دورات تعليميّة ودعم نفسي لطلّاب الشّهادة الإعداديّة بريف دمشق
نفّذ فريق دائرة الخدمة والإغاثة – دياكونيا، في مجلس كنائس الشرق الأوسط، مكتب سوريا، دورة تقوية لطلّاب الشّهادة الإعداديّة في 5 معاهد ومدرسة بريف دمشق، استفاد منها 600 طالب وطالبة، وذلك ضمن إطار الجهود الّتي يبذلها في مساعدة الطلّاب على متابعة تحصيلهم العلمي.
تضمّنت الدورة تزويد الطلّاب بالمعلومات الّتي يحتاجون إليها للمواد الأساسيّة في المنهاج، بهدف تعزيز المستوى الدراسيّ للطلّاب، ومساعدتهم على اجتياز امتحان الشّهادة الإعداديّة بنجاح.
استمرّت الدورة ثلاثة أشهر، وتخلّلت أيضًا جلسات دعم نفسيّ شارك فيها 400 طالب وطالبة، حملت عنوان "مهارات الحياة، رحلة مع نفسي".
في هذا السّياق، قالت إحدى الطالبات المشاركات في الدورة التعليميّة: "كان للدورة دور كبير في مساعدتي على فهم المنهاج الدراسيّ، إذ أصبحت قادرة على متابعة الدراسة بمفردي. كنت أجد صعوبة في دراسة مادتيّ الرياضيّات والعلوم واللّغتين الإنكليزيّة والفرنسيّة، لكن اليوم قمت بتحسّن دراسيّ كبير".
أضافت "حقّقت جلسات مهارات الحياة أثرًا إيجابيًّا في حياتي، سميّته أثر الفراشة، فكما تتحوّل اليرقة إلى فراشة كذلك تغيّرت أشياء كثيرة في شخصيّتي إلى الأفضل. أصبحت قادرة على التعبير عمّا بداخلي من مشاعر وأفكار، وهذا أسعدني كثيرًا فالكتمان كان يرهقني نفسيًّا بشكل كبير. كنت أنتظر يوم الجمعة لحضور هذه الجلسات والإستمتاع بها والإستفادة منها... شكرًا لأنّكم غيّرتم حياتي إلى الأفضل".
إلى ذلك نفّذ فريق دائرة الخدمة والإغاثة – دياكونيا أيضًا جلساتٍ حول التربية الوالديّة الإيجابيّة لأمّهات الطلبة المشاركين في الدورة التعليميّة، بهدف مساعدتهنّ على التعامل بطريقة أفضل مع أبنائهنّ وأسرهنّ.
بلغ عدد الأمّهات المشاركات 160 سيّدة، تعرّفن خلال أربعة أيّام على أنماط التربية وأهميّة التربية الإيجابيّة، الطريقة الصّحيحة في التعامل مع الإجهاد والرعاية الذاتية، خصائص المراحل العمريّة المختلفة للأطفال، التواصل الفعّال وسُبل حلّ المشاكل.
قالت إحدى الأمّهات: "استفاد إبني من دورة التاسع فهو يجد صعوبة في فهم اللّغتين العربيّة والإنكليزيّة ويحتاج إلى مساعدة لكنّنا غير قادرين، بسبب وضعنا المادي الصّعب، على تأمين أقساط الدروس الخصوصيّة فهي مكلفة جدًّا، كذلك الحال بالنسبة لأقساط المعاهد الخاصّة. لمست تحسّنًا كبيرًا في مستوى إبني الدراسيّ وبات يواظب على الدراسة بعد أن أصبح المنهاج الدراسيّ واضحًا بالنّسبة له".
