نحو الجمعيّة العامّة الثانية عشرة
هذه الكلمة متوفّرة أيضًا باللّغتين الإنكليزيّة والإسبانيّة.
د. ميشال أ. عبس
الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط
مع إرسال الدعوات إلى رؤساء الكنائس لتعيّين مندوبيهم إلى الجمعيّة العامّة، يكون عَدّاد الوقت قد بدأ بالعمل وصولاً إلى انعقاد الجمعيّة بين 16 و19 أيار/مايو من سنة 2022 التي سوف تنتخب اللّجنة التنفيذيّة التي تناط بها مهمّة إدارة المجلس حتى سنة 2026.
تأتي هذه الجمعيّة متأخّرة سنة وثمانية أشهر عن موعد انعقادها العاديّ الذي كان قد حُدِّد في شهر أيلول/ سبتمبر من العام 2020 والذي تأخّر سنتين بسبب الجائحة التي وضعت البشريّة أمام تحدّيات جديدة.
لقد طلبت الأمانة العامّة من الكنائس الأعضاء في المجلس تعيّين مندوبيها قبل ثمانية أشهر من موعد الإنعقاد، وليس قبل ستّة أشهر بحسب الدستور، وذلك من أجل إتاحة الوقت الكافي للتدارس ولكيلا يدهمنا الوقت إذ نعيش في منطقة حبلى بالمفاجآت – غير السارّة إجمالاً.
لقد قرّرت اللّجنة التنفيذيّة المنعقدة في الثالث من آب/أغسطس 2021، إضافة إلى تاريخ الإنعقاد، أن يكون العُرس المسكونيّ الثاني عشر للأُسرة المسكونيّة في منطقتنا، في مصر، هبة النيل، تلبية لدعوة كريمة من قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة، وهذه تكون أوّل جمعيّة عامّة للمجلس تُعقد على أرض مصر الحبيبة. لقد وضع قداسته مركز لوغوس البابوي، الآية في الهندسة والعمارة والرفيع في الآداء، بتصرّف الأسرة المسكونيّة الشرق - أوسطيّة لكيّ تحيّي فيه تجديد إلتزامها بالعمل المسكونيّ والخدمة الإجتماعيّة على مختلف تفرّعاتها.
هنا، لا بدّ لنا من تقديم بعض الإضاءات بالنسبة إلى نظام المجلس عامّة والجمعيّة العامّة خصوصًا، نضعها برسم من لم يتسّنَ له الإطلاع على الدستور والنظام الداخلي أو التبحُّر فيهما.
تتشكّل الهيئة العامة من 64 عضوًا موزّعين بالتساوي على العائلات الكنسيّة الأربع وموزّعين بالتوافق بين كنائس العائلة الواحدة. هذه الهيئة هي السلطة العليا في المجلس وهي التي تقرّ سياسة عمله ومخطّطاته وتعديل أنظمته. تجتمع هذه الهيئة – أو الجمعيّة – العامّة مرة كلّ أربع سنوات من أجل انتخاب لجنة تنفيذيّة مؤلفة من 24 عضوًا يمثلون العائلات والكنائس بنفس نسب الهيئة العامة، إضافة إلى انتخاب الأمين العام. أعضاء الجمعيّة العامّة يتمتّعون بحقّ الكلام والتصويت وتقديم الإقتراحات أو التعديلات والتثنية عليها.
كما العادة، ستكون للجمعيّة العامّة جلسة إفتتاحيّة نبدأها بالصلاة، ثم بكلمة لمضيف الجمعيّة قداسة البابا تواضروس الثاني حول موضوع الجمعيّة وبكلمات لرؤساء المجلس غبطة البطريرك يوحنا العاشر ونيافة الكاردينال مار لويس رافايل ساكو وقداسة البطريرك أفرام الثاني وقدس القسّ الوقور الدكتور حبيب بدر، الذي يشغل أيضًا مسؤوليّة أمين المال. تتبع ذلك كلمات من الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي وكلمة ترحيب من أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط.
الجدير التذكير به أنّ الجلسات اليوميّة تفتتح وتختتم بالصلاة التي تنكّب على إعدادها حاليًّا لجنة الصلاة ضِمن دائرة الشؤون اللاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في المجلس. كما تشمل هذه الجلسات قراءة التحيّات التي ترِد من شركاء وأصدقاء لم يستطيعوا الحضور لمشاركتنا هذا الحدث الكبير.
