في اليوم العالمي للإعلام الـ 55 قدّاس في كنيسة الصليب
ودعوة لوسائل الإعلام والإعلاميين للشهادة للحقّ
في اليوم العالمي للإعلام الـ 55 الذي خصّصه المجمع الفاتيكاني الثاني في الكنيسة الكاثوليكية منذ العام 1966 لتكريم وسائل الإعلام والاعلاميين دعت اللجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام والمركز الكاثوليكي للإعلام في بيروت الى قداس احتفالي أقيم يوم الخميس 20 أيار/ مايو 2021 في كنيسة الصليب الرعائية التابعة للرهبانيّة المخلصيّة، جعيتا - لبنان.
هذا اليوم الذي يقع سنويًا في الأحد الذي يلي خميس الصعود، يحمل هذه السنة عنوان "هَلُمّ فأنظر" يو1: 46 ومن وحي العنوان الذي أطلقه قداسة البابا فرنسيس، شكر الأب عبدو بو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المشاركين من رسميين روحيين ومدنيين وأصحاب وسائل إعلام وإعلاميين في كلمة ترحيب على مشاركتهم في إحياء يوم الإعلام العالمي بشكل رمزي هذه السنة بسبب جائحة كورونا، وقال " البحث عن الحقيقة يستوجب منّا أن نذهب ونرى، أن نصغي للآخر، أن نتلمّس الأحداث، ربّما أن نذهب إلى حيث لا يريد أو يجرؤ أحد أن يذهب. أن نفهم الحقيقة يتطلّب، أن نأخذ الوقت الكافي لنبحث ونتعمّق في تفاصيل الأحداث وألاّ نستخلص استنتاجات متسرّعة....
وللمناسبة كانت كلمة لرئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام سيادة المطران نبيل العنداري مما جاء فيها "إِنَّ التَحَدّي الذي يَنتَظِرُنَا هُوَ التواصل مِن خلال اللّقاء معَ الأَشخاص أَينَما كانوا وكيفَما كانُوا ". هذا ما كَتَبَهُ قَداسَة البابا فرَنسيس في رِسَالَتِهِ بِمُنَاسَبَة اليَوم العالَمي الخامِس وَالخَمسين لِوَسائلِ الإِعلام تَحتَ عُنوان " هَلُمَّ فَانظُر ". إِنَّ الدَعوَةَ " هَلُمَّ وَانظُر" لِنَتَنائيل على لِسانِ فيليبُّس، كما ورَدَ في الإنجيل بِحَسَبِ القدّيس يُوحَنَّا، هِيَ طَريقَةُ كُلِّ تَواصُلٍ بَشَريٍّ حَقيقي. نَذهَب ونَنظُر وَنُقيمُ معَ الأَشخاص، وَنُصغي إِلَيهِم، ونَجمَعُ إِقتِراحاتِ الوَاقِع... إِنَّ الصَحافَةَ أَيضَاً، التي تَنقُلُ الواقِع، تَتَطَلَّبُ القُدرَةَ على الذِهابِ إِلى حَيثُ لا يَذهَبُ أَحَد: حَرَكَةٌ وَرَغبَةٌ في الرؤيَة، فُضولٌ وَانفِتَاحٌ وَشَغَفٌ. وَبِالتَالي عَلَينَا أَن نَشكُرَ العَديدَ مِنَ المِهَنِيين على شَجاعَتِهِم وَالتِزامِهِم، ولا سِيَّما في زَمَنِ جَائحَةِ الكورونا وَمَخاطِرِ الأَحداثِ والضِيقاتِ وَالحُروب، الصَحافِيّينَ وَالمُصَوِّرين وَالمُحَرِّرين وَالمُخرِجين الذينَ غَالِبَاً ما يَعمَلونَ في خَطَرٍ كَبير. "
تلا القداس الإلهي حفل استقبال وكوكتيل في صالون الدير حيث أنشدت جوقة الدير ترحيبًا وكانت كلمة لنقيب المحرّرين جوزيف القصيفي بإسم الإعلاميّين إستهّلها "لا يوقد سراج، ويوضع تحت مكيال. فليضئ نوركم للناس، عندما خاطب السيد المسيح تلامذته بهذا القول، كان يحدد مهمة الصحافة ، ودور الصحافي، وذلك قبل نشؤ المهنة بالصيغة التي انطلقت فيها منذ بروز فن الطباعة، مع الاختراع المفصلي ل" غوتنبرغ"، وصولا الى ما تلاه من تحوّلات وتطورات استقرّت حتى الساعة على الاعلإم الرقميّ، ومن يدري ما يحمله لنا الغد".
وتابع "إن احياءكم السنويّ لليوم العالمي للإعلام، هو ترجمة عملية للإهتمام الذي توليه الكنيسة الجامعة لهذا القطاع الأساسيّ الذي يضطلع بدور محوري، ويمتلك سلاحًا فتاكًا، في تسيّير المجتمع الإنسانيّ، وتوجيهه نحو مدارات تحدّد مصير البشرّية بأسرها في هذا الإتّجاه أو ذاك.
... الإعلامي مدعو للشهادة للحق، والإنتصار للمظلوم على الظالم، وللمقهور على القاهر، وللجائع على مجوِّعه، وللمسلوب المال على سالبه، وللفقير على من تسبّب بفقره وحرمه لقمة عيشه. .. في هذا اليوم، يبدو أن الإعلام معنيّ أكثر من أيّ يوم مضى، بالإنحياز إلى جانب الناس وقضاياهم المحقّة، وأن ينقاد إلى جوهر القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة، ليقود الناس إليها".