بين 18 و25 كانون الثّاني/ يناير

ثمانيّة صلاة من أجل وحدة المسيحيّين

تبدأ مع هامَة بطرس وتختتم باهتداء بولس

إفتُتح "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" 2022 وإنطلقت معه ثُمانيّة الصّلاة اليوميّة حول العالم. هذه المحطّة السنوية التاريخيّة بين 18 و25 كانون الثّاني/ يناير في الرّزنامة المسيحيّة العالميّة، تشكّل مبادرة لإرواء المؤمنين المتعطّشين إلى وحدة تجمعهم، وحدة صلّى من أجلها سيّدنا يسوع المسيح وأكثر من ذلك أوصانا قال "لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي" (يوحنّا 17: 21).

صحيح أنّ أسبوع الصّلاة يحمل معه معان مسيحيّة ولاهوتيّة عميقة ينتقل عبرها المسيحيّون في رحلتهم المسكونيّة السّنويّة، إلّا أنّ لاختيار تاريخ الأسبوع بحدّ ذاته دلالة خاصّة ترسّخه كتقليد مسيحيّ بدء منذ العام 1908. فيأتي 18 كانون الثّاني/ يناير ليذكّرنا بعيد قيام كرسيّ القدّيس بطرس الرّسول الّذي تُستهلّ معه الصّلوات الموحّدة لتبنّي الجسور وتعزّز الأخوّة بين جميع المسيحيّين. أمّا 25 كانون الثّاني/ يناير فيدلّ إلى عيد إهتداء القدّيس بولس الرّسول الّذي ينتهي معه أسبوع الوحدة ليشكّل بالتّالي دعوة للإستمرار بالصّلاة من أجل هذه الوحدة خلال كلّ أيّام السّنة.

 

قيام كرسيّ القدّيس بطرس الرّسول

"أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (مت 16: 18). بهذه الكلمات توجّه الرّبّ يسوع إلى بطرس محمّلًا إيّاه رسالة البشارة ليكون رئيسًا للرّسل وعلامة لوحدتهم. على الرّغم من كلّ أخطائه، أوكله المسيح بمهمّة سامية تتُرجم بخدمة وحدة الكنيسة وترسيخ الأخوّة في الإيمان.

كان بطرس "هامة الرّسل" صيّاد سمك بسيط، نكر المسيح ثلاث مرّات إلّا أنّه عاد إلى ذاته وتاب. عندما تفرّق الرّسل لينطلقوا ببشارتهم في كلّ أنحاء المسكونة، بقي بطرس في أورشليم واليهوديّة ليستمرّ بكرازته، علمًا أنّه تحمّل هناك التعب والعذاب.

عام 35 أو 36 إنتقل بطرس إلى أنطاكية حيث أقام كرسيّ رئاسته وواصل بشارته مترأّسًا الكنيسة حتّى عام 42. أمّا عام 43 فتوجّه إلى روما ونقل معه كرسيه بإلهام من الله، فعهد القدِّيس أوديوس ليكون أسقفًا خلفًا له على كنيسة أنطاكية.

دفاعًا عن كلمة الحقّ سُجن بطرس مرّتين، فبعد أن خلّصه ملاك الرّبّ في الأولى، حكم عليه نيرون في المرّة الثّانية بالصّلب حيث أراد أن يُصلب رأسه إلى الأسفل. إستشهد إذًا عام 67 ميلاديًّا في روما ووُضع جسده في بازيليك القدّيس بطرس في الحاضرة الفاتيكانيّة.

 

إهتداء القدّيس بولس الرّسول

أمّا القدّيس بولس الرّسول فيُحتفل بعيد إهتدائه كدلالة على إعتراف المسيحيّين بعظمة النّعمة الإلهيّة الّتي تُبثّ وتُفيض حيث تُكثر الخطيئة. كان بولس يهوديًّا فرّيسيًّا من سَبَطِ بنيامين، إضطهد كنيسة الله وحارب إسم يسوع. شارك في مشاهدة رجم اسْطِفانوس وحرس ثياب الرّاجمين.

عُرفت عظمته عبر قصّة إهتدائه العجيب على طريق دمشق حيث شاهد رؤية أدّت إلى فقدان نظره. إذْ، أبرق عليه من السّماء نور عظيم وظهر له يسوع المسيح متكلّمًا معه ليدرك بالتّالي بولس أنّ المسيح قام من بين الأموات على عكس ما كان يظنّ.

مذّاك الوقت آمن بولس بالمسيح واستعاد بصره بعد أنّ تعمّد على يد حنانيا ليصبح مبشّرًا بكلمة الحقّ وعرّابًا لترسيخ الإيمان المسيحيّ في كلّ أنحاء الأرض.

ضمّ العهد الجديد حصّة مهمّة من جولاته التبشيريّة إضافةً إلى عدد كبير من رسائله. سمّى نفسه رسولًا وتميّز بعظاته، وذلك رغم أنّه لم يكن من صفوف التلاميذ الإثني عشر.

 

إذًا يشكّل الرّسولين بطرس وبولس مثالًا لمسار الوحدة الكاملة الّتي يسعى إليها المسيحيّون اليوم علّ صلواتهم في خلال "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" تقرّب المسافات في ما بينهم. من هنا لا بدّ من إستذكار ما أوصى به بولس الرّسول "أطلب إليكم أن تسلكوا بكلّ تواضع ووداعةٍ وبطول أناةٍ محتملين بعضكم بعضًا في المحبّة مجتهدين أن تحفظوا وحدانيّة الرّوح برباط السّلام".

تبقى العبرة في التطبيق وتجسيد الوحدة في واقعنا يوميًّا، وإلّا فالجهود من أجل الوحدة التي يريدها مسيحنا ما زالت غير كافية!



دائرة التواصل والعلاقات العامة


Previous
Previous

معًا نتكاتف ونصلّي - عيد الغطاس في الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة

Next
Next

الأب طانيوس خليل يضيء على الوحدة المسيحيّة والحوار عبر صوت فان