نحو منطقة أكثر استقرارًا
تقرير: تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022
مع استمرار التطوّرات العالميّة جرّاء الحرب أوكرانيا، يبحث العالم في الشرق الأوسط عن حلول مجدية لتأمين موارد الطاقة. لذا يشكّل هذا الواقع فرصة لدول المنطقة كي تنمو وتزدهر معًا. مصدر الصّورة: World Atlas.
في ظلّ التطوّرات العالميّة الّتي استجدّت وسط فوضى من الأزمات الناجمة عن الحرب الدائرة في أوكرانيا، تُواصِل العديد من الدول مساعيها للبحث عن احتياطات طاقة تلبّي حاجاتها الإستهلاكيّة الملحّة. في المقابل، يضمّ الشرق الأوسط حقول غاز لم يتمّ استثمارها بعد بطريقة هادفة. لذا تتّجه كلّ أنظار العالم نحو الشرق، حيث تسعى الجهود الدبلوماسيّة لتحقيق السّلام في المنطقة وبالتّالي التوصّل إلى اتّقاقات تؤمّن عبرها مخزونها من الطاقة. من هنا، يبدو أنّ دول الشرق الأوسط تستعدّ لتطوير تعاونها مع الدول الغربيّة ما يسهّل لها بناء مستقبل أكثر ازدهارًا.
1- الوضع الإقتصاديّ والإجتماعيّ
مصر
بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:
515,401 إصابة مؤكّدة
24,798 حالة وفاة
منذ 28 أيلول/ سبتمبر 2022، تمّ إعطاء نحو 98,911,424 جرعة لقاح
على الرّغم من خفض صندوق النقد الدوليّ معدّل النموّ في مصر، إلّا أنّه قبِل بمنح مصر قرض تمويل إضافيّ. مصدر الصّورة: رويترز.
على الرّغم من ارتفاع معدّلات التضخّم والفقر الّتي أثّرت سلبًا على نموّ الإقتصاد المصريّ، لا تزال البلاد تسجّل بعض التطوّرات الإيجابيّة. في الواقع، تُعتبر مصر من ضمن عدد محدود من دول العالم الّتي حقّقت فائضًا أوّليًّا في السّنة الماليّة الفائتة حيث بلغ نسبته 1.3% من الناتج المحليّ الإجماليّ. كما سجّلت مصر معدّل نموّ بنسبة 6.6%، وزيادة في الإيرادات الضريبيّة بنحو 19% سنويًّا، إضافةً إلى انخفاض في عجز الموازنة بنسبة 6.1% بعد أن كان قد استقرّ على 13% في عامي 2012 و2013.
الّا أنّ صندوق النقد الدوليّ خفّض توقّعاته للنموّ الإقتصاديّ المصريّ إلى 4.4% بعد أن كان 5% في نيسان/ أبريل الفائت. ويرجّح المحلّلون أنّ التباطؤ الإقتصاديّ هذا يعود إلى الحرب الّتي ما زالت تدور في أوكرانيا حيث أثّرت سلبًا على الشرق الأوسط. هذا ويؤدّي أيضًا التضخّم العالميّ جزئيًّا إلى تراجع في الإقتصاد المصريّ.
مع ذلك، لا يزال الإقتصاد المصريّ فعّالًا حيث يحقّق نتائج إيجابيّة متطوّرة. من جهّة أخرى، تقوم الحكومة بتنفيذ إصلاحات هيكليّة قد تسمح للبلاد التكيّف مع المتغيّرات العالميّة. على سبيل المثال، تخطّط مصر للإنسحاب من 79 قطاعًا وخفض استثماراتها من 45 قطاعًا آخر. من هنا، تسهّل مصر الطريق أمام المستثمرين من القطاع الخاصّ إلى دخول الأسواق المحليّة. وهذا ما يشكّل سياسات يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي على تطبيقها بهدف تمكين القطاع الخاصّ.
