اللّاعدالة الإجتماعيّة وتداعياتها
تقرير: من 1 إلى 11 حزيران/ يونيو
مع الإنخفاض الحاد في حالات كورونا في معظم البلدان، يعيد المانحون والمستثمرون الدوليّون تنظيم جهودهم لتنمية منطقة الشرق الأوسط، لا سيما بعض البلدان فيها التي تعتمد على المساعدات أكثر من غيرها. فعلى سبيل المثال، استفادت مصر من الإستثمار الداخلي لإطلاق مشاريع ضخمة. أمّا دول أخرى مثل لبنان وسوريا فهي تعاني من العقوبات الإقتصاديّة المفروضة على مسؤوليها وبالتالي يترتّب نتيجتها أعباء وتداعيات غير مسبوقة.
الوضع الإقتصادي والإجتماعي:
مصر
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 273,182 إصابة مؤكدة
- 159,999 حالة شفاء
- 15,623 حال وفاة
خلال بداية شهر حزيران/ يونيو، لم تعلن مصر عن أية مشاريع بارزة، بل استمرت في الإعتماد على النجاحات السابقة. على هذا النحو، منح البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية البنك الأهلي المصري 100 مليون دولار أميركي، لتفعيل استراتيجيّة الدولة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلاد والتوجه نحو إقتصاد أخضر.[1] كما ستتلقّى مصر 1.6 مليار دولار أميركي، بعد أن ينتهي صندوق النقد الدولي من تقييم إقتصادها.
أمّا بالنسبة "للعاصمة الجديدة" التي ستكلّف مصر 45 مليار دولار والتي بدأت ببنائها منذ ستة أعوام، فقد أعلنت الحكومة أنّ موظفي الخدمة المدنيّة سينتقلون من أماكن عملهم في القاهرة إلى العاصمة الجديدة في آب/ أغسطس. وبحسب المسؤولين، إنّ الهدف هو الحصول على 55000 موظف مدني يعملون في 30 مبنى وزاري ضخم. الهدف هو أن يعيش 6.5 مليون شخص في المدينة من خلال تنمية القطاع الخاص والعمل على مشاريع عسكريّة.[2]
مع إطلاق الكثير من المشاريع على مرّ السنين، نجحت مصر في تحقيق توقعات نمو إقتصادي بنسبة 5.2-5.5٪ في الربع الرابع من السنة المالية 2020/2021. لا شك أنّ مصر دولة مزدهرة وتترجم الأرقام مستقبلها.
الأردن
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 743,331 إصابة مؤكدة
- 726,219 حالة شفاء
- 9,592 حال وفاة
منذ أن نجح الأردن في تطوير السياسات الإقتصاديّة بما يتماشى مع مختلف المؤسّسات الدوليّة، وافقت مجموعة البنك الدولي على طلب مساعدة بقيمة 1.1 مليار دولار أميركي لمكافحة وباء كورونا والتعافي الأخضر والمرِن والشامل. إنّ تطوّر العلاقات الأردنيّة مع الخليج سمح لها بتأمين إتفاقيّة مع دولة الإمارات العربيّة المتحدة لتعزيز إقتصادها في مختلف المجالات بما في ذلك التجارة والإستثمار. قد تؤمن هذه الخطوة المزيد من فرص العمل للأردنيّين الذين يواجهون إرتفاعًا شديدًا في نسبة البطالة بعد تنفيذها. وبحسب وزير الإقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق المري، فإنّ هذه الخطوة مهمّة للغاية لأنّها تتزامن مع العودة التدريجيّة للحياة الطبيعيّة وتعافي الإقتصاد.[3]
إنّ الأردن الذي يحتضنه البنك الدولي والإمارات العربيّة المتحدة وجّهات أخرى، وجد فرصة ذهبيّة لتحسين وضع البلاد لصالح مواطنيه، فيأتيه دعم سياسي ومالي قويّ من الغرب ومن المنطقة.
