التحرّش الجنسي وحفظ الكرامة الإنسانيّة

طاولة مستديرة من تنظيم مجلس كنائس الشرق الأوسط

الأمين العام البروفسور ميشال عبس: بين التحرش والعبودية...وعي وتمرد

الصمت هو سيد الموقف في هذه الغابة المسماة التحرش الجنسي

تجدون مجموعة صور في آخر النصّ.

في إطار سلسلة ندواته الشهريّة، عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط طاولة مستديرة بعنوان "التحرّش الجنسي وحفظ الكرامة الإنسانيّة"، يوم الخميس 30 أيّار/ مايو 2024، في مكاتب الأمانة العامة للمجلس في بيروت. تأتي هذه الندوة تأكيدًا على أهميّة التوعية حول قضيّة التحرّش الجنسي وعلى ضرورة مواصلة العمل للحدّ من هذه الظاهرة الخطرة في المجتمعات.

تضمّنت الطاولة المستديرة جلستين تحدّث فيها باحثون ومتخصّصون من مختلف المجالات ودول الشرق الأوسط. تمحورت الجلسة الأولى حول عنوان "مخاطر التحرّش الجنسي على ضحايا الإعتداء". أمّا الجلسة الثانية فحملت عنوان "آليّات مواجهة التحرّش الجنسي".

شارك في الندوة مجموعة من المتخصّصين والمهتمّين بالموضوع المطروح في مكاتب الأمانة العامة أو تابعوا عن بُعد عبر منصّة "زوم". علمًا أنّ الندوة بُثّت مباشرة على قناة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع يوتيوب (الجلسة الأولىالجلسة الثانية).

استُهلّت الندوة بكلمة افتتاحيّة وجّهها د. شوقي عطيّة الّذي أدار الجلسة الأولى، مدينًا ظاهرة التحرّش الّتي تمسّ المجتمع في صميم أخلاقيّاته، ومشدّدًا على أنّ العبرة تبقى في تطبيق الاتّفاقيّات الدوليّة والقوانين الّتي تحمي أفراد المجتمع والضحايا وتحفظ حقوقهم وكرامتهم.

بعدها، ألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس كلمة بعنوان "بين التحرش والعبودية...وعي وتمرد"، قال فيها "الصمت هو سيد الموقف في هذه الغابة المسماة التحرش الجنسي، والتستر الناجم عن تضامن عائلي غبي يضحي بالحلقة الأضعف، الجديرة بالحماية، تفاديا للفضيحة. كم من مسارات اضطهاد وقمع وعنف واستغلال جنسي خرجت الى العلن بعد سنوات، وحتى عقود، كانت خلالها الضحايا تعتصم بالصمت خوفا من امر ما، حتى اتى من نخر الورم واخراج القباحة الى العلن".

وأضاف "اية حالة مرضية تلك التي تنتشر في المجتمع بصمت قاتل، تفتك بمستضعفيه، الذين قد لا يوقنون في البداية ما يجري لهم، بسبب سنهم او جهلهم، او الذين كمت افواههم عندما وعوا وضعهم وارادوا الكلام. التحرش موجود في كل مكان، في البيت، في المدرسة، في الجامعة، في العمل وفي الشارع، ورقعته تتوسع، والوعي ضده يتوسع، ولكنه ما زال حاضرا بشكل خفي في اوساطنا. ما السبب؟ عدم الوعي بما فيه الكفاية وعدم الجرأة بما فيه الكفاية، اما خوفا من تبعات انتقامية او تفاديا لفضيحة".

من ثمّ، بدأت الجلسة الأولى حيث تحدّث فيها د. سليمان كاسوحة، أستاذ علم نفس التواصل في جامعة دمشق، عن "تعزيز منع الإستغلال الجنسي والإساءة الجنسيّة من خلال التفاهم الثقافي، دعوة تشاركيّة للعمل وتمكين المجتمعات المحليّة ". كما تطرّق الأستاذ مظفر صابر شريف ذوقان، مدير نادي الأسير الفلسطيني في محافظة نابلس إلى "أوضاع الأسيرات الفلسطينيّات بعد الـ 7 من أكتوبر في سجون الإحتلال ]الإسرائيلي[".

إلى ذلك، أضاء ا.د جمال شحاتة حبيب، أستاذ التربية في جامعة حلوان، على "الأسباب المؤدّية إلى التحرّش وطرق الوقاية". هذا وقدّمت د. جاكلين أيوب، أستاذة ومديرة سابقة لكلية الآداب الفرع الثالث في الجامعة اللّبنانيّة شرحًا حول "الآثار النفسيّة للتحرّش الجنسي وتداعياته على الأطفال". بدورها، تكلّمت المحامية أ. غادة جنبلاط، عضو المكتب التنفيذي في الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة اللّبنانيّة، عن "قانون تجريم التحرّش الجنسي وتأهيل ضحاياه".

بعد الإستراحة، بدأت الجلسة الثانية بإدارة د. لبنى طربيه، حيث شرحت الأستاذة رشا خالد حلول، مستشارة وباحثة متخصّصة بحقوق المرأة، عن "أثر التحرّش على النساء في العراق - منظور قانوني". كما قدّم النقيب المهندس الياس داغر، ممثّلًا قوى الأمن الداخلي اللّبناني، مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتيّة، الأمن السيبراني، لمحة حول "دور قوى الأمن الداخلي اللّبناني في مكافحة الجرائم المعلوماتيّة".

هذا وتحدّثت الأستاذة أميرة سكر، رئيسة الاتّحاد لحماية الأحداث في لبنان عن "التحرّش الجنسي وآليّات الحماية في لبنان". ومن جهّتها، سلّطت السيّدة دنيز حنينة، المنسّقة العامة لبرنامج حماية الطفل في وزارة الشؤون الإجتماعيّة في لبنان، الضوء على "دور وزارة الشؤون الإجتماعيّة في حماية الأطفال من كلّ أشكال العنف".

في الجلسة الختاميّة الّتي كانت بإدارة د. لور أبي خليل، وضع المشاركون توصياتهم مؤكّدين أنّ ظاهرة التحرّش الجنسي هي انتهاك لحقوق الإنسان.

Previous
Previous

فيديو – استجابة مجلس كنائس الشرق الأوسط لأزمة الجنوب اللّبناني

Next
Next

المجلس الى الأردن، نحو حقبة جديدة