عن جلسات التربية الوالديّة الإيجابيّة قالت إحدى الأمّهات المشاركات: "نتصرّف دائمًا بعنف مع أطفالنا دون أن نعي ذلك بسبب الضغوط المعيشيّة المفروضة علينا بعد الحرب. هذا الجيل لديه الكثير من المتطلّبات الّتي تزيد من الضغوط على الأهل، وهذا ما يربكني ويدفعني للتعامل بقسوة مع أبنائي؛ خلال هذه الجلسات تعلّمت كيف أسيطر على الغضب وابتعدت عن التوبيخ الدائم بصوت مرتفع في وجه أولادي، وأصبحت أتعامل معهم بهدوء أكثر وأخصّص لهم وقتًا للإستماع إلى مشاكلهم وفهم وجهة نظرهم لحلّ أيّة مشكلة بهدوء وأساعدهم في التفكير بحلّ مناسب للمشاكل الّتي يواجهونها".
أمّا منسقة البرنامج التعليمي في مجلس كنائس الشرق الأوسط في مكتب سوريا، ريما لحام فقالت أنّ "معظم الأهل عاجزون عن دفع أقساط دورات مماثلة في المعاهد الخاصّة، أو دفع أقساط الدروس الخصوصيّة خصوصًا وأنّ ظروفهم الماديّة أصبحت صعبة بسبب الحرب الّتي مرّت بها البلاد طيلة عشر سنوات، أضف إلى ذلك تداعيات تلك الحرب؛ لذا اهتمّ مجلس كنائس الشرق الأوسط بتنظيم دورات تعليميّة مجّانيّة لمساعدة الطلّاب على تجاوز امتحان شهادة التعليم الأساسيّ النهائيّ بنجاح، وتشجيعهم على متابعة الدراسة".
أضافت "استهدفنا 600 طالب وطالبة في 5 معاهد ومدرسة بريف دمشق. شملت الدورة الموادّ الدراسيّة كافّة ما عدا الديانة، وكانت الدورات ناجحة ومفيدة للطلّاب الّذين تحسّن مستواهم الدراسيّ بشكل ملحوظ، وهذا كان واضحًا من خلال نتائج الإمتحان الّذي أجري للطلّاب قبل بدء الدورة التعليميّة وعند انتهائها".
من جهّتها قالت منسّقة برنامج الدعم النفسيّ الإجتماعيّ في مجلس كنائس الشرق الأوسط، مكتب سوريا، لميس نايفة: "بفضل خبرتنا في تنفيذ برامج تعليميّة مشابهة في السّنوات الماضية، توصّلنا إلى ضرورة وأهميّة دعم الجانب النفسيّ عند الطلّاب وعدم الإكتفاء بالدعم الدراسيّ، لذا نظّمنا جلسات دعم نفسيّ حملت عنوان "مهارات حياة، رحلة مع نفسي" تُمكّن الطلّاب من مواجهة الضغوط الّتي يتعرّضون لها خلال التحضير لامتحان الشّهادة الإعداديّة الّتي تعتبر مرحلة مفصليّة في مستقبلهم التعليمي".
وأوضحت أنّه "تمّ وضع عناوين الجلسات بالتعاون مع الطلّاب حسب الأمور الأكثر حاجة لهم، فشملت المحاور معرفة الذّات، التعرّف على المشاعر، استراتيجيّات التعامل مع الضغوط، كيفيّة تحديد الأهداف وترتيب الأولويّات وتنظيم برنامج للدراسة والتواصل بالشكل الصحيح مع الأهل والأساتذة، وحماية الذّات خلال المرحلة العمريّة الّتي يمرّون بها".
أضافت نايفة "الأمّهات هنّ الكفّة الأخرى من الميزان، واستهداف الطلّاب دون الأمّهات في أيّ نشاط للدعم النفسيّ لن يسمح لكفتيّ الميزان بالتساوي، لذا قرّرنا استهداف الأمّهات بجلسات تتضمّن مواضيع قريبة من المواضيع الّتي نقدّمها للطلّاب لنتمكّن من مساعدتهم على خلق بيئة تربية والديّة إيجابيّة في المنزل تساعدهم وأبنائهم على تجاوز هذه المرحلة الصّعبة بنجاح، وهذا هو الهدف الأساس من البرنامج".
هذا وقد تسلّم 399 طالب وطالبة حصّةً غذائيّة وألبسة شتويّة في نهاية الدورة التعليميّة.