في ذكرى مرور 9 أعوام على خطف المطرانين يازجي وإبراهيم
الأمين العام د. ميشال عبس في لقاء تضامنيّ مع "اللّقاء الأرثوذكسي" و"الرابطة السريانيّة":
قد يكونان أحياء، ولكنّهما شهيدان أحياء إذ أيّ حياة لهما خلال أو بعد كلّ هذا الإحتجاز؟
لمناسبة مرور 9 أعوام على خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، نظّم "اللّقاء الأرثوذكسي" و"الرابطة السريانيّة" لقاء تضامنيًّا يوم الاثنين 12 نيسان/ أبريل 2022 في فندق لوغبريال في الأشرفيّة، بيروت، بعنوان "لن ننسى ولن نسكت"، شارك فيه الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس حيث كان له كلمة تحت عنوان "السِجِّل ما زال مفتوحًا- متى يُقفل السِجِّل؟ في ذكرى الراعيين المخطوفين".
شارك في اللّقاء أيضًا شخصيّات سياسيّة ممثّلة الرؤساء اللّبنانيّين الثلاثة إلى جانب سيادة المتروبوليت الياس كفوري ممثّلًا غبطة البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، سيادة المطران جورج صليبا عن كنيسة السريان الأرثوذكس، الأرشمندريت بارين وارطانيان ممثّلًا بطريركيّة الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، المتقدّم في الكهنة بورفيريوس جرجي ممثّلًا سيادة المتروبوليت الياس عودة، الأب مروان عاقوري ممثّلًا سيادة المطران بولس عبد الساتر، إضافةً إلى شخصيّات روحيّة وممثّلين عن مختلف العائلات الكنسيّة والجهات المسيحيّة.
إستهل اللّقاء بكلمة وجّهها الأمين العام لـ"اللقاء الأرثوذكسي" النائب السّابق مروان أبو فاضل رحّب فيها بالحضور، وقال "ها هي تُطلّ علينا الذكرى التاسعة لغياب المطرانين بوطأة الإنتظار العقيم، ففي زمن اندحار المشاريع التكفيريّة لم تنكسر حتّى الآن السّلاسل الّتي تقيدكما". وأضاف متسائلًا "ما هو السرّ الدفين الّذي يلّف هذه القضيّة الإنسانيّة فلا خبر ولا معلومة".
بدوره إستنكر الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس في كلمته عمليّة خطف المطرانين وقال" قد يكونان أحياء، ولكنّهما شهيدان أحياء إذ أيّ حياة لهما خلال أو بعد كلّ هذا الإحتجاز؟" وتابع "تاهت أخبارهما بين كذب ورياء ولامبالاة! أضعناهما في زواريب السياسة المحليّة وبين مؤامرات السياسة الدوليّة وأطماع المستكبرين! هل أرادا أن يكونا على صورة أبرشيّتيها المخطوفتين منذ عقود، غير معروفيّ المصير؟".
وأضاف " إنّها لمرارة لا حدود لها، لا يستطيع احتمالها إلّا الراسخون في الإيمان. عندما تتفكّك المجتمعات لا يستطيع الإنسان أن يعدّ ضحاياه وخسائره، وهذا ما حلّ بالمشرق الأنطاكي. تفسّخ وتشرذم وتآمر؛ وأفضى الأمر إلى مسيحيّة مخطوفة تسكن في قلب التنين". كما تساءل "كيف يمكن أن يختفي راعيين جليلين مُسالمين لمنطقة سِلمُها الأهليّ هو أحوج ما يكون إليهما ولا تتحرّك المعمورة لاستردادهما سالمين مكرّمين إلى أهلهما وناسهما؟".
أردف د. عبس "أصحاب المصالح الدوليّة هم أنفسهم من يملكون من تقنيات المراقبة والرصد ما يمكِّنهم أن يحصوا على الناس أنفاسهم، ألا يستطيعون إفادتنا عن مصير الراعيين؟ ولكن يبدو أنّ المطلوب هو الريبة، الغموض، التعمية... المطلوب أن نكون شهداء في أمّة شهيدة، نقدّم الذبيحة تلو الأخرى إلى ما لا نهاية. المطلوب أن يبقى سجّل شهدائنا مفتوحًا".
وختم متسائلًا "إلى متى سيبقى السِجِّل مفتوحًا؟ متى يُقفِل السِجِّل؟".
هذا وتخلّل اللّقاء أيضًا كلمات تضامنيّة استهجنت هذا "الخطف الشنيع" واللامبالاة تجاهه مؤكّدة بأمل أنّ "إرادة الحياة والثبات في أرضنا هي أكبر من كلّ المؤامرات الّتي حيكت وقد تُحاك على أبناء المنطقة".