الشرق الأوسط في أعمال الجمعيّة العامة الـ11 لمجلس الكنائس العالميّ

الأمين العام د. ميشال عبس: الكنيسة نموذج قياديّ في مواجهة كلّ خطر يتهدّد الإنسان

دورنا مهمّ جدًّا في منطقتنا مهد المسيحيّة ومحبّتنا أساسيّة نحو خلاص مجتمعاتنا

في وقت يواجه فيه العالم تحديات إنسانيّة واجتماعيّة وصحيّة ومناخيّة... خطرة، تنعقد الجمعيّة العامة الـ11 لمجلس الكنائس العالميّ في مدينة كارسلوه الألمانيّة بين 31 آب/ أغسطس و8 أيلول/ سبتمبر 2022، تحت شعار "محبّة المسيح تدفع العالم إلى المصالحة والوحدة". الشرق الأوسط كان حاضرًا في الجمعيّة العامة الّتي عقدت في إطار فعاليّاتها سلسلة لقاءات إقليميّة خُصّص بينها لقاء خاص بقضايا المنطقة.

أدار اللّقاء الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس، يوم الجمعة 2 أيلول/ سبتمبر 2022، بحضور أكثر من 50 مشاركًا ومتخصّصًا. وقدّم محاضرة مفصّلة حول واقع الشرق الأوسط والتحدّيات الّتي يواجهها انطلاقًا من همّ المنظّمات الكنسيّة في مرافقة الفئات الأكثر عوزًا وتضرّرًا من الظّروف المعيشيّة ومسؤوليّتها تجاهها مهما اختلفت انتماءاتها الدينيّة والعرقيّة والسياسيّة...

وفي عرض تاريخيّ، أوضح د. عبس أنّ الأزمات والمآسي المحدّدة قبل 100 عام في تقرير لجنة "كينج ــ كرين" ، ما زالت هي نفسها اليوم تفتك بمجتمعاتنا. كما أشار إلى أنّه على مدى عقود عدّة، شهدت الوحدة الإقليميّة تزعزعًا في كيانها، ما أدّى إلى خلق مجموعات من الأقليّات باتت معزولة عن بعضها البعض. من هنا بيّن د. عبس أنّ مبادرات إيجابيّة مختلفة ساهمت في إعادة روح الوحدة في المنطقة وتعزيزها، وذلك عبر تأسيس وكالات ومدارس ومستشفيات مسيحيّة عدّة.

خلص د. عبس في عرضه إلى التساؤل هل التاريخ يعيد نفسه؟ واستنتج أنّ المنطقة تتّجه نحو حقبة جديدة عصيبة، نحو شرق أوسط قد يبدو منقسمًا سياسيًّا ودينيًّا وعرقيًّا... ما يزيد من حدّة التحدّيات الّتي يواجهها أبناء المنطقة.

في هذا الإطار، تطرّق د. عبس إلى أهميّة دور الكنيسة في مرافقة أبنائها والدفاع عنهم في خضمّ كلّ هذه الأزمات، لا سيّما وأنّها تشكّل نموذجًا قياديًّا مساهمًا في تطوير مختلف جوانب الحياة خصوصًا الإجتماعيّة منها، ومناهضة كلّ أشكال التمييز والعنصريّة. من هنا اعتبر د. عبس أنّ المنظّمات الكنسيّة، بما فيها مجلس كنائس الشرق الأوسط، هي جرس إنذار مبكر لكلّ خطر يتهدّد حياة الإنسان عبر المهام الّتي تقوم بها في الدفاع عن حقوقه وصون كرامته في سبيل إعادة اللُّحمة إلى المجتمع.

وختم د. عبس مقاربته إلى التشديد على أنّه علينا الإستمرار في مهامنا بإيمان مسيحيّ متين لأنّه منه نستمدّ عزيمتنا وقيمنا ونوجّه سلوكنا وأعمالنا في خدمة المجتمع. هذا وأكّد على أنّ دورنا مهمّ جدًّا في منطقتنا مهد المسيحيّة وأنّ محبّتنا أساسيّة نحو خلاص مجتمعاتنا.

تخلّل اللّقاء أيضًا جلسة مناقشة تبادل خلالها المشاركون الآراء والخبرات والهموم المشتركة حول قضايا الشرق الأوسط  في اطار الجمعية العامة لمجلس الكنائس العالمي وأبرز المسائل الخاصّة بكنائس الشرق والتحدّيات الّتي تواجهها في اطار العمل المسكوني الدولي إضافةً إلى سُبل مرافقة أبناء ومسيحيّي المنطقة وبلسمة جراحهم على الرّغم من كلّ المصاعب.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمين العام د. ميشال عبس يشارك في أعمال الجمعيّة العامة الـ11 لمجلس الكنائس العالميّ على رأس وفد من الأمانة العامة ضمّ مدير دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة الأب د. أنطوان الأحمر، مديرة دائرة التواصل والعلاقات العامة السيّدة أوغيت سلامه، والمساعدة التنفيذيّة للأمين العام السيّدة سيتا هاديشيان.

Previous
Previous

كنيسة فلسطين، شهادة ولاهوت

Next
Next

لجنة العمل الإجتماعيّ في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة - مركز جبل لبنان تحتفل بيوم البيئة الأرثوذكسيّ وموسم الخليقة