اختبار قداسة البابا فرنسيس، مشيرًا إلى أنّ قداسته "أعطى الشبيبة فكره وقلبه وحياته خصوصًا وأنّه خصّص ثلاث سنوات من عهده للشبيبة. وخلال هذه السنوات الثلاث رافق الشبيبة، وكلّ الشبيبة، الملتزمة وغير الملتزمة، في سينودس خاصّ، فاستمع إلى تحدّياتهم وهواجسهم وآمالهم وتطلّعاتهم في قلب الكنيسة".
وأضاف "خلق البابا فرنسيس الحوار والتواصل ما بين الكنيسة كقادة والشبيبة من مختلف الدول والاتّجاهات والإنتماءات، وهذا ما عزّز الصلة مع شبيبة اليوم. والسنوات الشبابيّة الثلاث الّتي كانت بعنوان "الشباب، الإيمان وتمييز الدعوات"، أثمرت نتائج مهمّة جدًّا لخّصت فكر البابا فرنسيس لراعويّة شبابيّة متجدّدة في الكنيسة".
بابا الرجاء وراعويّة الشبيبة APECL Jeune
قداسة البابا فرنسيس ألهم الكثير من الجماعات والحركات الشبابيّة فكان لها، عبر نهجه وإرشاداته، بوصلة طريق للتقرّب من يسوع المسيح وتعاليمه. أمّا راعويّة الشبيبة APECL Jeune ضمن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، فكانت لها خبرتها الخاصّة مع الحبر الأعظم.
يشرح المحامي روي جريش أنّ "الإرشاد الرسولي "المسيح يحيا" شكّل خطّة طريق لنا كلجنة وطنيّة لراعويّة الشبيبة حيث كان حافزًا لنا للسير معًا نحو راعويّة شبابيّة متجدّدة، وهذا ما اتّخذناه في رؤيتنا وانطلاقتنا في العام 2021. كما كنّا قد شاركنا أيضًا في تحضير سينودس الشبيبة في روما، وقمنا بالتّالي بتنفيذ مقرّراته خصوصًا على صعيد الإرشاد الرسولي "المسيح يحيا" من خلال نشره وتعميمه على كلّ مسؤولي وقادة راعويّة الشبيبة".
وتابع "مسار السينودس علّمنا كيفيّة السير معًا وساهم بتعزيز مسيرتنا معًا كمسؤولي راعويّة من مختلف الكنائس الكاثوليكيّة في لبنان بالروح السينودوسيّة الّتي ما زلنا نسير فيها كحجّاج رجاء في عملنا وخدمتنا في قلب كنيستنا الكاثوليكيّة. وهذا ما ترك أثرًا كبيرًا في مهامنا مستندين على كلّ تطلّعات قداسة البابا فرانسيس للشبيبة وعلى كلّ أفكاره ومشاريعه وكلماته الأبويّة الّتي كانت نابعة من اللّقاء الشخصي مع يسوع المسيح. هذا اللّقاء الّذي عزّزه فينا البابا لنختبر يسوع الحي القائم من الموت".
خبرة شخصيّة مُفعمة بالعزيمة
أمّا بالنسبة للاختبار الشخصي مع البابا فرنسيس، فيروي المحامي روي جريش أنهّ كان قد التقى قداسته مرّات عدّة من خلال خدمته في اللّجنة الوطنيّة لراعويّة الشبيبة APECL Jeune، وذلك في المؤتمرات الّتي كانت تُنظّم لمسؤولي راعويّة الشبيبة من كلّ دول العالم. هذا إضافةً إلى اللّقاءات العديدة ما قبل السينودس. واللّقاء الأخير مع قداسته كان السنة الفائتة في 25 أيّار/ مايو 2024.
جريش لا يمكنه أن ينسى إحدى اللّقاءات الّتي توجّه فيها إلى الحبر الأعظم بالقول "شبيبة لبنان بانتظارك كي تأتي وتحتفل معهم"، فشدّ قداسته على يده وقال "سآتي إلى لبنان!". من هنا، يصف جريش مدى تأثير هذا اللّقاء في حياته وأشار إلى أنّ "اللّقاء شدّدني وقوّاني في مسيرتي ضمن راعويّة الشبيبة الّتي فيها نستلهم من كلمات البابا وأحاديثه".
وختم "نشكر الله أنّه تمكّنا كشبيبة من عيش عهد البابا فرنسيس الّذي كان الملهم المحفّز الّذي جدّدنا بروح العمل معًا وبروح المحبّة وبالمثال الّذي قدّمه من خلال الخدمة".
قداسة البابا فرنسيس الّذي لطالما دعا إلى الخدمة والمثابرة في حقل الربّ، تابع الشبيبة في كلّ مراحل حياتهم، مؤكّدًا لهم أهميّة عيش الفرح والعطاء. وهو الّذي بثّ الفرح في قلوبهم خلال إحدى أكبر اللّقاءات الّتي أُقيمت معه في لشبونة في العام 2023 ضمن الأيّام العالميّة للشبيبة الّتي أعلن في ختامها عن استضافة مدينة سيول للنسخة المقبلة من الأيّام العالميّة في العام 2027، حيث كان قد سيلتقي بهم.
الّا أنّ لقائه بالآب السماوي كان الأسرع اليوم... هناك حيث سيواصل الصلاة من أجل الشبيبة في فرح سماوي إلهيّ مع الملائكة والقدّيسين.