نحو ولادة مشرق جديد!؟
تقرير: من 1 إلى 11 تمّوز/ يوليو 2021
هذا التقرير متوفّر أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.
حاولت دول الشرق الأوسط خلال العقود الماضية، تشكيل تحالفات تضمن التعاون على المستويين الإقتصادي والأمني في المنطقة، لكنّ التدخل الأجنبي أدّى إلى شلّل أيّ محاولة لتشكيل تحالف موحّد بينها. فهذه القوى المُعرقلة تفضِّل ألّا تتوحّد منطقة الشرق الأوسط، لأنّ التحكم بمنطقة مقسّمة أسهل بكثير بالطبع!
إلّا أنّ الأردن ومصر والعراق اجتمعت كلّها أخيرًا لتعزيز العلاقات في ما بينها وبناء رؤية إقليميّة مشتركة وسط التغيّرات الجيوسياسيّة. المبادرة التي أُطلِق عليها اسم "المشرق الجديد" تبدو واعدة وقد تضيف شيئًا من الإستقرار في منطقة مضطربة!
الوضع الإقتصاديّ والإجتماعيّ:
مصر
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 283,102 إصابة مؤكدة
- 218,412 حالة شفاء
- 16,396 حالة وفاة
عملت مصر على مدار السنوات الماضية على تنمية علاقاتها مع دول عدّة، وبالتالي نجحت في جذب استثمارات بمليارات الدولارات. على الصعيد الإقليمي، تعمل مصر على تطوير علاقاتها الإقتصاديّة مع الأردن والعراق، وخصوصًا مع الأخير الذي يشكل سوقًا واعدة، وقد إستثمر العراق في مصر حوالي 490 مليون دولار. وهكذا، بدأت هذه الدول الثلاث تحالف "المشرق الجديد" الذي يعتمد بشكل أساسي على الأبعاد الإقتصاديّة والإستثماريّة. وتتصدّر مشاريع الطاقة والكهرباء قائمة المصالح الإقتصاديّة بين الدول الثلاث، بينما تدعم بغداد والقاهرة الدور الأردني في المنطقة لمحاربة الإرهاب. أمّا على الصعيد الدولي، يبدو أنّ بولندا وروسيا عازمتان على توسيع نطاق وجودهما في مصر، فقد وقّعت المنطقة الإقتصاديّة لقناة السويس المصرية (SCZone) مع نظيرتها البولنديّة إتفاقية لإنشاء منطقة صناعيّة بولنديّة في مدينة عين سخنة المصريّة إلى جانب المنطقة الصناعيّة الروسيّة في مصر. ستستفيد المنطقة الإقتصاديّة البولنديّة في مصر من مساحة تتراوح بين 400,000 و1,000,000 متر مربع بينما تحصل روسيا على حوالي 1,000,000 من إجمالي 5,250,000 متر مربع.
نتيجة لذلك، سيستمّرّ الإقتصاد المصري في النموّ على المدى القصير والطويل مع إستمرار تدفّق الإستثمارات. ويتوقّع البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنميّة أن ينمو الإقتصاد المصري بنسبة 4.2% في عام 2021، و5.2% في عام 2022. أثبت الإقتصاد المصري أنّه كان أحد أفضل الإقتصادات على مستوى العالم خلال فترة الحجر، لهذا السبب تمكّن من التعافي بسهولة أكبر.
الأردن
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 756,923 إصابة مؤكدة
- 739,948 حالة شفاء
- 9,836 حال وفاة
بغض النظر عن الإتفاق الثلاثي الجديد بين الأردن والعراق ومصر، توقّع البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية نموًا بنسبة 1.5٪ لسنة 2021. تعتبر هذه الأخبار إيجابية لدولة كانت تواجه انكماشًا إقتصاديًا أثناء جائحة كورونا وقبل حلولها. من المتوقع أيضًا أن يرتفع النمو إلى 2.2% سنة 2022 مع تقدّم المملكة بالإصلاحات وإستئناف السياحة العالميّة. ومع ذلك، إنّ آمال الأردن تتوقف على سياحتها في وقت لم نتخلّص فيه من جائحة كورونا، بل تنتشر سلالة جديدة أكثر خطورة. سيحتاج الأردن إلى تطبيق الإصلاحات للتكيف مع أيّ تهديد يلوح في الأفق. لحسن الحظ، هناك خطط قيد التنفيذ لتحوّل الإقتصاد الأردني إلى إقتصاد أخضر ورقميّ من شأنه تحسين إستخدام الموارد.