العراق
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 1,254,643 إصابة مؤكدة
- 1,172,227 حالة شفاء
- 16,705 حال وفاة
بهدف تلبية مطالب سكانها ومواجهة إنقطاع التيار الكهربائي الذي يعوق البلاد، أعلنت الحكومة العراقية عن خطّة لبناء ثماني مفاعلات قادرة على إنتاج حوالي 11 جيجاوات. وبحسب رئيس هيئة تنظيم المصادر المشّعة العراقيّة كمال حسين لطيف، إنّ الحكومة ستسعى للحصول على تمويل من شركاء محتملين لخطّة قيمتها 40 مليار دولار وتسديد التكاليف على مدى 20 عامًا. كانت روسيا وكوريا الجنوبية بين الدول الأولى التي ناقشت المشروع مع العراق.[4]
جاء هذا الإعلان في ظلّ التوقّعات الإيجابيّة للإقتصاد العراقي وسيشهد تحوّلًا إيجابيًّا في أسواق النفط في السنوات المقبلة. على هذا النحو، يسعى المنتج الثاني للنفط في منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) جاهدًا للإستفادة من الفرصة، من خلال السماح لإقتصاده بالتعافي مع الإهتمام باحتياجات السكّان المنهكين. فهل سيسمح ذلك للعراق بمعالجة مشكلة الفساد بشكل كامل وشامل؟
لبنان
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 542,604 إصابة مؤكدة
- 527,174 حالة شفاء
- 7,798 حال وفاة
أصدر البنك الدولي أخيرًا تقريرًا مرّوعًا تمّ بثه بكثافة عبر وسائل الإعلام المختلفة. وقالت المنظمة إنّ الإنهيار الإقتصادي في لبنان قد يكون من أسوأ الأزمات الماليّة في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر. ويتوقّع التقرير أن ينكمِش الإقتصاد اللبناني بما يقرّب من 10٪ في عام 2021 ويؤكّد أنّه "لا توجد نقطة تحوّل واضحة في الأفق". تصف هذه الكلمات الكئيبة التي استخدمها البنك الدولي أسف المنظمة على السلطات اللبنانيّة التي تتجاهل الموقف.
وجاء في التقرير أنّ "الخطوات السياسية التي اعتمدتها الدولة اللبنانيّة لهذه التحدّيات كانت غير كافية."
على سبيل المثال، فإنّ الحديث عن الإنقطاع التام للوقود يشغل الناس، وطوابير طويلة من السيّارات تنتظر أمام المحطّات للحصول على ما لا يكفيهم حتى من الوقود. وقد إحتلّت هذه الازمة الأخبار وترأست النقاشات والمحادثات. ومع وصول أزمة الوقود إلى ذروتها، لا يمكننا تخيّل الحياة في البلاد خلال الأسابيع المقبلة.[5]
ربما يكون نفاد الوقود أمر جيّد للشعب اللبناني. ربما سيزوّده ذلك بما يكفي من الغضب والخيبة التي يحتاجها للقضاء على النظام الفاسد.
فلسطين
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 311,534 إصابة مؤكدة
- 232960 حالة شفاء
- 3,533 حال وفاة
بعد أسابيع من إنتهاء المواجهات، لا يزال الشعب الفلسطينيّ يداوي جراحه ويحاول إنقاذ شظايا حياته المحطّمة. أصبحت 69 وحدة سكنيّة وتجاريّة غير صالحة للسكن، ودمّرت 1042 وحدة على الأقل في نحو 258 مبنى، وتعرّضت 14538 وحدة أخرى لأضرار طفيفة. فيما يتعلّق بالصناعة في البلاد، قال المسؤولون الفلسطينيّون إنّ إعادة بناء ما دمرته المواجهات من الصناعة والطاقة والزراعة في الأراضي الفقيرة سيكلّف حوالي 100 مليون دولار. وحذرت الأمم المتحدة من أنّ قرابة 800 ألف شخص في غزة لا يحصلون على المياه النظيفة بشكل كاف، فقد تمّ تدمير ما يقارب 50% من شبكة الأنابيب في القصف. وما زاد الطين بلّة، أنّ القصف أضرّ أيضًا بالبنية التحتيّة للطاقة الكهربائيّة ممّا أدّى إلى إنخفاض التغذيّة بالطاقة من 12 ساعة يوميًّا إلى 5 ساعات. ولا تزال المستشفيات في غزّة تحت الضغط فما زال الجرحى الذين يتلقّون العلاج كثيرون، كما تعاني الدولة من نفاد إمدادات الوقود.[6]
سوريا
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 24,814 إصابة مؤكدة
- 21,675 حالة شفاء
- 1,810 حال وفاة
في حين لم نر بوادر لإنهاء العقوبات والأشكال المختلفة من الضغط الإقتصادي على المدى القريب، يبدو أنّ الحكومة قد فقدت الأمل. ولا يبدو أنّ شركاء سوريا التقليديون قادرين على الإستثمار في اقتصاد دول الشرق الأوسط. حتى وكالات الإغاثة غير قادرة على إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لأنّ مجلس الأمن لم يوافق على ذلك. كذلك أصبحت سوريا الآن تواجه مختلف الأزمات الإقتصاديّة وحيدة.
