فيديو - مسألة الإعاقة في العالم العربي، خريطة طريق للمستقبل
في كتاب وندوة
الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس من الجامعة الأنطونيّة في لبنان:
الإعاقة مسار ذو ديناميّة مستدامة يحتاج إلى تحديث مستمرّ
وستبقى بندًا يحظى بأولويّة على جدول أعمال المجلس
فادي الحلبي: الكرامة والتنوّع هما المدماك الأساس لبناء المواطنة
وسيبقى شعارنا لا لليأس
في إطار تعزيز الوعي في مسألة الإعاقة ومفاهيمها في العالم العربيّ، نُظّمت ندوة حول كتاب "مسألة الإعاقة في العالم العربي، خريطة طريق للمستقبل" الصّادر حديثًا، بدعوة من الشبكة الجامعة لمناصرة الأشخاص المعوّقين EDAN، بالشراكة مع مجلس كنائس الشرق الأوسط، وذلك يوم الجمعة 16 كانون الأوّل/ ديسمبر 2022، في الجامعة الأنطونيّة في لبنان، بمشاركة رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ والأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس، إلى جانب أشخاص من ذوي الإعاقة، أكاديميّين، متخصّصين وضيوف من مختلف المجالات.
الكتاب من إعداد وإشراف الأستاذ فادي الحلبي وهو من ذوي الإعاقة يتنقّل في كرسيّ متحرّك، ومراجعة الراحل البروفسور أنطوان رومانوس. وهو من إصدار دار سائر المشرق حيث ساهم فيه أكاديميّون واختصاصيّون في مجال الإعاقة من مختلف الجامعات في لبنان والخارج. علمًا أنّه يهدف إلى أن يكون مرجعًا باللّغة العربيّة للطّلاب والأساتذة الجامعيّين والباحثين والمهتمّين والعاملين في حقل الإعاقة من أجل الإطّلاع على آخر المفاهيم والتجارب الحديثة بما يخصّ الإعاقة في ميادين عدّة.
استُهلّت الندوة بكلمة ترحيبيّة من الأستاذ فادي الحلبي شكر فيها الحضور على المشاركة وكشف أنّ الكتاب سيوزّع في الجامعات وكلّ الدول العربيّة. وقال "أردنا أن نحفّز عبر هذا الكتاب إلى إعداد دراسات حول الإعاقة لأنّها غير متوفّرة اليوم في الجامعات على الرّغم من تقدّمنا العلميّ، خصوصًا وأنّ الجامعات لها دور الأكبر في تطوّر المجتمعات واحترام كرامة الإنسان. علمًا أنّ سائر الدول الغربيّة تضمّ مراكز للإعاقة تضع رؤية واستراتيجيّة خاصّة وتصدر دراسات وأبحاث عدّة".
وأضاف "يشكّل الكتاب نموذجًا لحثّ الجامعات كي يستلموا زمام الأمور ويعملوا على تأسيس مركز دراسات للإعاقة. وضع فيه البروفسور الراحل أنطوان رومانوس كلّ طاقاته وخبراته، كما أنّ رحلة البحث عن أكاديميّين متخصّصين في مواضيع معيّنة تختصّ بالإعاقة لم تكن سهلة. يضمّ الكتاب ثلاثة محاور كُتبت للمرّة الأولى باللّغة العربيّة. المحور الأوّل هو مفهومي يتناول قضايا الإعاقة من ناحية المصطلحات والتصنيفات والنماذج... المحور الثاني يتضمّن أبحاث خاصّة بكلّ الإختصاصات. والمحور الأخير هو محور دينيّ". وختم "الكرامة والتنوّع هما المدماك الأساس لبناء المواطنة. سيبقى شعارنا لا لليأس والكلمة الأخيرة تبقى للحياة".
من ثمّ كانت كلمة للأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس، جاء فيها "ما زال هناك الكثير لنقوم به، خصوصًا في العالم العربي، والكتاب الّذي بين يدينا اليوم يشكّل حجر زاوية في فهم قضيّة المعوّقين وتهيئة المجتمع بشكل أفضل لاستيعابهم ودمجهم".
وقال "لا يمكننا إلّا أن نثني على الخطوات الّتي خطتها المجتمعات العربيّة على طريق التعامل مع الإعاقة...، ولكن الأمر ليس غاية نصل إليها ونتوقّف عندها. إنّه مسار ذو ديناميّة مستدامة يحتاج إلى تحديث مستمرّ على الصعد كافّة، لأنّ الحياة لا تتوقّف ولا الإعاقة سوف تتوقّف ولا التعامل معها... الأبواب الثلاثة للكتاب، كما الفصول العديدة الّتي يتكوّن منها، تشكّل بالفعل خريطة طريق للعمل في مجال الإعاقة في العالم العربي...".
أضاف "تاريخ مجلس كنائس الشرق الأوسط عريق في التعامل مع الإعاقة، إذ كنّا السبّاقين إلى تأسيس مراكز تأهيل المعوّقين في لبنان خلال فترة الحرب... كان المجلس ذو فعاليّة في كافّة الأنشطة في لبنان والمنطقة في مجال الإعاقة، إذ كان مشاركًا في كلّ هيئات التنسيق للتعامل مع الإعاقة كما كان يقدّم الدعم للعديد من مؤسّسات الإعاقة، من الحاجات الصغيرة الآنية إلى الدعم الطويل الأمد بما فيه البناء."
وتابع "نعم، لقد كانت الإعاقة، وسوف تبقى، بندًا يحظى بأولويّة على جدول أعمال مجلس كنائس الشرق الأوسط، من منظور الحفاظ على الكرامة الإنسانيّة الّذي يعتمده، كما من منظور المواطنة الشاملة... على خطى السيّد المتجسّد نسير في عملنا في مجال الإعاقة، وعلى هدي أفعاله في التعامل مع ذوي الحاجات الخاصّة نعمل...".
تخلّلت الندوة جلستان تطرّق المشاركون فيها إلى مسألة الإعاقة من نظرة علميّة في مختلف المجالات الخاصّة بالإيمان والأديان والتمكين وبناء القدرات والإعلام والفنون...، حيث تبادلوا أيضًا خبراتهم وتجاربهم المتنوّعة.
الجلسة الأولى كانت بعنوان "عن المواطنة والبعد التنموي" مع البروفسور أنطوان مسرّة، رئيس كرسي اليونسكو للأديان المقارنة والوساطة والحوار في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، والأستاذ أديب نعمة، باحث وخبير في التنمية. وكانت الجلسة بإدارة الأستاذة هلا رعد، مربيّة تقويميّة ومديرة مركز التعلّم في الجامعة الأميركيّة في بيروت – قسم الطبّ النفسي.
أمّا الجلسة الثانية فتمحورت حول موضوع "تصورات حول الإعاقة في الفن والإعلام والدين"، بإدارة البروفسورة فيفيان مطر توما، معالجة نفسيّة عيادية وتحليليّة وأستاذة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت. تحدّث فيها الأستاذ كريم دكروب، معالج نفسي ومخرج مسرحي، والأب غي سركيس، أستاذ جامعي محاضر في الدراسات الإسلاميّة – المسيحيّة.
وفي الختام كان نخب المناسبة.