وعقب الخطوات الإيجابيّة الّتي تمكّنت مصر من تحقيقها، وافق صندوق النقد الدوليّ في الآونة الأخيرة على برنامج قرض جديد قد يسهم في نموّ الإقتصاد المصريّ، حيث تأمل البلاد عبره أن تعالج الأضرار الناجمة عن الأزمة الأوكرانيّة. لكن تعاني مصر من معضلة أخرى حيث سحب المستثمرون نحو 20 مليار دولار من أسواق الخزينة المصريّة، ما أدّى إلى أزمة ماليّة إضافةً إلى تقييد الواردات وتداعيات سلبيّة في الأسواق بشأن تسديد الديون الخارجيّة.
بدوره، أشاد صندوق النقد الدوليّ بالإصلاحات الهيكليّة الّتي تقوم الحكومة بتنفيذها معتبرًا أنّها ستسهم في تعزيز القدرة التنافسيّة الإقتصاديّة تدريجًا. كما أشار الصّندوق إلى أنّ خطّة الإصلاح هذه من شأنها تخفيف دور الدولة الإقتصادي ما يسمح للقطاع الخاصّ بتولّي زمام الأمور. وهذا ما سيسهّل أيضًا الإنتقال إلى الإقتصاد الأخضر.
الأردن
بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:
1,746,997 إصابة مؤكّدة
14,122 حالة وفاة
منذ 20 آب/ أغسطس 2022، تمّ إعطاء نحو 10,057,975 جرعة لقاح
إستقبل الأردن، خلال 9 أشهر، 5.8 مليون مسافر. مصدر الصّورة: موقع زاوية.
بحسب صندوق النقد الدوليّ، من المتوقّع أن ينمو الإقتصاد الأردنيّ بنسبة 2.4٪ سنة 2022. أمّا سنة 2023 فمن المتوقّع أن يسجّل الإقتصاد نموًّا بنسبة 2.7٪. ويعود ذلك إلى إعادة الإنفتاح الإقتصاديّ على العالم عبر تنفيذ أعمال تجاريّة مختلفة. كما أنّ الإستثمارات قد نمت بنسبة 29% في الأشهر التسعة الأولى من سنة 2022 حيث تمّ جذب 312 مشروعًا. علاوة على ذلك، كانت وزارة الإستثمار قد صرّحت أنّه من المتوقّع خلق 13400 فرصة عمل جديدة في البلاد. وخلال الفترة نفسها، سجّلت الدولة عددًا كبيرًا من المسافرين الوافدين إليها حيث وصل 5.8 مليون مسافر إلى البلاد. وهذا يعني أنّ عدد الوافدين قد ارتفع بنسبة 89.6٪ مقارنة بالعام 2021. وتأتي هذه الأرقام في ظلّ محاولة الأردن زيادة عدد الرحلات الجويّة ووجهات خطوط الطيران. من هنا، يشكّل هذا التطوّر إزدهارًا جديدًا في قطاع السياحة المصريّ.
في المقابل، يسجّل قطاع الأغذية أيضًا تحسّنًا ملحوظًا، حيث بدأت الأسعار المحليّة للمواد الغذائيّة بالتعافي من أزمات الغذاء العالميّة، بحسب ما أشارت وزارة الصّناعة والتجارة والتموين. وهذا يعود إلى انخفاض تكاليف الإنتاج الّذي حصل جرّاء انخفاض أسعار النفط، واستئناف نشاطه مع تفشّي جائحة كورونا وتوفّر السّلع الضروريّة. كما اتّخذت الحكومة إجراءات عدّة مثل خفض رسوم التفتيش والمعالجة وخفض ضريبة المبيعات على الأصناف.
أمّا دوليًّا فتلقّى الأردن مساعدة أميركيّة بقيمة 845 مليون دولار لدعم خزانته كجزء من الاتّفاقيّة المبرمة مع الولايات المتّحدة الأميركيّة. وأشارت وزارة التخطيط والتعاون الدولي إلى أنّ الإتّفاقيّة هي جزء من التزام المساعدة الأميركيّة لمدّة خمس سنوات بين 2018 و2022. على هذا النحو، أعلنت ألمانيا أنّها ستمنح 413.9 مليون يورو كمساعدة للأردن للفترة بين 2022 و2023. وسيخُصّص هذا المبلغ لتنفيذ مشاريع التنمية والتعاون الفنيّ وتطوير قطاع المياه ودعم اللّاجئين السّوريّين.
