السادس عشر من آذار 1942

اليوم الّذي دخلت فيه حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة تاريخ الكنيسة الأنطاكيّة

83 عامًا على ذكرى التأسيس... والحركة ما زالت نابضة بالإيمان

خاصّ: إعلام مجلس كنائس الشرق الأوسط

16 آذار/ مارس 1942، الساعة الثالثة من بعد الظهر... فجر عهد جديد بدأ في الكرسي الأنطاكي. تاريخ حمل رجاء وإيمان وعزيمة في ظلّ الركود والأزمات الّتي شهدتها الكنيسة آنذاك. تاريخ شبابي شكّل ربيع فرح مشرق أعاد النبض إلى كلّ بقعة يأس وحزن. إنّه التاريخ الرسمي لتأسيس حركة لا تعرف هويّة غير الحياة في المسيح، ولا نظامًا غير الإنجيل مترجمًا حياة. هي حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، الأمّ الحاضنة، والملجأ الآمن والجماعة الّتي تؤمن بمواهب الشباب وعمل الروح القدس في ما بينهم، حاملة شعار "لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ" (سفر أعمال الرسل 17: 28).

حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة تحتفل هذه السنة بالذكرى الـ83 لتأسيسها. وما كان التأسيس سوى انطلاقة ورشة عمل نهضويّة حملها المؤسّسون في هواجسهم وتطلّعاتهم بغية العمل على بناء الشخص في المسيح بالعلم والعمل، بدراسة الكتاب المقدّس والمسائل الإيمانيّة والدخول إلى أعماق تعاليم يسوع المسيح والشهادة للربّ، ومن خلال الخدمة وترجمة الإيمان بمحبّة الآخر والوقوف إلى جانب كلّ قريب وغريب.

وهذا ما دعا إليه غبطة البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة: "أحبّوا المسيح، اقرأوا الكتاب المقدّس، احفظوه. صوموا وصلّوا، كونوا مثل الآباء الّذين تربينا على أيديهم" (من افتتاح مؤتمر الأمانة العامة للحركة - البلمند، 26 أيّار/ مايو 2023).

83 عامًا مضوا وهدف التأسيس ما زال مستمرًّا نابضًا في قلوب الحركيّين، شبان وشابات، إكليروس وعلمانيّين، جمعهم همّ البشارة ونشر كلمة يسوع المسيح في كلّ أنحاء الأرض، منشدين معًا في كلّ ذكرى تأسيس "غرِّدوا مثلَ الطيور وانشدوا لحنَ السّرور... واهتفوا للشباب اليوم عيد، عيد تذكار سعيد...!".

ومع كلّ تذكار سعيد، يبقى هدف التأسيس متجليًّا في المبدأ الأوّل من المبادئ الستة للحركة: "حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة حركة روحيّة تدعو سائر أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة إلى نهضة دينيّة، ثقافيّة، أخلاقيّة واجتماعيّة. وتدعو الحركة لإيجاد تيّار نهضويّ في الكنيسة، ينخرط فيه كلّ المؤمنين – حتّى ولو لم ينتموا إلى التنظيم الحركي – بمجرّد أنّهم جعلوا من قضيّة المسيح في أنطاكية قضيّتهم".

قضيّة سامية أطلقها مؤسّسون كانوا آنذاك طلّاب جامعات يتشاركون همّ الكنيسة الأرثوذكسيّة بهدف نقل تعاليمها وترسيخها بين المؤمنين. من هؤلاء المؤسّسين نذكر سيادة المتروبوليت جورج خضر الّذي كان أوّل أمين عام للحركة، الأرشمندريت الياس مرقص، الإخوة ألبير لحام، متري قصعة، ادوار لحام، ميشال خوري، جبرائيل سعادة وجبرائيل دبس وغيرهم.

وفي 22 كانون الثاني/ يناير 1946، شهدت حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة محطّة مفصليّة في تاريخها. منح المجمع المقدّس برئاسة غبطة البطريرك ألكسندروس الطرس البطريركي إلى الحركة بعد أن تطلّع على قانونها الأساسي، وهذا ما رسّخ ثقة الرعاة بالحركة.

83 عامًا مضوا على الإجتماع التأسيسي. هذا الإجتماع الّذي شهد حدثًا تاريخيًّا ونهضة ما زالت مستمرّة حتّى اليوم مع إخوة وأخوات من مختلف الفئات العمريّة يعملون بجهد وإيمان عميق ورجاء كبير تحت راية الكنيسة مواصلين صلواتهم بشجاعة ورجاء مؤمنين أنّ يسوع المسيح قائد السفينة لن يتخلّى عنهم.

83 عامًا مضوا ويبقى موسم عيد التأسيس كما قال سيادة المتروبوليت جورج خضر، موسم حبّ: "هذا موسم من مواسم الحبّ لأنّ حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة ليس فيها الّا الحبّ. هي لا تنظر إلى ضعفاتنا. فالكنيسة ضعيفة أبدًا مع أنّها ترتدي قوّة المسيح".

Previous
Previous

معًا في مسيرة صلاة وصوم

Next
Next

فيديو - خلوة روحية لفريق الامانة العامة لمجلس كنائس الشرق الاوسط في المقر البطريركي للسريان الارثوذكس في العطشانة- لبنان