مجلس كنائس الشرق الأوسط يعقد اجتماعه السنوي مع شركائه الدوليّين والإقليميّين
معًا في رحلة مسكونيّة
حضرة القسّ د. بول هايدوتسان: شركاؤنا رافقوا المجلس عن قرب وما زالوا حتّى اليوم،
ونحن ممتنون لهذه الشراكة العالميّة
الأمين العام البروفسور د. ميشال عبس: كان مجلس كنائس الشرق الأوسط أداة للتغيير النموذجي في المنطقة، بين الكنائس والمجتمع، وسيستمرّ كذلك
إضغط هنا للإطّلاع على الصور كافّة.
تحت عنوان "شركاء يرافقون مجلس كنائس الشرق الأوسط في رحلته المسكونيّة المستمرة"، عقدت الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط برئاسة الأمين العام البروفسور د. ميشال عبس، اجتماعها السّنوي مع شركاء المجلس من منظّمات ومؤسّسات دوليّة وإقليميّة، يوم الخميس 6 شباط/ فبراير 2025، وذلك بهدف عرض الإنجازات الّتي حقّقها المجلس، وكذلك الإستحقاقات المقبلة، إضافةً إلى تبادل الآراء والخبرات بغية تطوير آليّات العمل من أجل تحقيق الأهداف المرجوّة والعمل معًا في سبيل شراكة مستقبليّة أكثر فاعليّة.
شارك في الإجتماع عن بُعد ممثّلون عن مختلف المنظّمات والمؤسّسات الشريكة لمجلس كنائس الشرق الأوسط من حول العالم، حضرة القسّ د. بول هايدوستيان، رئيس اتّحاد الكنائس الأرمنيّة الإنجيليّة في الشرق الأدنى، رئيس جامعة هايكازيان في لبنان، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الإنجيليّة، وعدد من أعضاء اللّجنة التنفيذيّة للمجلس، وكذلك مدراء ومنسّقو دوائر المجلس وفريق العمل حضوريًّا من المقرّ الرئيس للمجلس في بيروت.
استُهلّ الإجتماع بكلمة افتتاحيّة لحضرة القسّ د. بول هايدوستيان، ، قال فيها: "مع مرور 50 عامًا على تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط، علينا اعتبار المجلس هديّة لنا، للكنيسة، وللمجتمعات الكنسيّة الداخليّة والخارجيّة. كما نلاحظ أنّ مرور 50 عامًا على تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط منذ العام 1974 وحتّى اليوم، تزامن مع العديد من الاضطرابات والحروب في المنطقة".
كما لفت إلى أنّ "كنائس منطقتنا في الشرق الأوسط مستمرّة في الخدمة بأيّة موارد متاحة لنا، ونحن اليوم نراقب ونصلّي على الرغم من كلّ التغييرات الّتي تحدث في عالمنا... في الـ50 عامًا المنصرمة، شهد مجلس كنائس الشرق الأوسط زمالة أعمق بين المسيحيّين وكذلك حوارات مع غير المسيحيّين أيضًا. لقد شهدنا من خلال عملنا الكثير من أعمال الإغاثة والتعليم بالإضافة إلى مؤتمرات ومحاضرات لاهوتيّة".
وأضاف "لقد رافق شركاؤنا مجلس كنائس الشرق الأوسط عن قرب وما زالوا حتّى اليوم، ونحن ممتنون لهذه الشراكة العالميّة. كما علينا في الشرق الأوسط، أن نتذكّر أنّنا شركاء أيضًا مع الآخرين في المنطقة، فنحن لسنا مجرّد مجموعة متلقّية ولكنّنا نشهد ونخدم سائر شعوب الله في العالم ككنيسة واحدة ولما لا كعالم واحد نعيش فيه".
بعد الصلاة الافتتاحيّة، ألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور د. ميشال عبس كلمة أشار فيها إلى أنّ "مجلس كنائس الشرق الأوسط يستحقّ ويحتاج إلى تعزيز لبنيته التنظيميّة وثقافته بشكل طويل الأمد. لذا، ينبغي التعامل مع المجلس من منظور طويل الأمد يهدف إلى ضمان استمراريّته واستمراريّة العاملين فيه وثقافته التنظيميّة". وأضاف "لقد كان مجلس كنائس الشرق الأوسط أداة للتغيير النموذجي في المنطقة، بين الكنائس والمجتمع، وسيستمرّ كذلك". كما قال: "لتحقيق مهامه، سواء على المدى القصير أو الطويل، يحتاج المجلس إلى العمل على صعيدين: التكامل الداخلي والتكيّف الخارجي".
وتابع: "لقد أثبت مجلس كنائس الشرق الأوسط تاريخيًّا أنّه منظّمة ناجحة للغاية في مجال التنمية الإجتماعيّة، والخدمة، والمرأة، والشباب، واللّاجئين، وما شابه ذلك. وعلى الرغم من أنّه عمل في إطار العديد من الخدمات خارج الدعم الاجتماعي، إلّا وأنّه ما زال يحمل صورة الدعم للتنمية وقنوات التمويل. مجلس كنائس الشرق الأوسط ليس مجرّد مضخّة تمويل؛ إنّه منظّمة تفكّر وتحلّل وتتأمّل في القضايا ولها رأي في ما يجري في المجتمع".
بعدها، قدّم كلّ من حضرة القسّ د. متري راهب والبروفسور د. ليلى نيكولا مداخلة حول الأوضاع السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة الّتي يمرّ بها الشرق الأوسط، ، إضافةُ إلى تداعيات الأزمات والصّراعات العالميّة وآثارها على المنطقة، وكذلك الحاجات والمطالب الملحّة لأبنائها الّذين يشهدون فترات عصيبة.
من ثمّ، عرض الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور د. ميشال عبس تقريره بعنوان "نموذج الوزنات الموكلين بها "، والّذي ضمّ كلّ الأنشطة والبرامج والمشاريع الّتي تمّ تنفيذها، متطرّقًا إلى التحدّيات الّتي واجهها المجلس في عمله وسُبل مواجهتها برجاء كبير وإيمان عميق. كما تحدّث عن رؤيته للفترة المقبلة وكذلك الإستحقاقات المترتّبة بغية تحقيق الأهداف المسكونيّة والإنسانيّة المرجوّة.
في السياق نفسه، عرض مدراء ومنسّقو الدوائر والأقسام الآفاق المستقبليّة للعمل المزمع تنفيذه على الصعد المسكونيّة واللّاهوتيّة والإغاثيّة والإنسانيّة والإعلاميّة، فقدّموا تقاريرهم الّتي فنّدت مشاريع ومستجدّات كلّ من الدائرة الماليّة، دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة، رابطة الكليّات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط (ATIME)، دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة، دائرة خدمة اللّاجئين الفلسطينيّين، برنامج التماسك الإجتماعي والكرامة الإنسانيّة، دائرة التواصل والعلاقات العامة، قسم الموارد الإنسانيّة، وقسم المشتريات.
أمّا في القسم الثاني من الإجتماع، فبحث المجتمعون في دور الشركاء وسط التحدّيات الجديدة الّتي يواجهها العالم والشرق الأوسط، إضافةً إلى سُبل تعزيز التواصل والتعاون والتنسيق مع مجلس كنائس الشرق الأوسط من أجل شراكة أكثر استدامة.
في الختام، تمّت مناقشة بعض المسائل الإداريّة لينتهي الإجتماع بصلاة ختاميّة على رجاء اللّقاء القريب.