العراق
بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:
2,461,107 إصابة مؤكّدة
25,358 حالة وفاة
منذ 11 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، تمّ إعطاء نحو 19,299,829 جرعة لقاح
الرئيس العراقي المنتخب حديثًا عبد اللطيف رشيد خلال مراسم تنصيبه وتسلّمه سدّة الرئاسة في قصر السلام ببغداد (أ.ف.ب).
مع انتخاب الرئيس عبد اللطيف رشيد، يبدو أنّ الجمود السياسيّ الّذي كان يعصف بالبلاد خلال أشهر عدّة بات يصل إلى نهايته، لا سيّما أنّ رشيد أسرع فور تسلّمه سدّة الرئاسة إلى تشكيل حكومة جديدة. لذا عيّن محمد شياع السوداني كرئيس وزراء العراق المكلّف. وهذا ما يتّسم بالأمل لكلّ من انتظر انتهاء الشّلل السّياسيّ الّذي كان يعيق تقدّم البلاد. الّا أنّ العراق كان يعاني من ظاهرة البطالة وحتّى عدم دفع الرواتب نظرًا لغياب الحكومة. أمّا الآن، فتعهّد رئيس الوزراء الجديد بمحاربة الفساد بعد أن أعلنت السلطات اختلاس نحو 2.5 مليار دولار من حساب وكالة حكوميّة.
الّا أنّ المهمّة لن تكون سهلة خصوصًا وأنّ الظّروف في البلاد مكبّلة من قبل مجموعات مسلّحة معارضة. من هنا، ستواجه عمليّة تشكيل الحكومة تقلّبات ومخاطر كبيرة عدّة. لذا بات من المتوقّع أن يتأخّر تشكيلها لا سيّما مع إعلان حركة مقتدى الصدر رفضها الإنضمام إلى حكومة يقودها السوداني. كما تسجّل البلاد 87 مليار دولار من عائدات صادرات النفط المجمّدة في خزائن البنك المركزي. لا يمكن استخدام الأموال لإعادة بناء البنى التحتيّة إلّا عندما يتمّ تحديد الميزانيّة من قبل مجلس الوزراء.
لبنان
بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:
1,218,082 إصابة مؤكّدة
10,699 حالة وفاة
منذ 9 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، تمّ إعطاء نحو 5,789,338 جرعة لقاح
بدأت سفينة الحفر التابعة لشركة "إنرجيان" ومقرّها في لندن بالحفر في حقل الغاز الطبيعي في كاريش. مصدر الصورة: رويترز.
خلال شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر، تمّ التوقيع على اتّفاق تاريخيّ يضمن حقّ لبنان في استخراج الغاز من أراضيه، حيث تمّ بالتّالي السماح للبنان بالعمل في حقل قانا. أمّا الجزء الّذي يمتدّ إلى الأراضي الّتي تطالب بها إسرائيل، فسيتمّ تعويضه من قبل شركةTotal Energies من خلال الإتاوات المدفوعة لإسرائيل. تأتي هذه الخطوة كبارقة أمل للبنان المضطرب الّذي يواجه انهيارًا اقتصاديًّا مدمّرًا. علمًا أنّ رئيس الوزراء المكلّف نجيب ميقاتي طلب من شركة Total Energies بدء عمليّات التنقيب البحريّة في أقرب وقت ممكن. كما طلب الرئيس اللّبناني ميشال عون بدء عمليّات الحفر في بلوك 9 وعلى الفور.
مع تصاعد التوتّر على الحدود اللّبنانيّة الإسرائيليّة خلال الشّهرين الفائتين، ساهمت هذه الصّفقة في تجنّب اندلاع أي حرب في البلاد. على أمل أن تبدأ أنشطة التنقيب بسرعة بغية التخفيف من الأعباء الإقتصاديّة الّتي يعاني منها لبنان خصوصًا وأنّه بحاجة ماسّة إلى دعم ماليّ لإنقاذه من الوضع الصّعب الّذي يشهده.
