مأتم مهيب في كاتدرائيّة الرسول برنابا في نيقوسيا

أُقيمت صلاة الجنازة وخدمة دفن مثلّث الرحمات غبطة البطريرك خريسوستوموس الثاني، رئيس أساقفة يوستنيانا وسائر قبرص للكنيسة الأرثوذكسيّة في قبرص، يوم السبت 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 في كاتدرائيّة الرسول برنابا في نيقوسيا، قبرص، بعد أن انتقل إلى الأخدار السّماويّة يوم الاثنين 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

دقّت أجراس الكنائس في قبرص ورُفعت الأعلام في نصف الصاري خارج الكنائس وعلى كلّ المباني العامة خلال صلاة الجنازة الّتي ترأّسها قداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس الأوّل، رئيس أساقفة القسطنطينيّة وروما الجديدة. وكان جثمان رئيس أساقفة قبرص قد عُرض للحجّاج والزوّار في كاتدرائيّة الرسول برنابا، من الخميس 10 إلى صباح السبت 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022. كما خُصّص كتابًا لتدوين رسائل التعزية في مكتب غبطة البطريرك الراحل خريسوستوموس الثاني.

شارك في خدمة الجنازة رؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة البطاركة وممثّلون عن العائلات الكنسيّة والبطريركيّات والديانات الأخرى وجمع من المطارنة والكهنة إلى جانب مجلس كنائس الشرق الأوسط ممثّلًا بأمينه العام د. ميشال عبس، وأيضًا شخصيّات دينيّة، سياسية، أمنية وفعاليات اجتماعية، توافدت من كلّ أنحاء العالم إلى قبرص من بينها رئيسة جمهوريّة اليونان السيّدة كاترينا ساكيلاروبولو، رئيس جمهوريّة قبرص السيّد نيكوس أناستاسياديس، أعضاء مجلس الوزراء، ومسؤولون...

ووجّه قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الأوّل كلمات تأبين قائلًا "سيبقى اسمك محفورًا دائمًا في أعلى درجات الإحترام في ذاكرتنا وتاريخ الكنيسة بأكملها وبين شعبنا. كلّ ما قمت به سيُذكر إلى الأبد أمام الله وفي الإنسانيّة".

بدوره ألقى أيضًا قائمقام الكنيسة القبرصيّة سيادة المتروبوليت بافوس جوارجيوس كلمات تأبين أشاد فيها بغبطة البطريرك خريسوستوموس الثاني حيث وصفه بـ"المصلح الأعظم" الّذي لطالما دافع عن حقوق شعبه وتطلّعاته. وقال "لقد ترك خلفه مجموعة من الأعمال التاريخية، وعلّمنا أنّ البشر يبرّرون عبورهم في هذا العالم وهم يكافحون من أجل الصّالح العام".

أمّا الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس فأثنى بالبطريرك الراحل ووصفه بأنّه "قائد لا يعرف الكلل والملل"، وبخدمته أصبح "شخصيّة روحيّة بارزة دوليًّا". وأضاف "تشرّفت بمعرفة رئيس مسؤول لم يتردّد في التعبير عن رأيه بشكل مباشر، بغض النظر عمّا إذا كان ذلك سيغضب الشّخص الّذي يتكلّم معه أو حتّى جزء من المجتمع".

بعد صلاة الجنازة حمل الكهنة نعش البطريرك خريسوستوموس الثاني في موكب إلى خارج الكنيسة حيث عزف حرس الشرف النشيد الوطني، ليحمله بالتّالي أعضاء الحرس الوطني متوجّهين إلى المدفن الّذي كان قد حضّره رئيس أساقفة قبرص وهو على قيد الحياة في سرداب في أسفل كاتدرائيّة الرسول برنابا.

علمًا أنّ المجمع المقدّس لكنيسة قبرص ارتأى أن يتمّ الإحتفال بالقدّاس الإلهيّ يوميًّا من أجل راحة نفس البطريرك الراحل وذلك خلال مدّة 40 يومًا في الكاتدرائيّة.

وبحسب المصادر، سيتمّ انتخاب الخلف لغبطة البطريرك خريسوستوموس الثاني فور انعقاد المجمع المقدّس، الهئية الأعلى في الكنيسة لاتّخاذ القرارات، حيث تجدر الإشارة إلى أنّه يتمّ انتخاب قادة الكنيسة في قبرص من قبل ناخبين علمانيّين ومجموعة من رجال الدين، كما جرت العادة منذ عقود عدّة.

دائرة التواصل والعلاقات العامة