مجلس كنائس الشرق الأوسط يتابع عمله المسكوني في إغاثة المتضرّرين جرّاء الزلزال
في إطار سعيه لمساندة المتضرّرين من أهالي مدينة اللاذقية والتخفيف من تداعيات كارثة الزلزال عليهم، زار فريق مجلس كنائس الشر الأوسط، دائرة الخدمة والإغاثة – دياكونيا، مطرانيّة اللّاذقيّة للرّوم الأرثوذكس، حيث التقى في دار المطرانيّة، سيادة المطران أثناسيوس فهد، متروبوليت أبرشيّة اللّاذقية وتوابعها، وممثّلي عن الكنائس وأعضاء لجنة "المتابعة والتنسيق" في الأبرشيّة، وذلك للتباحث في سُبل تقديم الدعم والمساعدة للتخفيف من تداعيات الزلزال على الأهالي.
ضمّ وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط مدير دائرة الخدمة والإغاثة - دياكونيا المهندس سامر لحام، المهندس نمر حدّاد، المهندس ابراهيم ديب، ولمى حلاوة.
استهلّ اللّقاء بكلمة لسيادة المطران أثناسيوس فهد حيث رحّب فيها بالحضور، وأوضح أنّ المطرانيّة وقفت إلى جانب أبنائها منذ اليوم الأوّل لوقوع الزلزال المدمّر، وشكّلت لجنة مع مختلف الكنائس في اللّاذقيّة لمتابعة وتنسيق أمور المتضرّرين، وتقديم الدعم لهم ومساعدتهم على إعادة ترميم منازلهم.
وقال أنّ: "مدينة اللّاذقيّة كانت منسيّة طيلة سنوات الحرب، ولم تحصل على المساعدات كما سائر المحافظات السوريّة، رغم تأثّرها بالحرب، واليوم هي منسيّة أيضًا بعد كارثة الزلزال"، مؤكّدًا على استعداد المطرانيّة للتعاون مع الجهات والهيئات المانحة الّتي ستعمل على التخفيف من تداعيات هذه الكارثة على أهالي اللّاذقيّة وريفها.
بعدها، قدّم فريق مجلس كنائس الشرق الأوسط شرحًا عن الأعمال الخدماتيّة والإغاثيّة الّتي يقدّمها للفئات الأكثر ضعفًا والمتضرّرة من الحرب السوريّة ومن كارثة الزلزال الّذي ضرب حلب واللّاذقيّة وشمال المشرق الأنطاكي في السادس من شباط/ فبراير الفائت.
منذ وقوع كارثة الزلزال، قام مجلس كنائس الشرق الأوسط بالتواصل مع شركائه من أجل الحصول على الدعم اللّازم استجابةً لاحتياجات الناس المتضرّرة. من هنا قام فريق المجلس بزيارة اللّاذقية للتعرّف عن قرب على هذه الحاجات الّتي اختلفت منذ بداية وقوع الكارثة. علمًا أنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط يعمل على تفعيل العمل المشترك بين الكنائس بتوجيه من صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، بصفته رئيسًا وراعيًا للمجلس.
كما أكّد فريق المجلس على ضرورة تنسيق العمل الإغاثي بين كلّ الكنائس لتجنّب الفجوات في الإستجابة والتمويل، وهو يسعى حاليًّا إلى تأمين الدعم اللّازم لتنفيذ برنامج ترميم المنازل المتضرّرة جرّاء الزلزال بحسب حجم الضرر في هذه المنازل والّتي تبيّنها الكشوفات الهندسيّة.
وبما أنّ الضرر الّذي سبّبه الزلزال أصاب أبناء الكنائس من مختلف الطوائف، لذا لا بدّ من العمل المشترك بيد واحدة، وكذلك توحيد بيانات المستفيدين مع شركاء المجلس المحليّين لمنع الإزدواجية في حصول المستفيدين على الخدمات المقدّمة من الكنائس، بالإضافة إلى توحيد آليّات العمل بين الكنائس كافّةً.
ثمّ استمع فريق مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى شرح من لجنة المتابعة والتنسيق لظروف المتضرّرين من الزلزال، حول الأعمال الّتي تمّ تنفيذها منذ وقوع الزلزال وحتّى اليوم. قدّمت الشرح المهندسة مادونا بشارة، عضو المجلس الملي في المطرانيّة وعضو في لجنة المتابعة كمشرفة على اللّجان الهندسيّة الّتي تقوم بالكشوفات الهندسيّة لمنازل المتضرّرين.
وبيّن هذا العرض ما قامت به اللّجنة من تسجيل لحالات المتضرّرين جرّاء الزلزال وأيضًا إغاثتهم بأقصى سرعة، وتجهيز بيانات متكاملة عن المتضرّرين لتقديمها للجهات المانحة عبر المطرانيّة، بغية المساهمة في تدعيم وترميم المباني المتصدّعة بفعل الزلزال. وتضمّن العرض أيضًا منهجيّة عمل لجنة "المتابعة والتنسيق"، ومجموع عدد العائلات المتضرّرة الّتي تمّت مساعدتها منذ وقوع الزلزال.
بدوره، أشاد الأب ملاتيوس مسيكة، كاهن في مطرانيّة اللّاذقيّة وأمين سرّ مجلس رعاة الكنائس المسيحيّة في اللّاذقيّة، بالدور الّذي يقوم به مجلس كنائس الشرق الأوسط لما له من أهميّة لا سيّما في "تثبيت وجود المسيحيّين في هذا الشرق، وهذه رسالة يحملها المجلس، وهذا أيضًا سبب العمل الإغاثي الّذي تقوم به الكنيسة على أرض الواقع".
وقال أنّ: "الهدف من العمل المسكوني المشترك هو أن يشعر كلّ مسيحي في هذه البلاد أنّ يد الله هي يد الكنيسة الّتي تمتدّ لمساعدته ومساندته في الأزمات والحروب والكوارث. وأيضًا أن تفعل الكنيسة أقصى ما تستطيع لتقول أنّ الربّ موجود وأنّ الكنيسة تحمل صليب وآلام هذا الشّعب، وهنا تكمن أهميّة دور مجلس كنائس الشرق الأوسط وهو أنّه يعمل على تجميع جهود الكنائس معًا لإظهار وجه الربّ الحنون في هذا الوطن".
وأضاف الأب مسيكة "لقد شكّلنا لجنة المتابعة والتنسيق كي نتمكّن من تعزيز حضورنا الكنسي على الأرض، ولتقدّم الكنيسة لمسة حبّ في هذه الظروف القاسية، وليشعر الشّعب أنّ الكنيسة تشعر بآلامهم وهلعهم واحتياجاتهم. كما قمنا بدعوة رعاة الكنائس المسيحيّة في 14 شباط/ فبراير إلى دار المطرانيّة لتشكيل هذه اللّجنة ولتوحيد الرؤية أوّلًا والعمل ثانيًا والجهود ثالثًا".