الّأ أنّ قيمة اللّيرة اللّبنانيّة تستمرّ بالإنخفاض إلى مستويات متدنيّة جديدة. كما أنّ التضخّم الجامح ينمو للشّهر السّادس والعشرين على التوالي حيث وصل إلى 162٪. من هنا، يرتفع عدد السكّان الّذين يواجهون الفقر بشدّة حيث تحوّلت علامات اليأس إلى عمليّات سرقة مسلّحة. وباتت المصارف تتحمّل العبء الأكبر لا سيّما وأنّ المواطنون الغاضبون يعمدون إلى اقتحامها في محاولة لاستعادة أموالهم. لذا أصبح القطاع المصرفي، وهو الركيزة الأساس للإقتصاد، في خطر مهدّدًا اقتصاد البلاد.
توازيًا، يحاول الكثير من اللّبنانيّين مغادرة البلاد عبر رحلات غير شرعيّة في البحر بات ينتهي جلّها بالموت غرقًا. في منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الفائت، سقط حوالي 100 ضحيّة في محاولة للهروب عبر قارب هجرة، حيث أُرغموا للبحث عن ظروف أفضل تخفّف من اليأس الّذي يكبّلهم جرّاء الإنهيار الإقتصاديّ وتفاقم الظّروف المعيشيّة في لبنان.
فلسطين
بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:
703,014 إصابة مؤكّدة
5,708 حالة وفاة
منذ 8 آب/ أغسطس 2022، تمّ إعطاء نحو 3,741,181 جرعة لقاح
قد تصبح فلسطين دولة منتجة للغاز. مصدر الصّورة: atalayar.com.
تشهد فلسطين تقدّمًا جديدًا بعد الإتّفاقيّة الّتي تمّ توقيعها بين لبنان وإسرائيل بشأن استخراج الغاز في البحر الأبيض المتوسّط. وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أنّ رئيس مجلـس إدارة صندوق الإستثمار الفلسطيني محمد مصطفى يجري مفاوضات لإبرام صفقة استخراج الغاز مع الشّركة المصريّة للغاز الطبيعي (EGAS). وبحسب موقع The New Arab، ستوقع السّلطات الفلسطينيّة اتفاقيّة مع مصر قبل نهاية السّنة الحالية، حيث أنّ الإتّفاقيّة ستبحث في التوزيع بين أصحاب المصالح وسُبل تسويق الغاز. لكن قد يبدو أنّ هذه الخطوة ليست سهلة، خصوصًا وأنّ هناك عقبة رئيسة واحدة تعيق الإزدهار الاقتصادي: إسرائيل. قد يمنع الإحتلال الصّهيونيّ من إجراء أي خطوة تمّ الإتّفاق عليها، لا سيّما وأنّ الإقتصاد الفلسطينيّ شهد تراجعًا جرّاء الحصار المفروض واللّجوء إلى العنف غير المبرّر.
لا يزال أكثر من مليوني فلسطينيّ من سكّان غزّة يعانون من الحصار غير القانونيّ، ما يؤدّي إلى تفاقم حدّة الفقر والبطالة. وفي غضون ذلك، يواصل المستوطنون غير الشّرعيّين سرقة الأراضي ونهب وتدمير الممتلكات الفلسطينيّة. كما منعت إسرائيل الفلسطينيّين من الوصول إلى مواردهم الطبيعيّة، بما فيها موارد المياه المشتركة وما يقدّر بنحو 1.5 مليار برميل من احتياطيّات النفط في الضفّة الغربيّة بالإضافة إلى أكثر من 2.5 مليار دولار من الغاز الطبيعي بالقرب من ساحل غزة. لذا يبدو أنّ نشاط السلطات الفلسطينيّة بات مكبّلًا في التعامل مع إسرائيل. كما أنّ تطوّر العلاقات بين لبنان وإسرائيل قد يشير إلى تغيير محتمل من قبل الجانب الإسرائيليّ.
