الطاقة النظيفة في الشّرق الأوسط: حقيقة أم خيال؟

تقرير: من 1 إلى 15 تشرين الثّاني/ نوفمبر 2021

هذا التقرير متوفّر أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.

هل سيتمكّن الشّرق الأوسط من إعتماد الطاقة النظيفة؟

تواجه معظم دول العالم أزمة طاقة مستجدة منذ أشهر لا سيما في الشهر المنصرم، ولعل أبرز دلالات هذه الأزمة هي أنّ العالم بحاجة ماسّة لتحويل الإتّجاه جدّيًا نحو أنواع الطاقة النظيفة المتجدّدة.

 هذا التوجّه ليس بغريب عن الشرق الأوسط، فقد شهدت أكثر من دولة شرق أوسطيّة تنفيذ مشاريع تهدف إلى تقليل الإعتماد على الاحتياطيات الأحفوريّة. في حين أنّ بعض الدول بدأت بهذه المشاريع، لم تشهد بعضها الآخر مثل هذه التغيّرات بسبب الفساد الذي ينهكها أو غياب أيّ نيّة حكوميّة لتطوير البلاد.

 

الوضع الإقتصاديّ والإجتماعيّ

مصر

تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:

- 254,984 إصابة مؤكدة

- 187,446 حالة شفاء

- 14,766 حالة وفاة

هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الإقتصاديّة المصريّة. (وكالة الصحافة الفرنسيّة/ ملف).

بعد الإستفادة من الأرباح الماليّة الضخمة التي نتجت عن الإستثمارات الأجنبية في البلاد، وجّهت مصر إهتمامها نحو التنمية المحليّة المستدامة، فخصّصت 1.45 مليار دولار أميركي لبناء الجسور وتحسين البنية التحتيّة للصرف الصحيّ والنقل والمستشفيات ومحطّات الطاقة وغيرها من القطاعات. تلك الخطوة لا تهدف فقط إلى تحسين حياة السكّان في مصر، بل توفّر أيضًا بيئة عمل حاضنة للإستثمارات والشركات الأجنبيّة. سيؤدي ذلك إلى تدفق الإستثمارات المستقبليّة في السوق المصري وبالتالي وضع أسس لمزيد من مشاريع التنمية المحليّة.

تتوقع مصر واقتصادها المترامي الأطراف نمو بمعدّل لا يقل عن 5٪ لهذا العام والعام المقبل، كما تتلقى الدولة تقييمات وتصنيفات جيّدة من الكثير من وكالات التصنيف الائتماني المهمة وهي تحسّن علاقاتها الثنائية مع دول أخرى. فعلى سبيل المثال، أطلقت وزيرة التعاون الدولي المصرية رانيا المشاط برنامج تعاون مع سويسرا لسنوات 2021-2024 سيركز على إنتقال مصر نحو الإقتصاد الأخضر والتكيّف مع تغيّر المناخ. كلّ أخبار مصر جيدة وقد تتحوّل البلاد إلى قوّة إقتصاديّة إقليميّة ودوليّة في المستقبل.

 

الأردن

تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:

- 731,436 إصابة مؤكدة

- 711,614 حالة شفاء

- 9,384 حالة وفاة

رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق http://jordantimes.com/.

في خطوة مفيدة لإعادة بناء الإقتصاد الأردني وتأكيد وجوده في السوق الفلسطينيّة، وقّع الأردن إتفاقيّة تمنحه حريّة تصدير المزيد من السلع إلى فلسطين. صرّحت غرفة تجارة عمان أنّ تعزيز وصول المنتجات والسلع الأردنية إلى السوق الفلسطينيّة يعطي الدولة فرصة لتسريع تعافي الإقتصاد الوطني من تداعيات الوباء، وفي الوقت نفسه، أشارت الغرفة إلى دعم الأردن للشعب الفلسطينيّ وقضيّته، مضيفة أنّ جلالة الملك عبد اللّه "يؤكّد دائمًا أنّ المملكة ستستمرّ بدعمها للفلسطينيّين". كما يحكى أنّ الحكومة الأردنيّة تجري محادثات حول إمكانيّة توسيع العلاقات التجاريّة مع باكستان، لكن حتّى الآن لم يصدر أي بيان عن أيّ من الدولتين لتأكيد الخبر. ومع ذلك، يرى المراقبون أنّ الدولتين ستتخذان هذه الخطوة في المستقبل القريب.

