السادس من آذار/ مارس – اليوم الوطني للتسامح والتعايش في العراق
ما هي جذوره وتاريخيّته؟
من بلاد الرافدين، هذه البلاد الّتي احتضنت في قبلها روح الوحدة والأخوّة ونسجت في عروقها لوحة إيمان ورجاء، انطلق اليوم الوطني للتسامح والتعايش الّذي اعتمده العراق في رزنامته الوطنيّة يوم 6 آذار/ مارس من كلّ سنة. يوم جرى الإعلان عنه بعد اللّقاء الأخوي الّذي جمع قداسة البابا فرنسيس وسماحة السيّد علي السيستاني في النجف ضمن زيارة قداسته التاريخيّة إلى العراق على الرغم من وضعه الصحي الصعب آنذاك، والّتي امتدّت بين 5 و8 آذار/ مارس 2021.
وإذا عدنا في التاريخ إلى العام 2021، لا بدّ أن نستذكر هذه الزيارة الرسميّة الّتي حثّت الأطراف والطوائف على الإعلان عن هذا اليوم. وتضمّنت كلّ محطّات زيارته التاريخيّة إلى العراق جملة مواقف شدّدت في مضامينها على الأخوّة والمحبّة والتسامح.
ومنذ الإعلان عن اليوم الوطني للتسامح والتعايش الّذي نال الدعم والإشادة من كلّ أنحاء العالم، يحتفل العراقيّون به سنويًّا كإعادة تذكير بحقائق الوئام الإجتماعي العميق وسط تنوّع الحضارات والثقافات، وتأكيد على وجوب التسامح والتعايش السلمي كضرورة وحاجة نادت بها الأديان السماويّة. وعلى الرغم من بعض المراسم الإحتفاليّة الّتي تُقام للمناسبة الّا أنّ الإضاءة والتوعية حول هذا اليوم وما يحمله من معان إنسانيّة ودينيّة، باتت وكأنّها غير كافية لا سيّما في الأوساط الصحفيّة والأكاديميّة والتربويّة.
من هنا، يمكن القول أنّ يوم التسامح والتعايش هو تحيّة سلام إلى كلّ دول المنطقة والعالم ودعوة إلى تعزيز روابط المحبّة والتقارب بين جميع شعوب الأرض، على أمل أن يتوسّع نطاقه ويتعمّم في سائر المناطق والدول.