سوريا
بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:
57,348 إصابة مؤكّدة
3,163 حالة وفاة
منذ 15 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، تمّ إعطاء نحو 4,777,586 جرعة لقاح
فقدت اللّيرة السوريّة المزيد من قيمتها وسط تراجع في العجلة الإقتصاديّة. مصدر الصّورة: Alaraby.
شهدت أسعار صرف اللّيرة السّوريّة تدهورًا جديدًا لتتجاوز عتبة الـ 5000 ليرة سوريّة مقابل الدولار الأميركيّ. في هذا الإطار، صرّح المبعوث الخاصّ للأمم المتّحدة لسوريا غير بيدرسون على هامش الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة بأنّ سوريا ما زالت تواجه خطر الإنهيار الإقتصادي. قد يكون هذا الكلام مبالغ فيه الّا أنّه لا يمكن تجاهل الصّعوبات الّتي تمرّ بها سوريا وشعبها: من بين نحو 17 مليون نسمة، أكثر من 75٪ من السوريّين لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسيّة؛ وتسجّل البلاد 5.6 مليون لاجئ إلى الدول المجاورة؛ و6.9 مليون نازح داخليًّا. كما أنّ الأطفال والنساء عانوا بشدّة جرّاء تداعيات الحرب. علمًا أنّ التقارير الصحيّة تدقّ ناقوس الخطر مع تفشّي مرض الكوليرا بمعدّلات كبيرة داخل البلاد.
توازيًا، تبذل الحكومة جهودها لجذب مستثمرين جدد خصوصًا وأنّ القطاع الصّناعيّ مثلًا لم يتمكّن من جذب سوى الحدّ الأدنى من حجم رأس المال. وهذا ما دفع الحكومة السّوريّة إلى بيع سندات خزانة بقيمة 72.50 مليار ليرة سوريّة كجزء من جهودها لجمع الأموال لتسديد ديونها. كما أنّ الحكومة تسعى لإيجاد موظّفين جدد بعد الإستقالات الجماعيّة الّتي شهدتها. علمًا أنّ النقص في اليد العاملة سيؤدّي إلى خلل في المهام البيروقراطيّة للحكومة ممّا سيخفّف من جودتها في خدمة المواطنين.
في الوقت نفسه، تأثّرت سوريا سلبًا جرّاء الإنخفاض في معدّلات إنتاج القمح والشّعير. وهذا ما تعتبره الحكومة أنّه ناتج عن تغيّر المناخ وانخفاض منسوب المياه في نهر الفرات ونقص مدخلّات الإنتاج.
على الرّغم من كلّ المحن الّتي تواجهها سوريا، تمكّنت الحكومة من تحقيق بعض النتائج الإيجابيّة. كما تمكّنت من افتتاح فندق 5 نجوم في دمشق ووضع حجر الأساس لثلاثة مشاريع أخرى بهدف جذب الإستثمار الأجنبيّ والعملات الأجنبيّة. إضافةً إلى ذلك، نجحت سوريا في تحسين إنتاجها لمحاصيل القطن والزيتون ما سمح لها تأمين المداخيل الّتي تحتاج إليها من العملات الأجنبيّة. هذا وتمكّنت أيضًا سوريا من إطلاق مرحلة تجريبيّة لأربعة ضواغط غاز جديدة ستسهم في زيادة إنتاج الغاز في مصنع روسيّ في حمص.
دوليًّا، عقدت سوريا منتدى اقتصاديًّا أردنيًّا سوريًّا في دمشق من شأنه تعزيز العلاقات التجاريّة بين البلدين وجذب المزيد من الشّركات الأردنيّة إلى الأسواق السّوريّة.
قبرص
بحسب منظّمة الصحّة العالميّة، تمّ الإبلاغ عن حالات الإصابة بكورونا والوفيات والملقّحين كالتّالي:
596,297 إصابة مؤكّدة
1,191 حالة وفاة
منذ 15 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، تمّ إعطاء نحو 1,824,911 جرعة لقاح
قال الرئيس نيكوس اناستاسيادس، خلال كلمته في مؤتمر أعمال نظّمته مجلّة الإيكونوميست الماليّة، أنّه متفائل بشأن تطوّرات السّنة المقبلة. مصدر الصّورة: In Cyprus.