 

العراق

تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:

- 1,172,042 إصابة مؤكدة

- 1,086,612 حالة شفاء

- 16,214 حالة وفاة

تعتبر أهوار الحويزة في جنوب العراق أحد أهم الأراضي الرطبة في العالم وهي تتأّثر بشدّة بتغيّر المناخ © Asaad Niazi /AFP /Getty.

يخطط العراق للتقليل من اعتماده على الوقود الأحفوري والتوجّه نحو أشكال أنظف من الطاقة، وليس ذلك بسبب نقص في الطاقة، فالعراق عضو رئيس في منظمة أوبك وهو يتمتّع بوفرة في احتياطيات الوقود. أمّا السبب فهو أنّ برنامج الأمم المتحدة للبيئة قد صنّف العراق على أنّه خامس دولة في العالم عرضة للتغيّرات المناخيّة: فأصبحت درجات الحرارة المرتفعة تضرب البلاد بكثرة، والجفاف أكثر تواترًا، الأمر الذي أدّى إلى التصحّر الذي بدوره يهدّد 54٪ من الأراضي الزراعيّة في العراق. نتيجة لذلك، يهدف العراق إلى استثمار 3 مليارات دولار سنويًّا في عمليّة إستبدال حرق السوائل في محطّات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي. كما يعمل العراق على إتمام صفقات بمليارات الدولارات مع المملكة العربيّة السعوديّة التي من شأنها تحقيق ازدهار في بعض القطاعات. واجتذب إقليم كردستان في العراق 133 مشروعًا استثماريًّا جديدًا بقيمة 8.5 مليار دولار خلال العامين الماضيّين، وبحسب هيئة الإستثمار في إقليم كردستان، إنّ المنطقة تستعّد للمزيد من المشاريع التي ستوفّر آلاف الوظائف للعراقيّين.

 

لبنان

تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:

- 538,668 إصابة مؤكدة

- 511,931 حالة شفاء

- 7,684 حالة وفاة

بائع خضار وفواكه يفرغ صندوق تفاح على طول الشارع. (أ ف ب).

 نتكشف شهريًّا دراما أو قصّة جديدة في لبنان تؤثر بطريقة أو بأخرى على اقتصاده المنهك. هذه المرّة، إتّخذت العلاقات الدبلوماسيّة مع الخليج منعطفًا غير مسبوق كانت نتيجته حظر الواردات من لبنان. هكذا يخسر لبنان حوالي 250 مليون دولار أميركي وتبقى المنتجات في مستودعاتها، تجمّع الغبار أو تنتهي صلاحيتها وتتلف. يأتي ذلك في وقت أصبح فيه النقص في الدولار أكثر خطورة، فتقدّر قيمته بحوالي 20.000 ليرة لبنانيّة في السوق السوداء. ومع غياب الإستراتيجيّة الوطنيّة طويلة الأمد التي تهدف إلى مساعدة المزارعين والمصّنّعين المحليّين من جهة وتحسين القدرات الزراعيّة والصناعيّة من جهة أخرى، يجد نفسه المواطن وحيدًا.

حاليًّا، يتّكِل المسؤولون اللبنانيّون على تطوّر الأحداث مع صندوق النقد الدولي، لكن من المؤكد أنّ المنظمة لن ترسل مساعدات ماليّة قبل الإنتخابات المقرّرة في آذار/ مارس المقبل والتي سترسل على ضوئها إتفاقيّة بحلول نهاية هذه السنة أو أوائل السنة المقبلة.

 

فلسطين

تتوزّع حالات كورونا والوفيات والمتعافين كالتالي:

- 305,777 إصابة مؤكدة

- 298,502 حالة شفاء

- 3,470 حالة وفاة

إمرأة فلسطينيّة تمرّ أمام جدار مليء بالرسومات في الضفة الغربيّة. إنكمش الإقتصاد الفلسطينيّ بنسبة 11.5% العام الماضي، وهو أحد أكبر الإنكماشات المسجّلة على الإطلاق. وكالة فرانس برس.

