خاصّ مجلس كنائس الشرق الأوسط – لمناسبة اليوبيل الـ175 عامًا للكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة
القسّ د. بول هايدوستيان: الإحتفالات اليوبيليّة فرصة لتمجيد الله والتواضع أمام الربّ والنهوض برجاء وسط أزمنة الإنحطاط
صلّينا من أجل بداية جديدة في حياة الكنيسة
تبدأ الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة حقبة مشرقة جديدة في مسيرتها إذ تحتفل بيوبيلها الـ175 عامًا مكلّلة بالإيمان والشّهادة لتواصل رسالتها بأمل وعزم كبيرين. للمناسبة شهدت العاصمة الأرمنيّة يريفان إحتفالات مختلفة بين 1 و7 تمّوز/ يوليو 2022، جمعت أبناء الكنيسة الإنجيليّة الأرمنيّة الّذين عزموا على المشاركة وافدين من الولايات المتّحدة الأميركيّة وأوروبا وأوستراليا وكندا ودول الشرق.
مشاركة إتّحاد الكنائس الإنجيليّة الأرمنيّة في الشرق الأدنى
حضرة القسّ الدكتور بول هايدوستيان، رئيس إتّحاد الكنائس الإنجيليّة الأرمنيّة في الشرق الأدنى، رئيس جامعة هايكازيان، ورئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الإنجيليّة، شارك في هذه الإحتفالات اليوبيليّة والتاريخيّة.
وفي حديث خاصّ لموقع مجلس كنائس الشرق الأوسط أشار القسّ د. هايدوستيان إلى أنّ "الإحتفالات اليوبيليّة في الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة هذه السّنة تشكّل أوّلًا فرصة لتمجيد الله من أجل النعمة، وثانيًا هي فرصة من أجل التواضع أمام الربّ يسوع المسيح لأنّه هو الربّ الوحيد الّذي يحمينا ويبارك الكنيسة في كلّ الأوقات أكانت سعيدة يوبيليّة أو في أزمنة المآسي. ثالثًا تأتي هذه الإحتفالات لتكون دعوة للنهوض بالمحبّة والرجاء في أزمنة وأمكنة الإنحطاط في العالم وفي منطقتنا خصوصًا في الشرق الأوسط".
أمّا عن مشاركة إتّحاد الكنائس الأرمنيّة الإنجيليّة في الشرق الأدنى في الإحتفالات فقال أنّها "كانت فعّالة في كلّ هذه النشاطات اليوبيليّة خصوصًا في ما يخصّ دور الشّبيبة. علمًا أنّ هذه الإحتفالات تأخّرت عامًا جرّاء الظّروف العالميّة الّتي نشهدها حيث كان يُفترض أن نحتفل باليوبيل العام الفائت".
وأضاف "لم يغب عن بالنا المآسي الّتي تمرّ بها كلّ دول الشرق الأوسط. كما لم يغب عن بالنا أنّ قبل أقلّ من عامين خسرت أرمينيا وأرتساخ أكثر من 5 آلاف شاب شهيد إضافةً إلى خسارة أراض كثيرة، وذلك بسبب الحرب الّتي دارت على الحدود".
بأمل أنهى هايدوستيان كلامه قائلًا "تواضعنا أمام الله وصلّينا من أجل بداية جديدة في حياة الكنيسة وخصوصًا كي نبقى أمناء للمسيح ورأس الكنيسة. المجد للمسيح اليوم وعلى الدوام".