في بداية الجمعيّة العامة تقوم اللجنة التنفيذيّة بتأليف لجنة أوراق الإعتماد التي تدرس الأوراق والمستندات المبرزة من الوافدين إلى الجمعيّة العامة. تُرفع التوصية المتعلّقة بقبول الأعضاء الذين لهم حق التصويت عن طريق الرئيس في أوّل جلسة عمل للجمعيّة العامة.
أمّا لجنة الإدارة فتتألف من رؤساء المجلس، وعضو من كلّ عائلة كنسيّة من ممثّليها في اللّجنة التنفيذيّة تنتخبهم اللّجنة التنفيذيّة بالأكثريّة المطلقة، ومن الأمين العام، والأمناء العامّين المشاركين كما تضمّ ممثلين عن العائلات الكنسيّة الأعضاء الحاضرين بمثابة واحد عن كل عائلة. تتولّى لجنة الإدارة تنسيق الأعمال اليوميّة للجمعيّة العامّة.
أمّا لجنة الترشيح فتُنتخب في إحدى الجلسات الأولى للجمعيّة العامّة وتتمثّل فيها العائلات الكنسيّة بأربعة أعضاء من مندوبي كلّ عائلة إلى الجمعيّة العامّة.
ما يجدر ذكره في هذا المجال هو أنّ الحضور لا يشمل فقط مندوبي الكنائس، بل أيضًا المدعوّين إلى الجمعيّة من أمناء عامّين فخريّين ومندوبين عن الكنائس الغربيّة والهيئات المسكونيّة الداعمة لعمل المجلس إضافة إلى الخبراء المدعوّين نظرًا لعلمهم وخبرتهم. هؤلاء لهم حقّ الإستماع دون الكلام المناط حصرًا بمندوبي الكنائس، ولكنّهم يشاركون في جلسات العمل حول المواضيع المطروحة من قبل المجلس حيث يستطيعون إبداء رأيهم وإسداء إقتراحاتهم.
في الجمعيّة العامّة المقبلة سيكون هناك خمس حلقات نقاش/جلسات عمل تسير بالتوازي ومواضيعها الخدمة الإجتماعيّة والتنمية، المناصرة والإعلام، العلاقات المسكونيّة، العلاقات الدينيّة وإدارة واستدامة المجلس.
امّا بالنسبة إلى المُحاضرين الأساسيّين فسيكونون ثلاثة، لاهوتيّ، باحث في علم الإجتماع وباحث في العلوم السياسيّة وستتمحور محاضراتهم حول موضوع الجمعيّة " تشّجّعوا لا تخافوا، أنا هو".
بعد ذلك تسير الأمور كالمعتاد من قراءة لتوصّيات مجموعات العمل إلى انتخابات اللّجنة التنفيذيّة، إلى إبرام انتخاب الأمين العام الذي جرى في أيلول/سبتمبر 2020 في ضيافة الصرح البطريركي للكنيسة الإنطاكيّة السريانيّة في بكركي بدعوة كريمة من نيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
في نهاية الجمعيّة يدعو الأمين العام اللّجنة التنفيذيّة المنتخبة إلى اجتماع تحضيريّ للإجتماع الأول الذي تعقده اللّجنة من أجل تخطيط عملها للسنوات الأربع القادمة.
ما يلفت النظر في هذا المسار التحضيريّ هو أنّ كلّ مِصر شعرت بنفسها معنيّة بالأمر إذ هبّت الكنائس كلّها، بما أوتيت من قدرات وموارد، تساهم في هذا الحدث العظيم الذي يأتي متأخّرًا أقلّ بسنتين عن موعده. في هذا السياق، لن أعمد إلى تسمية الأشخاص تفاديًّا لجرح تواضُعِهم. هُمّ يعرفون أنفسهم والجميع يعرفهم.
يغادر خلال الأيّام القادمة وفد من الإدارة العامة في المجلس إلى مصر من أجل تنسيق التحضيرات مع المعنيّين بالأمر محليًّا، وهم ذوي كفايات عالية وتفانٍّ مشهود له. وقد تكون هناك حاجة لزيارة أخرى، بضعة أسابيع قبل الجمعيّة من أجل التأكّد أنّ التنسيق بين ما خُطّط له وما يُنفّذ هو على أتمِّه.
هذا غيض من فيض التحضيرات للجمعيّة العامّة الثانية عشرة، المطابقة لعدد الرسل، واللّجنة التحضيريّة للجمعيّة العامّة، كما فريق العمل، لا يدّخرون وسعًا من أجل أن يأتي هذا اللقاء المسكونيّ العالمي على مستوى توقّعات المحبّين، أكان لناحية الأداء أو المضمون أو النتائج.
والله وليّ التوفيق لما فيه خير البيعة.