العراق
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 1,438,511 إصابة مؤكدة
- 1,313,552 حالة شفاء
- 17,592 حال وفاة
لحلّ مشكلة إعتماد العراق المفرط على الوقود الأحفوري، وقّعت وزارة الكهرباء العراقيّة عقدًا مع دولة الإمارات العربيّة المتحدة لإنتاج الطاقة الشمسيّة. سيسمح هذا الاتفاق مع شركة "مصدر" الإماراتيّة بتوليد 2000 ميغاواط من الكهرباء من خلال مشاريع طاقة شمسيّة في وسط العراق وجنوبه. كشفت سهى النجّار رئيسة الجهاز المحليّ للإستثمار عن خطط العراق لتوقيع عدّة عقود مماثلة. وبحسب ما قالته، فإنّ الهدف الرئيس للحكومة هو استبدال 20-25% من الطاقة التي ينتجها الوقود الأحفوري، أو ما يساوي 10 إلى 12 كيلوواط، بطاقة صديقة للبيئة على المدى الطويل. وقد إختارت الحكومة بعض المناطق المناسبة للتنفيذ. وبدأت الإستثمارات في الطاقة المتجدّدة تتدفّق، لكن لسوء الحظ، فإنّ إحتياجات الكهرباء في العراق تنمو بسرعة تصعب على مثل هذه المشاريع تلبيتها في الوقت الحالي، خصوصًا مع تزايد عدد السكان. ويخطّط العراق لبناء عدد من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز والنفط في السنوات القادمة، كما يجري العمل على خطط بناء 8 محطات للطاقة النوويّة بحلول عام 2030.
لبنان
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 547,811 إصابة مؤكدة
- 534,296 حالة شفاء
- 7,875 حال وفاة
يبدو أنه ما من حلّ لهذه الدولة الغارقة، فلا حكومة حتى الآن، وقد بدأت بوادر التمرّد تظهر بين موظفي القطاع العام. كما تزداد أزمة الوقود سوءًا مما أدّى الى ظاهرة طوابير طويلة من السيارات تنتظر أمام محطات الوقود، مّا أدى أيضًا إلى توتّرات إجتماعيّة وإشتباكات بين المواطنين على قطرات من البنزين لتشغيل محركاتهم. حتى أنّ عناصر من بعض الأجهزة الأمنيّة لجأوا الى تبادل إطلاق النار بعد حصول اشتباكات بينهم. البلد ينهار لأنّ الشعب يطبّق شريعة الغاب ونظريّة داروين التي تشرّع البقاء للأقوى.
في السياق، حذّر رئيس وزراء تصريف الأعمال حسان دياب عبر خطاب متلفز بحضور سفراء الدول الكبرى وبعض المغتربين من "إنفجار إجتماعي" خلال أيام. وسواء كان رئيس الوزراء يبالغ أم لا، فإنّ ما قاله هو مجرّد أصداء لمَ يقال في أنحاء البلاد.
لحسن الحظ، ما زال للبنان بعض شركاء يرغبون بمساعدته، فقد أعلنت قطر أخيرًا أنّها ستقدّم مساعدات غذائيّة للجيش اللبناني. على الرغم من حاجتنا الى مساعدات مماثلة والى كرم قطر، فإن مثل هذه المبادرة تظهر خطورة الوضع وفشل الدولة العاجزة حتّى عن إطعام جيشها.
