الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس

في "موسم الخليقة":

"البيئة هي اهم الوزنات التي وضعها الخالق بتصرفنا، فلنرفق بها من باب احترامنا للذي اعطانا إياها"

صحيح أنّ العالم يتخبّط جرّاء صراعات وحروب وأزمات أرخت بظلالها في كلّ أنحاء الأرض لا سيّما في الشرق الأوسط الجريح، الّا أنّ التمسّك بالرجاء يبقى مصدر قوّة وعزيمة وسط كلّ التحدّيات الّتي تحيط بالإنسان. من هنا، يأتي "مسوم الخليقة" ليشكّل محطّة صلاة وأمل لتسبيح الربّ، إله العدل والسلام، حيث يدعونا الموسم إلى مواصلة الصلاة والعمل معًا من أجل الحفاظ على الخليقة وحماية بيتنا المشترك.

ولمناسبة هذا الموسم البيئي والمسكوني الّذي يمتدّ بين 1 أيلول/ سبتمبر و4 تشرين الأوّل/ أكتوبر من كلّ سنة، توجّه الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس بكلمة إلى سكّان الشرق الأوسط والعالم، بعنوان "الخليقة المأزومة والخالق الغفور"، تحدّث فيها عن أهميّة القضيّة البيئيّة حيث شدّد على ضرورة المناصرة البيئيّة وتظافر الجهود في سبيل حماية الخليقة، مدينًا كلّ الأعمال الّتي تتهدّدها. كما أضاء الدكتور عبس على النشاط البيئي واللّاهوتي الّذي يقوم به مجلس كنائس الشرق الأوسط إضافةً إلى مواكبته "موسم الخليقة".

استهلّ الدكتور عبس كلمته مسلّطًا الضوء على الواقع البيئي وقال "في العالم سباق محموم اليوم بين من يريد حماية البيئة ويضحي بكل غال ونفيس من اجل ذلك، وبين من يمعن بتدميرها عن انانية تتسلح بالجهل، تهدف الى تأمين مصالح لا تأخذ بعين الاعتبار الا حاجتها للربحية".

وتابع "المدافعون عن البيئة لا يملكون سوى سلاحين انسانيين، اخلاقيين، هما المعرفة والأخلاق. هم طبعا يتوسلون المناصرة من اجل إيصال كلمتهم وزيادة مؤيديهم، ولكن يبقى تأثير هذه الجماعات محدودا مقابل اخصامهم المدججين بالمصالح ومشتقاتها.

اعداء البيئة، يمعنون فيها تهشيما، ويسيرون في مسار لا رجعة فيه الى الوراء. اذا كانوا يدرون، فتلك مصيبة، وان كانوا لا يدرون، فالمصيبة اعظم.

لقد اصيب مناصري البيئة بالإعياء، ولكن ليس بالإحباط، وهم يحاولون مصارعة التنين الذي يلتهم البيئة، تنين الصناعة، والنفايات الكيمائية، والنفايات النووية، وتنين اللامبالاة البشرية".

أمّا عن عمل مجلس كنائس الشرق الأوسط فأشار الدكتور عبس إلى أنّ "مجلس كنائس الشرق الأوسط، من منطلقه الايماني اللاهوتي، انبرى للدفاع عن بيئتنا المنهكة منذ سنوات، وأصبح ناشطا في شتى المجالات البيئية، اللاهوتية منها، والإعلامية والثقافية والعملانية على الأرض، عبر حملات التشجير والتوعية التي يقوم بها".

وأضاف "منذ سنوات أربع، يواكب المجلس موسم الخليقة من بدايته حتى نهايته، من اول أيلول/سبتمبر، الى الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، ويقوم طيلة السنة التي تفصل موسمي خليقة، بكافة النشاطات التي ذكرناها، وذلك عبر وحدة العدالة البيئية التي انشأها المجلس للاهتمام بالنشاطات البيئية".

وشدّد الدكتور عبس على ضرورة متابعة الجهود البيئيّة من دون فقدان الأمل بمستقبل أفضل، مشيرًا إلى أنّ "رغم الخراب المتقدم الذي أصاب بيئتنا في هذا العالم، ورغم التغيرات المناخية الخطيرة التي يشهدها العالم، والتي تزداد عنفا وسرعة، يبقى الامل بإنقاذ البيئة قدر الإمكان واخراجها من براثن مفترسيها".

ختم الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس كلمته قائلًا "نحن في مجلس كنائس الشرق الأوسط، نعول كثيرا على العلوم والتكنولوجيا من اجل الدفاع عن البيئة، ومقارعة مغتاليها، ولكننا نعول اكثر على الايمان بان الخالق قد سلمنا إياها نظيفة وسليمة ومن واجبنا الاولي الحفاظ عليها وتسليمها للأجيال القادمة وهي كذلك.

البيئة هي اهم الوزنات التي وضعها الخالق بتصرفنا، فلنرفق بها من باب احترامنا للذي اعطانا إياها".

Previous
Previous

فيديو – نيافة الأنبا توماس يقدّم تأمّلًا رجائيًّا لمناسبة موسم الخليقة

Next
Next

إحتفاليّة صلاة عالميّة عن بُعد في ختام موسم الخليقة