آتيكم بنعمته ورحمته... غبطة البطريرك يوحنا العاشر يتفقد أبناءه في أبرشية حلب
غبطة البطريك يوحنا العاشر: نحن لا نرزح تحت الخوف والظلام لأننا أبناء النور
في إطار زيارته الإستفقادية إلى أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذكس مع بدء الصوم الكبير، التقى صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسيّة، يرافقه راعي الأبرشية سيادة المطران أفرام معلولي ومحافظ حلب حسين دياب، عددًا من ممثلي الهيئات والمؤسسات ولجان العمل الإغاثي والجمعيات والمتطوعين الذين عملوا على مساندة المتضرّرين من كارثة الزلزال، وذلك في كاتدرائية النبي الياس للروم الأرثوذكس.
وتوجه غبطته إلى الحضور بكلمة محبة وتعزية جاء فيها: "العطاء مغبوط أكثر من الأخذ، وأنتم أعطيتم العالم درسًا بالعطاء والتفاني. الجهود التي قام بها كلّ واحد منكم أثبتت أن عاصفة الزلزال القاسي قد حلّت مكانها عاصفة المحبة التي ترجمتها الأبرشية بأبنائها كافة من خلال التعاضد والمساندة وأعمال المحبة والخدمة".
وأضاف "العمل الذي قمتم به يبعث الفرح والأمل في النفوس رغم الألم الذي نشعر به جراء ما أصاب الناس من أذى نفسي ومادي جراء الزلزال"، موضحًا أن الكنيسة تقف دائمًا مع الناس وتسخر كلّ جهودها لكي يتمكّن كل الناس دون تمييز بين طائفة وأخرى من العيش بكرامة، واستنكر العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية واصفًا إياها "العمل المشين بحق الإنسانية".
وأكد صاحب الغبطة أن حلب ستتعافى كما تعافت من سنوات الحرب الطويلة، مشيرًا إلى أن الكنيسة تسير وفق تعاليم السيد المسيح الذي علّمنا أن لا نخاف، فنحن لا نرزح تحت الخوف والظلام لأننا أبناء النور ولسنا أبناء الظلام".
واستمع غبطته إلى شرح مستفيض من ممثلين الهيئات والمؤسسات ولجان العمل الإغاثي والجمعيات والمتطوعين عمّا قدموه لمساندة المتضررين منذ لحظة وقوع الزلزال وحتى اللحظة.
من جانبه، أكد مجلس كنائس الشرق الاوسط ممثلًا بمدير دائرة الخدمة والإغاثة في المجلس – دائرة دياكونيا، المهندس سامر لحام، أن المجلس يعمل لخدمة جميع الكنائس ويعمل ببركتها، موجهًا الشكر لسيادة المطران أفرام معلولي على استضافة اجتماع اللجنة المسكونية للإغاثة مع رؤساء الطوائف في حلب والهيئات الداعمة، والذي انعقد في كنيسة النبي الياس في 27 من شهر شباط/ فبراير بهدف تنسيق العمل الإغاثي منعًا لوجود الفجوات في الاستجابة والتمويل.
وأكد أن أي عمل سيقوم به مجلس كنائس الشرق الأوسط، إنما سيكون بتوجيه من صاحب الغبطة بصفته رئيس لمجلس كنائس الشرق الأوسط لتعزيز خدمة المجلس في الاستجابة والإغاثة في الكوارث، موضحًا أن عمل المجلس سيكون بالتنسيق مع مختلف الهيئات والمؤسسات ليكون عمله متكاملًا. فالمجلس لديه شركاء من الكنائس الغربية وشركاء دوليين وكلهم لديهم ثقة كبيرة في عمل المجلس على الأرض...".
اننا نتوجه الى صاحب الغبطة قائلين، أنتم تعملون على إدارة هذا المجلس كرئيس وكراعٍ وكملهم، ونسأل الله أن تكون خدمة المجلس مباركة. "العمل المسكوني الذي نقوم به اليوم يبيّن للغرب أننا قادرون على العمل معًا بروح واحدة ويد واحدة، ففي هذا المصاب لا مكان للمنافسة بين المنظمات وإنما الكل يكتمل بالكل، فالحاجات كبيرة جدًّا ليس فقط في حلب وإنما في أماكن أخرى من سورية، وبالتنالي لا بد من تنسيق العمل مع كل الهيئات والمنظمات العاملة على الأرض".
من جهته، أكد سيادة المطران أفرام معلولي، متروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس، أن "زيارة صاحب الغبطة إلى حلب هي زيارة الأب إلى عائلته، وعندما يتواجد الأب في وسط أسرته فإن هذه الأسرة تتشدّد وتزداد قوتها. نحن لمسنا قوة الرعية خلال الأيام الماضية، واليوم بوجود صاحب الغبطة تزداد قوتنا".
وأكد أنه رغم الألم الذي أصاب صاحب الغبطة جراء الزلزال الذي أيضًا ضرب أنطاكية ولواء الاسكندرون، إلّا أنه لم ينسى رعيته في حلب وجاء لتعزيتنا، وهذا يعطينا قوة لتحدي كل الصعاب وكما قال الرب لتلاميذه "لا تخافوا" هكذا قال لنا غبطته اليوم، ونتمنى أن نبقى متمسكين بهذه القوة وسندنا في ذلك هو الرب يسوع المسيح".
في نهاية اللقاء، توجه صاحب الغبطة يوحنا العاشر وسيادة المطران أفرام معلولي مع الحضور إلى دار المطرانية للمشاركة في صلاة النوم الكبرى.