المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان يعقد ندوة حول فكر
الراحل الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين
العلامة الشيخ علي الخطيب: منطلق الدين الإسلامي يرفض الطائفيّة
ولكنّه يتبنّى الطوائف والعيش مع الطوائف بسلام
الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور الدكتور ميشال عبس: كلّ قول وفعل يصدران عن العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين مطبوعان بعمق بمنطق الحوار الذي يحياه العلامة كمنطق حياة
إضغط هنا للإطّلاع على الصور كافّة.
في الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين، وبرعاية العلامة الشيخ علي الخطيب، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، عقد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان ندوة حواريّة حول فكر الراحل الكبير، وذلك يوم الأربعاء 5 شباط/ فبراير 2025، في مقرّ المجلس الإسلامي الشيعي في الحازميّة - لبنان.
حاضر في الندوة الّتي أدارها الدكتور جهاد سعد، رئيس تحرير صحيفة اللّواء الأستاذ صلاح سلام، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور الدكتور ميشال عبس، وعميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانيّة والإجتماعيّة في الجامعة اللّبنانيّة الدكتور حسين رحال.
شارك في الندوة شخصيّات رسميّة، دينيّة واجتماعيّة، ونخبة من رجال الدين المسلمين والمسيحيّين، والكوادر الأكاديميّة والمثقّفين والمعنيّين. كما شارك من مجلس كنائس الشرق الأوسط منسّقة برنامج "التماسك الإجتماعي والكرامة الإنسانيّة" البروفسور الدكتورة لور أبي خليل، وفريق إعلام المجلس.
بعد تلاوة آيات من الذِكْر الحكيم، كانت كلمة للعلامة الشيخ علي الخطيب الّتي أشار فيها إلى أنّ الإسلام لم يدعو المسلمين إلى الإنغلاق على أنفسهم والعيش وحدهم، مشدّدًا على أنّ منطلق الدين الإسلامي يرفض الطائفيّة ولكنّه يتبنّى الطوائف والعيش مع الطوائف بسلام، والإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين يمثّل هذا العمق. وأضاف أنّ الإسلام انطلق ليجمع وليس ليفرّق، ليجمع من يحقّ لهم أن يكونوا مختلفين في الرؤى، لينتجوا ما هو جديد.
بعدها، ألقى الدكتور جهاد سعد كلمة قال فيها: "نجتمع حول المائدة الفكريّة للإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين لنحدّد موقعنا من الصراع بين علم السلطة وسلطة العلم". كما أضاء على ميّزات الراحل وأبرز مواقفه في مختلف المجالات، ونوّه بلغّته ومنهجيّته وقدرته على تأصيل المفاهيم من دون تكلّف.
من ثمّ، تحدّث الأستاذ صلاح سلام عن "الوحدة الإسلاميّة في فكر الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين"، مشدّدًا على حرص الراحل على حماية الوحدة الإسلاميّة. كما ذكّر بأبرز المحطّات والمواقف الّتي عمل من خلالها على ترسيخ الوحدة الإسلاميّة الّتي اعتبرها المدماك الأوّل للوحدة الوطنيّة مؤكّدًا على صيغة العيش المشترك.
من جهّته، تحدّث البروفسور الدكتور ميشال عبس عن " وقال: "تميز فكره بالانفتاح والسماحة، وهذا الانفتاح وهذه السماحة كانا أيضا قولا مقرونا بالفعل في فكر ومسرى الامام العلامة، وهو ما برز في مختلف مواقفه المتعلقة بشتى شؤون الوطن، مما جعل أي قول وفعل يصدران عنه مطبوعان بعمق بمنطق الحوار الذي يحياه العلامة كمنطق حياة، وليس كﺁلية مؤقتة تعتمد في فترة معينة وتوضع جانبا عند بلوغ الهدف المنشود منها".
بدوره، تحدّث الدكتور حسين رحال عن "الفكر الإصلاحي عند الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين: قراءة في المنهج"، مسلّطًا الضوء على حياته الفكريّة الّتي تنقسم إلى مراحل عدّة وكلّ منها لها ميّزاتها. كما تطرّق إلى مرحلتين كبيرتين وأساسيّتين وهما مرحلة الإجتهاد الّتي قدّم فيها رأي المؤسّسة الّتي ينتمي إليها، ومرحلة التجديد الّتي قدّم فيها رؤيته الخاصّة حول الكثير من المسائل والقضايا.
في ختام الندوة، كانت مداخلات ومناقشة وطرح للأسئلة من قبل الحضور.