في ظل هذا الوضع المأساوي، أصدرت الرئاسة السورية أوامرها لصنّاع القرار في القطاع الصناعي بزيادة الإنتاج، أملاً في سدّ النقص في الطلب وزيادة الإكتفاء الذاتي. يشير الإنخفاض الحاد في الواردات في البلاد إلى الإنكماش الإقتصادي وضرورة تحسين الإنتاج.[7] وتسبّبت الزيادة الحادة في أسعار مواد الأسمدة في انخفاض الإنتاج الزراعي.
وتحذّر 42 منظمة غير حكومية من إتّجاه الدولة نحو كارثة إنسانيّة إذا لم يتمّ النظر في مسألة انعدام الأمن الغذائي والصعوبات الإقتصاديّة. تحتاج هذه المنظمات غير الحكوميّة أن يتبنّى مجلس الأمن الدولي قرارًا من شأنه أن يسمح بنقل المساعدات عبر الحدود. ومع ذلك، يجب على جميع المعنيين أن يدركوا أنّ الوقت يمرّ؛ أصبح وضع السوريين أسوأ على جميع الأصعدة: يحتاج 81٪ من السكّان في الشمال الغربي و 69٪ في الشمال الشرقي إلى المساعدة، بينما يزداد سوء التغذيّة لدى الأطفال دون سنّ الخامسة بسرعة قياسيّة.[8]
قبرص
تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:
- 73,190 إصابة مؤكدة
- 71,464 حالة شفاء
- 373 حال وفاة
ممثلو ثلاث هيئات حكوميّة يوقعون إتفاقية لتحويل الإقتصاد القبرصي إلى إقتصاد دائري.
لم يكن التعافي السريع للبلاد هو سبب إنشغال قبرص خلال هذا الشهر. فالجزيرة الصغيرة تستعد اليوم لنموذج جديد يسمى: الإقتصاد "الدائري". سيساعد مثل هذا النظام على إستخدام الموارد الطبيعيّة بكفاءة، مع تقليل نسبة التلوّث وإعادة استخدام الموارد مع حاجّة لكمية مواد أقلّ. لهذا السبب، وقّعت ثلاث هيئات حكوميّة إتفاقيّة شراكة مع إتحاد أرباب العمل والصناعيّين القبرصيّين (OEV) لتعزيز التعاون وتسريع إنتقال الأعمال نحو الإقتصاد الدائري.
جانب آخر تسعى الحكومة إلى تحسينه هو صناعة النقل البحري أو الإقتصاد "الأزرق". أعرب نائب وزير النقل البحري فاسيليس ديميترياديس، الذي مثّل قبرص في الإجتماع الوزاري للإتحاد الأوروبيّ بشأن القضايا المتعلّقة بالسياسة البحرّية المتكاملة، عن نيّة الدولة لدعم الإقتصاد الأزرق المستدام والطموح والمساهمة فيه، من خلال وضع نظام بحري وطني متكامل وتخطيط للنطاق البحري.[9]
دائرة التواصل والعلاقات العامة
[1] Ahram, June 6, 2021, https://english.ahram.org.eg/NewsContent/3/12/413626/Business/Economy/Egypt%E2%80%99s-NBE-receives--mln-from-EBRD-to-support-SME.aspx
[2] FT, Financial Times, https://www.ft.com/content/00a7b285-87c8-448c-998e-30457d1af85c
[3] Zawya, May 30, 2021, https://www.zawya.com/mena/en/economy/story/World_Bank_Group_mobilises_11bln_financial_assistance_to_Jordan-SNG_214322886/
[4] Awsat, June 6, 2021, https://english.aawsat.com/home/article/3012091/uae-jordan-discuss-means-bolstering-economic-cooperation
[5] France 24, June 1, 2021, https://www.france24.com/en/live-news/20210601-lebanon-crisis-among-world-s-worst-since-1850s-world-bank
[6] Aljazeera, May 21, 2021, https://www.aljazeera.com/news/2021/5/21/thousands-of-gazans-return-to-destroyed-homes-after-israel-truce
[7] Tasnim News, June 10, 2021, https://www.tasnimnews.com/en/news/2021/06/10/2518168/assad-highlights-syria-s-potential-to-overcome-blockade
[8] OCHA, June 10, 2021, https://reliefweb.int/report/syrian-arab-republic/over-1-million-people-risk-hunger-syria-if-cross-border-aid-resolution
[9] Cyprus Mail, June 7, 2021, https://cyprus-mail.com/2021/06/07/cooperation-agreement-signed-in-boost-to-circular-economy-efforts/