في ذكرى خطف مطراني حلب، المطران بولس يازجي والمطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم

ولمناسبة "اليوم المسكوني للمخطوفين والمُغَيّبين قسرًا"

مجلس كنائس الشرق الأوسط يعقد ندوة حول "الحروب والخطف والتغييب وسُبل جبر الضرر"

الأمين العام د. ميشال عبس: الخطف ما زال مستشريا في أماكن عديدة من العالم وليس من يردع مرتكبيه، لان أعمالهم ليست سوى جزء من الجريمة التي لم تفلح البشرية، وقد لا تفلح، بلجمها

في ذكرى خطف مطراني حلب، المطران بولس يازجي والمطران غريغوريوس يوحنا إبراهيم، وتخليدًا لـ"اليوم المسكوني للمخطوفين والمُغَيّبين قسرًا" الّذي كان مجلس كنائس الشرق الأوسط قد أطلقه وعيّنه في 22 نيسان/ أبريل من كلّ سنة، عقد المجلس ندوته الشهريّة عن بُعد بعنوان "الحروب والخطف والتغييب وسُبل جبر الضرر"، يوم الخميس 25 نيسان/ أبريل 2024. وذلك بمشاركة متحدّثين خبراء من مختلف المجالات وحضور مجموعة من المتخصّصين وطلّاب الجامعات والمهتمّين بالموضوع المطروح.

تضمّنت الندوة الّتي بُثّت مباشرةً على صفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك، مداخلتين، بإدارة د. لور أبي خليل الّتي تحدّثت في كلمتها الإفتتاحيّة عن حالات العنف في المنطقة وسط الظروف الصعبة الّتي تمرّ بها مندّدة بهذا الواقع المرير ومشدّدة على دور الدول والحكومات في إطار هذه القضيّة.

استُهلّت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس بعنوان "الخطف، او الغابة في قلب المدنية!"، حيث قال فيها "تعيش بلادنا منذ عقود، عمليات خطف واخفاء وتغييب بأحجام كبيرة. منذ خطف الأرمن والسريان، وغيرهم من مكونات هذه الامة وذبحهم، الى خطف الفلسطينيين والاعتقالات التعسفية الطويلة الأمد – وهذا يعادل الخطف - التي يعيشونها، منذ النكبة الى حرب غزة، الى الخطف الذي حصل حلال حروب لبنان والعراق والشام، ومنها خطف مطراني حلب الذين استذكرنا هذا الأسبوع اختطافهم للسنة الحادية عشرة، مرورا بتغييب الامام العزيز على قلوب اللبنانيين، الى كل ما يجري في بلادنا، كل ذلك يجعلنا نعيش في غابة، والجميع يعرف من وراء كل ذلك، زارعي الفتن ومشتتي الشعوب".

وأضاف "لقد تطورت القوانين، التي تتعاطى مع الاختطاف ومشتقاته، تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، وارتفعت اعداد واصوات الناشطين في هذا المجال، ولكن الخطف ما زال مستشريا في أماكن عديدة من العالم وليس من يردع مرتكبيه، لان أعمالهم ليست سوى جزء من الجريمة التي لم تفلح البشرية، وقد لا تفلح، بلجمها. لا بد من متابعة التحسيس والتوعية على تبعات الخطف، عبر برامج إعلامية وتربوية، عسى ان يحمل لنا قادم الأيام، بفضل هذه التوعية، نورا يضيء ضمائر المرتكبين ويثنيهم عما تقترفه يداهم من اثم واذية، لأناس لم يتسببوا لهم لا بسوء ولا بمضرة".

بعدها، بدأت المداخلة الأولى بعنوان "الإختطاف والقتل على الهويّة... غزّة نموذجًا"، مع ا.د. عبد الرحمن المغربي، الأمين العام لاتّحاد المؤرّخين والآثاريّين الفلسطيني. في مداخلته، قدّم ا.د. عبد الرحمن لمحة عن قطاع غزّة مضيئًا على أبرز محطّاته التاريخيّة ومقوّماته الجغرافيّة. كما تحدّث عن الظّروف العصيبة الّتي تمرّ بها غزّة متطرّقًا إلى موضوع القتل والإختطاف إضافةً إلى معاناة الشعب الفلسطيني في ظلّ كلّ الحروب والصراعات الّتي يشهدها.

من ثمّ كانت المداخلة الثانية الّتي حملت عنوان "جبر الضرر في التجربة العراقيّة والتركيز على العدالة التعويضيّة: أفق أحادي للعدالة الانتقاليّة"، مع د.محمود عزو حمدو، مركز بناء السلام - جامعة الموصل. في مداخلته، سلّط د. محمود الضوء على محطّات مختلفة من تاريخ العراق، متحدّثًا عن الإنتهاكات الإنسانيّة الّتي يتعرّض لها الشعب العراقي في البلاد. هذا وتطرّق إلى مسألة المجازر الجماعيّة في المحافظات العراقيّة إضافةً إلى قانون التعويض للمتضرّرين وقوانين الضحايا.

إنتهت الندوة بجلسة أسئلة ونقاش بين المشاركين حيث تبادلوا الآراء والخبرات كلّ بحسب اختصاصه ومجال عمله. كما كانت كلمة أخيرة للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس الّذي أدان فيها ظاهرة العنف والخطف وتحدّث عن "اليوم المسكوني للمخطوفين والمُغَيّبين قسرًا".

علمًا أنّ هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الندوات الشهريّة الّتي ينظّمها مجلس كنائس الشرق الأوسط شهريًّا ضمن "مشروع الكرامة الإنسانيّة" - "الحوار والتماسك الإجتماعيّ - إعادة تأهيل رأس المال الإجتماعيّ"، الّذي يعمل مجلس كنائس الشرق الأوسط على تنفيذه تباعًا.

Previous
Previous

جامعة المعارف في لبنان  تعقد مؤتمر

Next
Next

قيامة مجيدة