لم تتحسّن الأزمة الماليّة في فلسطين بل يبدو وكأنّها تزداد سوءًا. حذرّت الأمم المتحدة من أنّ الوضع المالي على وشك الإنهيار، فمع غياب تمويل الإتحاد الأوروبي والتهديدات الإسرائيلية الجديدة بقطع الكهرباء عن فلسطين بشكل كامل بسبب فواتير متأخرة تزيد قيمتها عن 120 مليون دولار، إنّ السلطة الفلسطينيّة في وضع حرج. لكن الخبر السار هو عقد الأردن صفقة مع إسرائيل تسمح له هذه الأخيرة من خلالها بتصدير المزيد من أنواع المنتجات في فلسطين. علاوة على ذلك، أرسل البنك الدولي 80 مليون دولار أميركي لدعم الإقتصاد والفرص الدائمة للفلسطينيّين. على الرغم من أنّ الخبرين سارّان، إلّا أنّ الإقتصاد الفلسطيني كان ولا يزال ينكمش خلال السنوات الماضيّة.

 

سوريا

تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:

- 24,187 إصابة مؤكدة

- 21,560 حالة شفاء

- 1,740 حالة وفاة

الرئيس السوري بشار الأسد يلتقي وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد اللّه بن زايد في دمشق (الرئاسة السوريّة).

في تحوّل واضح عن السياسات الخارجيّة السابقة المتعلّقة بسوريا، إجتمع وزير خارجيّة الإمارات مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق كبادرة رمزيّة للتطبيع. وكان بن زايد أوّل مسؤول إماراتي يزور دمشق منذ 2011، وناقش مع الرئيس "آفاق جديدة" لتعزيز العلاقات الثنائيّة والشراكات التجاريّة. يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه الولايات المتحّدة ضدّ التطبيع مع سوريا لكنّها لم تنّفذ أيّ عقوبات. كما أنّ الحلفاء الرئيسيّين للولايات المتحدة كالأردن مثلًا يتقرّبون من سوريا أيضًا، وظهر ذلك في المكالمة الهاتفيّة بين العاهل الأردني الملك عبد اللّه الثاني والرئيس السوري وفتح الحدود.

أما بالنسبة للوضع الداخلي في سوريا، فلا تزال الأمور صعبة. يسبّب الإرتفاع في الأسعار المزيد من المصاعب الإقتصاديّة للناس خصوصًا عندما بدأت بعض السلع بالإختفاء من الأسواق. على سبيل المثال، وصل نقص غاز البوتان في سوريا إلى 5000 طنّ يوميًّا ممّا أجبر الحكومة على مضاعفة السعر. دفعت هذه الخطوة الكثير من المواطنين عبر منصّات التواصل الإجتماعي إلى استنكار الأجور المنخفضة والصعوبات الإقتصاديّة في حين وصلت القوّة الشرائيّة للّيرة السوريّة إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2019. وأخيرًا، أدّى التضخّم المتزايد إلى زيادة التكاليف على المزارعين الأمر الذي هدّد بتفاقم التضخّم في القطاع الغذائي في وقت إرتفع فيه معدّل التضخّم إلى أعلى مستوياته.

 

قبرص

تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:

- 72,011 إصابة مؤكدة

- 66,557 حالة شفاء

- 356 حالة وفاة

وزير النقل يدعو إلى إستمرار الإصلاحات لحماية الإقتصاد القبرصي. In-cyprus.com.

على عكس الدول المجاورة الشرق أوسطيّة، إنّ قبرص تنفّذ أجندتها الإصلاحيّة حرفيًّا للتكيّف مع الظروف المتغيّرة. أوضح وباء كورونا وأزمة الطاقة حول العالم أنّه يجب إتّباع استراتيجيّات وسياسات معيّنة لضمان قدرة الدولة على التحمّل. إحدى هذه السياسات الجديدة، على سبيل المثال، تلك التي تحدّث عنها وزير النقل والإتصالات والأشغال يانيس كاروسوس عن مدى أهميّة تحديث القطاعين العام والخاص من خلال تطبيق موسّع للأفكار والتقنيات المبتكرة، لا سيّما تلك التي تتعلّق بمجال توفير الطاقة الخضراء. تبدو قبرص في وضع إقتصادي مريح اليوم وبإمكانها إجراء التغيّيرات اللّازمة من الناحية الإداريّة.

دائرة التواصل والعلاقات العامّة

Previous
Previous

تعزيز معنويّات الأطفال وقدرتهم على الصّمود في مواجهة الصّعاب

Next
Next

مستجدّات فيروس كورونا كوفيد-19 في الشرق الأوسط