إحتفالات تبني الجسور وترسّخ إرث الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة
تُوجّت الإحتفالات بلقاء لرؤساء اتّحادات الكنائس الأرمنيّة الإنجيليّة في العالم مع رئيس جمهوريّة أرمينيا السّيّد فاهاغن خاتشاتوريان في المقرّ الرئاسيّ في يريفان، الّذي أثنى على الجهود الّتي بذلتها الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة في الأعوام الـ32 الفائتة في مختلف المجالات الإيمانيّة والإنسانيّة والخدماتيّة والإجتماعيّة... أمّا الوفد المشارك في اللّقاء فشكر الرئيس فاهاغن خاتشاتوريان وعرض أفكارًا ترمي إلى تعزيز حياة الكنيسة وخدمتها في العالم. وقد أجمع الطرفان على أهميّة ترسيخ العلاقات وتطوير العمل الإنسانيّ.
هذا وتخلّلت الفعاليّات أنشطة مختلفة وصلولت ولقاءات تؤكّد حرص الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة على ترسيخ إرثها الكنسيّ. الإحتفال الرسميّ لليوبيل الـ175 أُقيم في دار الأوبرا في يريفان، أرمينيا، حيث حمل الكثير من الرجاء والفرح والإصرار على البشارة والعطاء والخدمة رغم كلّ العقبات. شارك فيه رئيس وزراء جمهوريّة أرتساخ السيّد أرتور بيغلاريان، سيادة المطران ناتان هوفهاننيسيان، ممثّل كاثوليكوسيّة الأرمن الأرثوذكس في اتشميادزين، الأب ماشتوتس زهتريان، مدير إكليريكيّة رؤساء الملائكة للأرمن الكاثوليك في يريفان، السيّد زاريه سينانيان، مسؤول مكتب الإنتشار في أرمينيا، رؤساء اتّحادات الكنائس الأرمنيّة الإنجيليّة في العالم، جمع من القساوسة، دبلوماسيون وفاعليّات من مختلف المجالات إلى جانب حشد من أبناء الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة.
في اليوم الثّالث، عُقد مؤتمر في الكنيسة الإنجيليّة الأرمنيّة في يريفان تخلّلته جلسات وورش عمل مختلفة تمحورت حول إعداد تقارير عن اتّحادات الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة الخمس، حياة الرعايا، ومواضيع متعلّقة بمختلف المجالات التربويّة، اللّاهوتيّة، الخدماتيّة الشّبابيّة والمسكونيّة. تطرّق المشاركون إلى تحدّياتهم الّتي قد تحدّ من التواصل مع الكنائس المنتشرة عالميًّا، داعين إلى ضرورة تفعيل الدعوات القسوسيّة، ومرافقة الشّباب روحيًّا...
إلى ذلك، تمّ خلال الفعاليّات تدشين كنيسة أرمنيّة إنجيليّة في ستيبانافان كانت قد شهدت أعمال ترميم عدّة، إضافةً إلى إفتتاح مركز AMAA التابع لجمعيّة المرسلين الأرمن في الولايات المتّحدة الأميركيّة والّذي يسهم في تقديم الخدمات الإجتماعيّة والإنسانيّة والتربويّة والمعيشيّة لأبناء الكنيسة في أرمينيا وأرتساخ.
تميّزت الإحتفالات أيضًا بفقرات خاصّة بالشّباب الّذين تمكّنوا من بناء الجسور في ما بينهم خصوصًا وأنّهم يعيشون في بلدان الإنتشار، ليترافقوا في جولة في يريفان ويشاركوا في مخيّم تضمّن أنشطة روحيّة ثقافيّة واجتماعيّة عدّة. كما تحدّث الشّباب عن تحدّياتهم وهواجسهم وتطلّعاتهم حيث قدّم البعض منهم شهادات مختلفة كانوا قد مرّوا بها.
إذًا، وبعد 175 عامًا من الشّهادة في الكنيسة الأرمنيّة الإنجيليّة، تشكّل هذه الإحتفالات اليوبيليّة بداية جديدة لمحطّات ذهبيّة مُفعمة بالأمل والإصرار على بناء مستقبل أفضل بعيدًا عن كلّ الأمجاد العابرة وإنّما في عيش حياة المسيح بفرح سماويّ تحت راية الكنيسة، برّ الأمان ومنبع المحبّة.