القدّيسون الشهداء الأفارقة ترانتيوس وأفريكانوس ومكسيموس وبومبيوس ورفاقهم الستة والثلاثون (القرن 3 م)
العاشر من نيسان
لمَّا كان زمن الإمبراطور الروماني داكيوس، في منتصف القرن الثالث الميلادي، اندلعت موجة اضطهاد شرسة على المسيحيين. إثر ذلك أذاع فورتنيانوس حاكم أفريقيا المرسوم الإمبراطوري على أهل قرطاجة بأن يُقَدِّموا الأضاحي للإلهة أو يُعَرِّضوا أنفسهم للتعذيب. وقد جعل آلات التعذيت في الساحات العامة لإرهاب المؤمنين. فلمَّا رأى العديدون ذلك أُصيبوا بالهلع وانصاعوا لأوامره.
+ غير أنَّ أربعين من تلاميذ الرب تَمَسّكوا بإيمانهم بيسوع وأخذ بعضهم يُشَجِّع البعض الأخر قائلين: "لا نكفرنَّ بالسيِّد الرب لئلاَّ ينكرنا، يوماً، أمام أبيه، ولنَذكرنَّ قوله: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. خافوا بالحري من الذي يقدِر أن يقتل النفس والجسد كليهما في جهنَّم".
فلماَّ بلغ الحاكم تصميمُهم على عدم الخُضوع للأوامر الملكيَّة استقدمهم وحاوَل أن يرغمهم على التضحِيَة أو يُسَلِّمهم لألسنة اللهب فلم يذعنوا ولا جبنوا. ثُمَّ أجاب ترانتيوس عن الجميع: "لسنا جُبناء إلى هذا الحدّ لنتخلىّ عن الخالق ونعبد آلهة غريبة. لذلك إفعلوا ما تشاؤون. أمّا نحن فباقون على إيماننا وولائنا ليسوع المسيح".
هذا الكلام أثارَ سَخط الحاكم فأمر بتجريدهم من أثوابهم وجَرَّهُم إلى هيكل الأوثان جَرَّاً. قال لهم: "أما تَرُون عَظَمَة الإله العظيم هرقل! فأجابه ترانيوس: إنك لمُخطِئ أيّها الحاكم لأنَّ هذه الإلهة خشب وحجارة وبرونز وحديد وقد زُيَّنَت لتُبهِر العُيون وتَخدَع النُفوس".
فلمّا باءَت مُحاوَلة فورتونيانوس بالفَشَل ألقىَ بالأربعة في السِجن إلى الغد واستَدعى زينون والإسكندر وثيودوروس ورفاقهم. وبعدما أمعن في ضربهم، عساهم يتراجعون، ألقاهم ثابتين لا يتزعزعون. إذ ذاك مَزَّق لحمهم. وإذ بالأوثان تتحَطَّم وتَستَحيل غباراً. وانتهى الأمر بأن قطع الحاكم رؤوسهم جميعاً.
ما فعله فورتونيانوس بهؤلاء فعله بترانتيوس ومَن معه بعدما عِيلَ صبره.
وقد تمكَّن المسيحيون مِن دَفنِ الشهداء بلياقة.
طروبارية للشهداء القِدّيسون
أيّها المَجيدون لم يقدر أن يفصلكم عن محبّة الخالِق لا جوعٌ ولا خطر لا موتٌ ولا حياة فلذلك ورثتُم ملكوت السماوات والنَعيم الذي لا يزول، والسُرور العادِم النقصان بالكليّة، فاستمدّوا لنا الغفران والرَحمة مِن لَدَن المَانح الصالحات.
آمين