دورات مهنية في دمشق تُؤَهل المستفيدين منها في تأسيس مشاريع صغيرة

تجدون مجموعة صور في آخر النصّ.

مع ارتفاع معدلات البطالة والتضخم والازدياد في أسعار السلع الأساسية، ترتفع نسبة العائلات التي تعيش تحت خط الفقر والّتي تعتمد بشكل أساسيّ على المساعدات الإنسانية، ليجد بذلك الكثير من الشباب أنفسهم عاجزون عن بناء مستقبل مستقر.     

في ظل هذه الظروف القاسية، يتابع مجلس كنائس الشرق الأوسط مساندة الأشخاص الأشد ضعفًا، حيث يعمل على تنظيم دورات مهنية تساعد المستفيدين منها على الدخول إلى سوق العمل، إلى جانب تزويدهم بمعدات مهنية ومهارات عبردورات في إدارة الأعمال ليكونوا قادرين أيضًا على تأسيس مشروع صغير يصبح مصدر رزق لهم عوضًا عن إهدار أشهر وربما سنوات في البحث عن فرصة عمل مناسبة.

وفي هذا الإطار، نفّذت دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، مكتب سورية، دورة تدريب مهنية حول زراعة الفطر المحاري ودورة أخرى في مجال تقطير الأعشاب الطبية والورود. وبلغ عدد المستفيدين من هاتين الدورتين 30 مستفيدًا ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و55 عامًا.

في نهاية الدورة المهنية، تمكّن 26 مستفيدًا من الالتحاق بدورة إدارة الأعمال التي استمرت لمدّة خمسة أيام، تعرّفوا خلالها على كيفيّة البدء بمشروع صغير، وتسلّموا بعدها الشهادات الحرفية والحقائب المهنية التي تتضمّن الأدوات اللازمة للبدء بالعمل، والتي ساعدتهم على البدء بمشروعهم الخاص.

تقول جميلة، إحدى المستفيدات من دورة تقطير الأعشاب الطبية والورود: "كنت أبحث عن فرصة عمل تكون جديدة ومميّزة، حتى قرأت إعلان عن دورة التقطير على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على الفيسبوك. بعد انتهاء الدورة المهنية ودورة إدارة الأعمال، قدّمت دراسة جدوى لمشروع صغير خاص بتقطير الأعشاب الطبية والورود، ونالت دراسة الجدوى هذه قبول فريق المجلس، الذي قدّم لي العدّة اللازمة للعمل بشكل مجاني، وكانت عبارة عن آلة تقطير النباتات الطبية والأعشاب (الكركة)، عبوات 250 مل، عبوات 1 لتر، موقد غاز، جرتين غاز، خرطوم ماء، أوان زجاجية، بالإضافة إلى الوردة الشامية وإكليل الجبل لأتمكّن من البدء بالعمل. وظلَّ فريق المجلس مشرف على عملي خطوة بخطوة".

تتابع قائلةً: "قمت مع مستفيدين آخرين من هذه الدورة، بتأسيس مشروع يحمل اسم "قطرة معلولا"، نبيع من خلاله منتجاتنا. بفضل مساعدة مجلس كنائس الشرق الأوسط، اعتبر أنه أصبح لديّ اسمًا في السوق، فقد تمكّنت أنا وشركائي من بيع الكثير من المنتجات وأصبح لديّ مردود مادي جيد يغطي الحاجات الضرورية لأسرتي. اليوم لديّ مشروعي الخاص وأشارك في معارض في العديد من المحافظات وأنا فخورة بنفسي. أشعر أنني أقدّم الفائدة للناس خاصة أني أبيع منتجات طبيعية 100%".  

ومن دورة زراعة الفطر المحاري، تقول لينا: "كانت مشاركتي في الدورة المهنية تجربة جميلة جدًا، لم أكن أعرف شيئًا عن كيفيّة زراعة الفطر المحاري لكني اليوم استمتع وأشعر بالفخر عندما ينمو الفطر وأجمعه وأبيعه... أشعر أنني أصبحت إنسانًا منتجًا في المجتمع".

تضيف، "بهدف التسويق بشكل أكبر للفطر المحاري، قد شاركت في معرض الزهور الذي نظّمته جمعية رواد البيئة في جرمانا بريف دمشق، وقد تمكنت من تعريف الناس بالفطر المحاري وقاموا بشرائه مني. كما قامت الجمعية بتكريمي حيث منحتني شهادة تقدير عن المشروع الذي أقوم به".

هذا، وعمِل أربعة مشاركين من دورة زراعة الفطر المحاري على تأسيس مزرعة للفطر المحاري في جرمانا بريف دمشق وتعاونوا في ما بينهم لزراعة الفطر وتسويقه، وقد تمكّنوا من تحقيق الربح وضمان الاستمرارية للمشروع.

تقول نهاد، إحدى الشركاء الأربعة: "العدّة المهنية التي حصلنا عليها من مجلس كنائس الشرق الأوسط كان لها دورًا مهمًا في تأسيس المشروع لأنها وفّرت علينا المال الذي استخدمناه في تأسيس مزرعة الفطر المحاري. أنا وشركائي متفاهمين معًا ونثق ببعضنا جيدًا ولدينا طموح في أن تكبر المزرعة ونتمكّن من تغطية أكبر مساحة ممكنة من السوق السورية وأن تصل منتجاتنا إلى باقي المحافظات".

Previous
Previous

مجلس كنائس الشرق الأوسط يمكّن الأطفال في لبنان ويدعمهم نفسيًّا ومعنويًّا

Next
Next

مجلس كنائس الشرق الأوسط يصدر الرزنامة المسكونيّة لشهر آب/ أغسطس 2024