بيان صادر عن الأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط

على أثر الأحداث الأمنيّة الخطرة الّتي يتعرّض لها لبنان

نتيجة تسارع الأحداث الأمنيّة المستجدّة في لبنان، والّتي تحولت الى عدوان شامل على مختلف المناطق اللّبنانيّة، ممّا أسفر عن استشهاد الالاف من المواطنين، ونزوح مئات الآلاف من جنوب لبنان والبقاع إلى المناطق الأخرى كافّة بسبب القلق على حياتهم الّتي باتت بخطر، عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعاً طارئاً للأمانة العامة الموسّعة برئاسة الأمين العام الدكتور ميشال عبس، وحضور الأمناء العامين المشاركين، ومدراء الدوائر والاقسام، بهدف دراسة حال الطوارئ في لبنان والشام ورصد الحاجات الإنسانيّة الملحّة واتخاذ التدابير التي تؤمن استمرار العمل في حال تفاقم الأوضاع الأمنية والمعيشية.

بحث المجتمعون في القضايا الإنسانيّة الملحّة وسُبل العمل على مؤازرة العائلات ومساندتها على مختلف الصعد، مشيدين بالتضامن الإنساني الوطني الّذي يشهده المجتمع اللّبناني منذ بداية الاعتداءات.

ان مجلس كنائس الشرق الأوسط يدين بشدة قتل الأبرياء، الأطفال والنساء والشيوخ وسائر المدنيّين، ويستهجن الهجمات الّتي تنفّذها القوات المعتدية بشكل مكثّف على المناطق المكتظة بالسكّان والّتي أدّت إلى استشهاد حوالي 500 شخص في يوم واحد، ونزوح مئات الآلاف من المواطنين من مناطقهم. هذه الجرائم ان دلت على شيء، فإنها تدل على تجاهل قوّات العدوان مبادئ القانون الدولي وقواعد اتّفاقيّات جنيف وكافة الاتفاقيات التي ترعى النزاعات المسلحة.

يطالب مجلس كنائس الشرق الأوسط، أيضا، المجتمع الدولي التدخّل بالسرعة القصوى وإصدار موقف واضح يندّد بجرائم الحرب الواقعة على المدنيّين والمتمثّلة في شنّ الغارات والتدمير الممنهج للممتلكات وقطع الإمدادات الغذائيّة والصحيّة، كما يطالب بتوفير الحماية الدوليّة للمدنيّين كي تستطيع المنظّمات والجمعيّات إمدادهم بالمواد الضرورية لحياة كريمة.

 خلال الاجتماع، اتخذ المجتمعون قرارات ترمي إلى إنشاء خليّة طوارئ لرصد الحاجات ومتابعة الأمور الميدانيّة اللّوجستيّة، ومتابعة أوضاع العائلات الّتي نزحت من المناطق والوقوف إلى جانبها إنسانيًّا ومعيشيًّا. هذا إضافةً إلى مواكبة حثيثة لكلّ المآسي الّتي تطال المواطنين، وتأمين الدعم النفسي للأطفال جرّاء ما شهدوه من مجازر وانتهاكات مرتكبة ضدّ الإنسانيّة. كذلك، سوف تجري المواكبة الإعلاميّة للقضايا الإنسانيّة وتسليط الضوء على معاناة العائلات واحتياجاتها.

في الختام، رفع الجميع الصلاة من أجل إحلال السلام وإحقاق الحقّ والعدالة واسكات اصوات الحرب الّتي تزرع الموت والدمار، سائلين الله أن يمنح سلامه لجميع الشعوب.

بيروت في 24.09.2024

Previous
Previous

مجلس كنائس الشرق الأوسط يبارك للزميل الشدياق شادي شطا مع انتقاله إلى روما لمتابعة دروسه المسكونيّة

Next
Next

تأجيل ندوة مجلس كنائس الشرق الأوسط لشهر أيلول/ سبتمبر 2024