إدارة الأزمات واستجابة الكنائس في زمن الكوارث 

دورة تدريبيّة مسكونيّة من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط وتير فاند 

نتكاتف ونتواصل ونبني الجسور! 

عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط، دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة، بالشّراكة مع منظّمة تير فاند، دورة تدريبيّة بعنوان "إدارة الأزمات واستجابة الكنائس في زمن الكوارث"، بين 6 و9 حزيران/ يونيو 2024، في بيت عنيا، حريصا – لبنان. شارك فيها مجموعة مسكونيّة من الإكليروس والعلمانيّين من مختلف العائلات الكنسيّة  في لبنان ودول الشرق الأوسط. 

تضمّنت الدورة صلوات صباحيّة وجلسات عديدة لاهوتيّة، إنسانيّة وبرامجيّة برفقة متخصّصين من مختلف المجالات، حيث هدفت إلى تمكين المشاركين العاملين في الحقل الكنسي، وتطوير قدراتهم من أجل دعمهم وتزيودهم بالمهارات الأساسيّة الّتي تساعدهم بدورهم على تدريب العاملين في رعاياهم. وهذا ما يخوّلهم بالتّالي على مساعدة الكنيسة في تضميد جراح الأكثر تضرّرًا في زمن الكوارث وذلك على مختلف الصّعد الإنسانيّة والإجتماعيّة والصحيّة والنفسيّة. 

في الجلسة الإفتتاحيّة، ألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس كلمة قال فيها أنّ "هذه الدورة التدريبية تطرح إشكالية الكفاءات وتنمية الرأسمال الإنساني والتدريب المستدام، من جهة و، من جهة أخرى، إشكالية دور الكنيسة في إغاثة الناس ومواكبتهم في معاناتهم ومد يد المساعدة لهم للخروج من مآسيهم. الاشكاليتين متلازمتين من منطق الفعالية واستعمال الموارد المتوفرة بالطريقة الفضلى، أي ان صلب المقاربة يكمن في منع هدر الطاقات والموارد، وتطبيق منطق إدارة الاعمال واقتصاد الادارة في العمل الإنساني". 

بدوره، وجّه السيّد جايمي أبراهام، مدير سوريا ولبنان في منظّمة تير فاند، كلمة أشار فيها إلى أنّ "الأهداف الرئيسة لهذه الورشة هي تعزيز الوعي وتقديم التدريب للكنائس، وتجهيزها للاستعداد للكوارث والاستجابة لها. وذلك من خلال بناء شبكة مسكونيّة بين الكنائس المشاركة وأصحاب المصلحة ذوي الصلة. نهدف إلى تمكين الكنائس من الاستفادة من الموارد المتاحة والاستجابة بفعاليّة وفي الوقت المناسب عندما تضرب الكوارث". 

من جهّته، توجّه نيافة المطران دانيال كوريّه، مطران بيروت للسريان الارثوذكس، ومستشار دائرة الدياكونيا والخدمة الإجتماعيّة عن اللّجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بكلمة إلى المشاركين ألقاها نيابةً عنه السيّد سامر لحّام، مدير دائرة الدياكونيا في مجلس كنائس الشرق الأوسط، جاء فيها: 

"نتعلّم من الكتاب المقدس بأنَّ هذه الكوارث والأزمات والصراعات في عالمنا ليست حديثة بل قديمة قِدَم البشرية وهي تُهدّد الإنسان منذ لحظة سقوطه على هذه الأرض، حيث نجد العديد من الكوارث التي ذكرت في الكتاب المقدس… والكتاب المقدس يهدف في بعض آياته إلى إعطاء تعليم عن كيفية الاستعداد وتجنّب الكوارث وَوضع خطط استباقية لكيفية السلوك والتعامل مع الكارثة وأخذ القرارات وردود الأفعال المناسبة حين حدوثها". 

تمحورت جلسات دراسة الكتاب المقدّس حول عناوين عدّة وهي استجابة كنيسة أنطاكية للمجاعة في أورشليم (أعمال الرسل 11 :19-30)، لماذا يسمح الله بالمعاناة إنطلاقًا من إنجيل لوقا والعهد القديم، ومثل السامري الصالح ( لوقا 10 : 29-37). أمّا الجلسات الأخرى فحملت مواضيع مختلفة مثل الأزمات والكنيسة المحليّة، أهميّة دور الكنيسة في المجتمع المحيط وتفعيل تحرّكها في الإستجابة للكوارث، كيف يمكن للكنيسة المحليّة أن تتعافى من الكارثة، وكيف يمكنها أن تستجيب للكارثة واستجابتها في المرحلة ما بعد الكارثة. 

إلى ذلك، تضمّنت الجلسات تدريبات متنوّعة حول تحليل السياق، تقييم الإحتياجات والقدرات المحليّة في المناطق المستهدفة وتقييم للمخاطر في مناطق التدخّل، إضافةً إلى إعداد جدول التحليل المنطقي – التقييم والمتابعة وخطّة العمل، وكذلك عرض للمعايير الإنسانيّة الدوليّة والسياسات الدوليّة المتّبعة للعمل الإنساني. هذا وتخلّلها أيضًا تدريب حول كيفيّة كتابة خطّة استجابة لجمع التمويل اللّازم. 

خلال الدورة، شارك المجتمعون في مجموعات عمل تطبيقيّة حول كيفيّة إعداد دراسة للواقع المستهدف وتقييم الاحتياجات، وكتابة خطّة استجابة لحالات متعدّدة من الكوارث، حيث عملوا على كتابة مشاريع وفق سياق المناطق الّتي يعيشون فيها. 

علاوةً على ذلك، شكّلت ورشة العمل هذه فرصة لتبادل الآراء والخبرات حيث ساهمت بتعزيز الروابط المسكونيّة والأخويّة بين المشاركين الّذين حصلوا على شهادات في ختام الجلسات.  

Previous
Previous

فيديو – الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس يتحدّث عن افتتاح المكتب الجديد للمجلس في عمّان 

Next
Next

إجتماع تنسيقيّ بهدف تعزيز دور مجلس كنائس الشرق الأوسط في الأردن