فلسطين
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 315,160 إصابة مؤكدة
- 309,910 حالة شفاء
- 3,582 حال وفاة
بسبب الوباء الذي أصاب البلاد بالشلل والتصعيد المسلّح بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، إرتفعت نسبة البطالة إلى مستويات خطيرة. وكان قد أكّد البنك الدولي أنّ أكثر من 66 ألف موظّف فلسطينيّ فقدوا وظائفهم العام الماضي بسبب وباء كورونا، مما أدّى إلى ارتفاع معدّل البطالة إلى 27.8%. كما سبّب الهجوم الإسرائيليّ على غزّة أضرارًا على البنيّة التحتيّة كالمرافق الصحيّة والتعليميّة والطرق والمباني السكنيّة وموارد توليد الطاقة وإمدادات المياه، مما أجبر الشركات على الإغلاق، فانتشر الفقر والجوع والتشرّد في جميع أنحاء غزّة. دفع ذلك الوكالات الإنسانيّة والدول الشريكة للتدخّل. كانت قطر الخيريّة إحدى المنظّمات التي قرّرت المساعدة، فوظّفت أكثر من 50,000 خريج جامعي ومبدع فلسطيني من خلال مبادرتها "طاقات". هدفت المبادرة الى توظيف أكبر عدد من الفلسطينيّين لتحسين وضع الأسر الفلسطينيّة الإقتصادي وتعزيز دور الشباب المبدع المحتاج إلى العمل.
سوريا
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 25,785 إصابة مؤكدة
- 21,884 حالة شفاء
- 1,898 حال وفاة
بينما ينزلق لبنان الى الهاوية، لا يزال مصير سوريا مجهولاً. من المؤكد أنّ كارثة إنسانيّة تلوح في الأفق، فبعد عشر سنوات من الحرب، وصلت نسبة المحتاجين في البلاد إلى أعلى مستوياتها، وازداد بنسبة 20٪ في العام الماضي وحده. لا تزال دمشق تعتبر المدينة حيث المستوى المعيشي الأكثر تدنيًا في العالم في مؤشر جمعته وحدة المعلومات الإقتصاديّة. في الشمال الغربي، يحتاج 2.8 مليون شخص (81٪) إلى مساعدات إنسانيّة، ولا يمكن الوصول إلى هذه المناطق إلّا من خلال الأنشطة العابرة للحدود. في الشمال الشرقي، يصل هذا العدد إلى 61٪، وما زالت نسبة سوء تغذية الأطفال ترتفع.
على المستوى الحكومي، لا تزال سوريا غير قادرة على إعادة إنعاش إقتصادها بعد أن خسرت حوالي 226 مليار دولار أميركي بين عامي 2011 و2016 – وهو ضعف إجمالي الناتج المحليّ للبلاد. تلقّت سوريا المساعدات النقديّة حيث قدّمت روسيا 7 مليارات دولار وإيران 23 مليار دولار، لكن ذلك وحده لن يعيد المياه الى مجاريها. وتخطّط الصين لزيادة نفوذها في سوريا من خلال الإستثمار، لكنّ الحرب لم تنتهي بعد وقد يدفع الوضع المتقلّب بالمستثمرين الصينيين للعمل ببطء وحذر. ومع ذلك، قد تعزّز هذه المبادرة الإقتصاد السوري وتسمح لسوريا بالوصول إلى العملات الأجنبيّة التي تحتاج إليها لإعادة الإعمار.
قبرص
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 84,272 إصابة مؤكدة
- 73,263 حالة شفاء
- 380 حال وفاة
وضع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض قبرص أخيرًا في الفئة الحمراء، على بعد خطوات من الفئة الشديدة الإحمرار الخطرة، بذلك تحطمت آمال السكان بصيف مزدهر مليء بالسيّاح الوافدين المحمّلين بالأموال. كما إستاء روّاد القطاع، كمالكي الفنادق، من هذا الإعلان وألقوا باللوم على عدم رغبة بعض المواطنين في أخذ اللقاح وإصابتهم بالوباء من دون تبليغ الجهات الصحيّة.
على الرغم من إعلان المركز الأوروبي للوقاية، توقعت مفوضيّة الإتحاد الأوروبي أن ينمو الناتج المحليّ الإجمالي القبرصي بنسبة 4.3٪ سنة 2021 ممّا يرفع توقعاته السابقة بنمو 3.1٪ بسبب أداء الدولة الأفضل من المتوقع في الربع الثالث من السنة. ويجب أن تحذّر قبرص من متحوِّر "دلتا" من سلالة كورونا الذي ينتشر بشكل أسرع من أيّ سلالة.
دائرة التواصل والعلاقات العامة