على عكس الوضع في أوروبّا، يبدو أن التوقّعات بشأن الإقتصاد القبرصيّ قد تشير إلى بوادر إيجابية جديدة. من هنا، يبدو أنّ الإقتصاد القبرصيّ سينمو بنسبة 5.7٪ سنة 2022. وبحسب الرئيس نيكوس اناستاسيادس، من المقرّر أن تتمكّن الماليّة العامة من الحصول على فائض لا يقلّ عن 350 مليون يورو سنة 2023. كما أنّ الدين العام قد انخفض بشكل كبير حيث من المتوقّع أن ينخفض إلى 93.6% هذه السّنة وإلى 87.5% سنة 2023. أمّا معدّل البطالة فيشهد انخفاضًا حيث من المتوقّع أن يصل إلى أقلّ من 7% سنة 2022 وإلى 6.4% سنة 2023. ومع ذلك من المتوقّع أيضًا أن يرتفع معدّل التضخّم إلى 5.2٪ حيث يبقى أقلّ من متوسّط الإتّحاد الأوروبي الّذي يبلغ 6.8٪. تأتي هذه المؤشّرات الإقتصاديّة الإيجابيّة نتيجة للسّياسات الماليّة الّتي سمحت لقبرص باتّخاذ قرارات متعلّقة بالشّركات وأرباب العمل والمواطنين المعرّضين للخطر في أوقات الحاجة.
كما أنّ قبرص تمكّنت من خلق مناخ اقتصاديّ صحيّ من دون أن تمنع الدولة من الوصول إلى التمويل أو تعريض مصداقيّتها للخطر. لا سيما وأنّها جزيرة صغيرة تفتخر بالإبتكار الخاصّ، قد تمّ إطلاق خريطة Cyprus Tech Ecosystem Map الصّديقة للبيئة الّتي تشكّل جسرًا بين خدمات التكنولوجيا المحليّة والشّركات الدوليّة ومجتمعات الإستثمار.
كما سجّل قطاع صناديق الإستثمار مسارًا تصاعديًا وتطوّرًا بوتيرة سريعة في الأعوام الفائتة. على سبيل المثال، ارتفع إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة في قبرص (AuM) من 6.3 مليار يورو عام 2018 إلى 11.1 مليار يورو في الرّبع الأوّل من سنة 2022. كلّ هذه المستجدّات تشير ببساطة إلى أنّ قبرص تسير على الطريق الصّحيح حيث أصبحت دولة نموذجيّة بالنسبة لدول أخرى قد تسير على خطاها.
2- حال اللّاجئين
مصر
أُعيدت سفينة كان قد تمّ إنقاذها وهي متّجهة نحو مالطا، إلى مصر. على هذا النحو، تعتبر المنظّمات غير الحكوميّة أنّ قرار مالطا بإرسال اللّاجئين إلى مصر هو انتهاك لاتّفاقيّة جنيف لعام 1915، الّتي تنصّ على أنّه لا يجب على الدول طرد أو إعادة أي شخص "إلى حدود المناطق الّتي قد تتعرّض فيها حريّة حياته للخطر".[1]
الأردن
صرّحت المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين عن وجود 676,606 لاجئ مسجّل في الأردن حتّى بداية شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر.
