قداسة البابا تواضروس الثاني في رسالة رجاء إلى اللّبنانيّين: أرجوكم تعاونوا في الخير واجعلوا وطنكم لامعًا رائعًا ناجحًا متميّزًا
هذا الخبر متوفّر أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.
في ذكرى مرور عام على إنفجار مرفأ بيروت المأساويّ الّذي وقع في 4 آب/ أغسطس 2020، توجّه قداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسيّة البابا تواضروس الثاني برسالة إلى اللّبنانيّين حملت عنوان "...بعد عام من الكارثة ...؟"، يحثّهم فيها على ضرورة التعاون والتعاضد معًا كشعب واحد من أجل تخطّي كلّ التداعيات والمصاعب النّاجمة عن هذه الكارثة في سبيل بناء مستقبل أفضل.
نُشرت هذه الرسالة في العدد الخاصّ من مجلّة "المنتدى" الصّادرة عن دائرة التواصل والعلاقات العامة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، الذي يحمل عنوان " بيروت في قلب الكنيسة، بيروت القيامية لا تموت!".
في كلمته من القلب، يؤكّد قداسة البابا تواضروس على تضامن الشّعب المصريّ المستمرّ مع لبنان الجريح وأبنائه يقول "كنّا نأمل ونصلّي من أجل لبنان الشقيق أن يقوم مما حدث وأن ينهض عفيًّا قويًّا ليبدأ رحلة إستعادة مجده وتاريخه وحاضره أملًا في مستقبل أفضل وأروع لكل بنيه...".
لكن يأسف قداسته إزاء ما آلت إليه الظّروف في لبنان عقب عام على الكارثة لا سيّما وأنّ العدالة لم تتحقّق بعد و"كما يقول المثل العربي؛ تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، مرّت الأيّام والأسابيع واكتمل العام، ومن الكارثة توّلدت أزمة وأزمات وتهاوت آمال كثيرة وتسلّل الإحباط واليأس إلى قلوب الكثيرين في لبنان وفي خارجه".
يضيف البابا "تغلبت الفرديّة والذاتيّة والمصالح الشخصيّة وغاب التعاون والعمل معًا ومصلحة الوطن أولًا وقبل كل شيء..."، فيتساءل "وحتى الآن تتصارع الفئات والطوائف والمذاهب والوطن يتمزّق وينزف وليس من مُعين؟!...".
من هنا يدعو قداسة البابا تواضروس الثاني جميع اللّبنانيّين إلى المضي في العيش بأخوّة ومحبّة وأمل، "يا إخوتي الأحبّاء في لبنان إنّ حياتنا ما هي إلّا بخار يظهر قليلًا ثم يضمحِّل ...وأنتم أصحاب هذا الزمان أنظروا إلى أبنائكم وبناتكم وصغاركم، أنظروا إلى مستقبلكم وأحلامكم وإشتياقات قلوبكم، أنظروا إلى المتعبين والثقيلي الأحمال والذين ليس أحد يذكرهم".
وبعطف الأب يتمنّى قداسته "أرجوكم تعاونوا في الخير واجعلوا وطنكم لامعًا رائعًا ناجحًا متميّزًا". وينصح بالتّالي اللّبنانيّين "...إختلفوا كما شئتم ولكن أمام مصلحة الوطن العليا كونوا واحدًا برأيٍّ واحدٍ ونفس واحدة ولكم محبة واحدة لتراب هذا البلد الجميل...".
في ختام رسالته يجدّد قداسة البابا تواضروس الثاني دعمه وصلاته للشّعب اللّبنانيّ "أكتب إليكم مصليًّا من قلبي من أجل وحدَتِكم ويكفي الزمان الذي مضى في الفرقة والتحزُّب، وارتفعوا على قدر المسؤوليّة المطلوبة وإله السلام يمنحُكم سلامه وقوّته لتكونوا ناجحين في كلّ عمل صالح".