عودة الحياة إلى قاعة دير مار الياس في معرة صيدنايا، ريف دمشق
منذ بداية الحرب في سورية، لم يتوانى مجلس كنائس الشرق الأوسط عن مساندة المجتمع السوري بأطيافه كافّة من خلال تنفيذ العديد من البرامج الإنسانيّة في محافظات سوريّة عدّة، تحت شعار "الخدمة بكرامة". مؤمنين بمقولة غبطة البطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم "إن كان قدر البعض أن يقتل ويهدم، قدرنا أن نبني وأن نبقى".
ومن البرامج الّتي ينفّذها مجلس كنائس الشرق الأوسط برنامج "ترميم وتأهيل المنشآت الكنسيّة والإجتماعيّة المتضرّرة جرّاء الأزمة في سورية" بالتعاون مع هيئة "الكنيسة بالعمل" في هولندا. يهدف البرنامج إلى ترميم ما أفسدته الحرب ليعود الأمل إلى الناس بعد سنوات طويلة من العذاب والتهجير.
من الأبنية الّتي عمل البرنامج على ترميمها هي قاعة في دير مار الياس الواقع في بلدة معرة صيدنايا في ريف دمشق، حيث تُستخدم للنشاطات الكنسيّة المختلفة مثل المخيّمات واللّقاءات الدينيّة لكلّ الشرائح العمريّة الّتي تقصد الدير من مختلف المحافظات السوريّة.
وُضعت القاعة في الخدمة مباشرةً بعد الإنتهاء من أعمال الترميم، وقد بلغ عدد المستفيدين من ترميمها نحو 1800 شخص ممّن زاروا الدير بين شهر أيّار/ مايو وتشرين الأوّل/ أكتوبر من العام الفائت.
علمًا أنّ الدير يتبع لبطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك، وترميم القاعة فيه يعتبر التعاون الثاني بين هذه البطريركيّة ومجلس كنائس الشرق الأوسط، حيث تمّ في العام 2021 ترميم كنيسة القدّيس بولس في داريّا بريف دمشق، والّتي كانت بمثابة منارة للمسيحيّين تشجّعهم على العودة إلى مدينتهم وحياتهم بعد انتهاء الحرب في تلك المدينة.