وتتوزّع نسبة النازحين السّوريّين المسجّلين في المفوضيّة لشهر تشرين الأوّل/ أكتوبر على النحو التّالي:
-201,570 في محافظة عمّان (29.8%)
-170,278 في محافظة المفرق (25.2%)
-136,064 في محافظة اربد (20.2%)
-99,019 في محافظة الزرقاء (14.6%)
-17,868 في محافظة البلقاء (2.6%)
-13,254 في محافظة مادبا (2%)
-9,137 في محافظة جرش (1.4%)
-8,521 في محافظة الكرك (1.3%)
-8,469 في محافظة معان (1.2%)
-6,353 في محافظة عجلون (0.9%)
-3,867 في محافظة العقبة (0.6%)
-1,633 في محافظة الطفيلة (0.2%)
قدّمت الولايات المتّحدة مساعدة بقيمة 22 مليون دولار للأمم المتّحدة بهدف توفير مساعدات نقديّة للّاجئين السّوريّين لتأمين الموادّ الغذائيّة في الأردن.[2]
نفّذت لجنة الإنقاذ الدوليّة في الأردن برنامج التطوّع الصّحّي المجتمعي عن بعدُ للمرضى اللّاجئين المصابين بارتفاع ضغط الدم والسكّري.[3]
العراق
[خلال هذا الشّهر، لم يتمّ تحديث الإحصاءات الخاصّة بالنزوح من قبل فريق المفوضيّة]
صرّحت المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللّاجئين عن وجود 265,384 لاجئ سوريّ مسجّل في العراق حاليًّا.
تتوزّع نسبة النازحين السّوريّين المسجّلين في المفوضيّة حتّى بداية شهر أيلول/ سبتمبر على النحو التّالي:
-133,773 في أربيل (50.4%)
-85,498 في دهوك (32.2%)
-34,689 في السليمانيّة (13.1%)
-1,662 في الأنبار (0.6%)
-9,762 في مناطق أخرى ( (3.7% [4]
وفقًا للمنظّمة الدوليّة للهجرة، نزح 62.784 شخصًا بسبب الجفاف وتدهور الأراضي وارتفاع نسبة الملوحة في الأنهار المهمّة.[5]
تتعرّض 120 عائلة مسيحيّة نازحة في بغداد لخطر إخلاء مبنى سكنها لأنّه مطلوب من قبل روّاد الأعمال من أجل تنفيذ مشروع مركز تجاريّ.[6]
لبنان
بلغ عدد اللّاجئين السّوريّين المسجّلين في لبنان منذ بداية شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر 825,081 لاجئ.
يتوزّع اللّاجئون في لبنان على النحو التّالي:
-324,141 في البقاع (39.3%)
-227,875 في شمال لبنان (27.6%)
-182,979 في بيروت (22.2%)
-90,086 في جنوب لبنان (10.9%) [7]
بحسب الرئيس ميشال عون، سيبدأ لبنان قريبًا في إعادة اللّاجئين السّوريّين إلى وطنهم على مراحل عدّة.[8]
أدانت منظّمة العفو الدوليّة قرار الحكومة في إعادة اللّاجئين إلى بلادهم معتبرة أنّ شروط العودة الآمنة ما زالت غير متوفّرة.[9]
ساعد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتّحدة (WFP) 1.7 مليون شخص خلال شهر أيلول/ سبتمبر. وتمّ توزيع 4.600 طنّ من المواد الغذائيّة و 24 مليون دولار أميركيّ على هؤلاء المستفيدين.[10]
سوريا
تقدّر الأمم المتّحدة أنّ 14.6 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانيّة في كلّ أنحاء البلاد، بزيادة قدرها 9% عن العام الفائت. لا يزال الوضع الأمنيّ في أجزاء عدّة من البلاد غير مطمئن، وكذلك الوضع الإقتصاديّ الّذي يزداد تدهورًا، ما يؤدّي إلى زيادة في الإحتياجات.[11]
بحسب مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشّؤون الإنسانيّة (OCHA)، تمّ الوصول، بين كانون الثاني/ يناير وآب/ أغسطس 2022، إلى حوالي 4.62 مليون شخص تقريبًا كلّ شهر من خلال أي نوع من المساعدات الإنسانيّة.[12]
يواجه شمال شرق وشمال غرب سوريا تفشّي مرض الكوليرا منذ أيلول/ سبتمبر 2022. ويعود ذلك أوّلًا إلى المياه الملوّثة بالقرب من نهر الفرات والنقص الحادّ في المياه في شمال سوريا. لذا انتشر المرض الآن في كلّ أنحاء البلاد حيث تمّ الإبلاغ عن أكثر من 13000 حالة مشتبه بها، بمن فيها 60 حالة وفاة.[13]
قدّمت اليونيسف إمدادات الصحّة والمياه والنظافة والصّرف الصحّي المنقذة للحياة إلى سوريا في وقت سابق لتكثيف الجهود الرامية إلى مواجهة الكوليرا.[14]
أعلن صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا (SRTF) عن تسليم جرارات ومعدات زراعيّة في إطار تدخله الزراعي "الدعم الزراعي للمزارعين في محافظتي الرقة ودير الزور".
أعلن صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا (SRTF) عن تسليم 195 طنًّا متريًّا من القمح الصّلب إلى مطاحن الدقيق في شمال شرق سوريا، في إطار تدخّل الأمن الغذائي "تعزيز الأمن الغذائي في شمال شرق سوريا".[15]
قبرص
بحسب التقرير السّنويّ للاتّحاد الأوروبّي حول المهاجرين واللّجوء، إرتفع عدد اللّاجئين والمهاجرين الّذين يعبرون الجزء المحتلّ من الجانب القبرصي التركي من الجزيرة بنسبة 122٪ في الأشهر السّبعة الأولى من سنة 2022.[16]
وفقًا لوزير الداخليّة نيكوس نوريس، سيتمّ تسييج الخطّ الأخضر الّذي يفصل قبرص عن الجزء المحتلّ من الجزيرة لمنع دخول المهاجرين غير الشّرعيّين.[17]
دائرة التواصل والعلاقات العامة
[1] Aljazeera, Oct 20, 2022, https://www.aljazeera.com/news/2022/10/20/ngos-accuse-malta-of-breaking-law-by-directing-migrants-to-egypt
[2] The National News, Oct 3, 2022, https://www.thenationalnews.com/mena/jordan/2022/10/03/us-steps-in-to-help-bridge-syrian-refugee-food-funding-gap-in-jordan/
[3] OCHA, Oct 19, 2022, https://reliefweb.int/report/jordan/community-health-volunteers-deliver-quality-care-refugees-hypertension-and-diabetes-amid-covid-19-treatment-interruptions
[4] https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/5
[5] Relief Web, Oct 10, 2022, https://reliefweb.int/report/iraq/dtm-emergency-tracking-climate-induced-displacement-southern-iraq-data-collection-period-1-15-september-2022
[6] Fides, October 15, 2022, http://www.fides.org/en/news/72938-ASIA_IRAQ_Eviction_for_Christian_refugees_in_Baghdad_the_building_where_they_live_must_become_a_shopping_center
[7] https://data2.unhcr.org/en/situations/syria/location/71
[8] Al Jazeera, Oct 12, 2022, https://www.aljazeera.com/news/2022/10/12/lebanon-to-begin-returning-refugees-back-to-syria-in-batches
[9] Amnesty International, October 14, 2022, https://www.amnesty.org/en/latest/news/2022/10/lebanon-stop-the-so-called-voluntary-returns-of-syrian-refugees/
[10] OCHA, Oct 17, 2022, https://reliefweb.int/report/lebanon/wfp-lebanon-situation-report-september-2022
[11] OCHA, Oct 18, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/syria-unhcr-operational-update-september-2022
[12] OCHA, Oct 20, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/syrian-arab-republic-overview-humanitarian-response-within-syria-january-august-2022
[13] OCHA, Oct 14, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/cholera-spreads-across-syria-putting-vulnerable-people-serious-risk
[14] OCHA, Oct 20, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/lifesaving-supplies-arrive-syria-halt-spread-cholera
[15] OCHA, Oct 13, 2022, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/srtf-food-security-intervention-receives-its-first-shipment-wheat-northeast-syria
[16] The National Herald, October 7, 2022, https://www.thenationalherald.com/cyprus-sees-122-spike-in-migrants-most-from-occupied-side/
[17] Cyprus Mail, October 16, 2022, https://cyprus-mail.com/2022/10/16/cyprus-has-no-choice-but-to-fence-off-green-line-interior-minister/