في ختام "موسم الخليقة" 2021 ومن دير سيّدة الزيارة في لبنان
الأخت مارانا سعد:
في فيلوكاليّا أي حبّ الجمال... نعمل على تنشئة الإنسان الفنّان
موسم الخليقة رسالة ودعوة في قلب الكنيسة
هذه المقابلة متوفّرة أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.
من على تلال عينطورة اللّبنانيّة ومن خشوع دير سيّدة الزيارة إبتهلت السّموات وإرتفعت الأصوات ممجّدة الخالق ومسبّحة قدرته الإلهيّة "إلهي يا ما أجملك... ما أعظم إسمك في الأرض كلّها!". ما أعظم أعمالك يا ربّ وما أروع أبنائك حين يجتمعون بإسمك وبقلب واحد شاكرين إيّاك على نعمك البهيّة.
أجواء مفعمة بالخشوع والرّجاء شهدتها جدران كنيسة صديق البيئة مار فرنسيس، حامية الدير، عشيّة ختام "موسم الخليقة" 2021. هذا الموسم الّذي أطلقه مجلس كنائس الشرق الأوسط وللمرّة الأولى في المشرق، يصل إلى نهاية ايامه حاملًا معه رسالة مسيحيّة بيئيّة تدعونا إلى تعزيز مسؤوليّتنا في حماية البيئة والحفاظ على بيتنا المشترك.
للمناسبة، إختار غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي دير سيّدة الزيارة، المرمّم حديثًا، ليستضيف صلاة ختام الموسم الّتي دعا إليها المجلس لتكون محطّة مسكونيّة تمجّد الخالق بالقلب والكلام والصّلاة والموسيقى.
في نهاية خدمة الصّلاة المسكونيّة هذه كان لا بدّ من أن نلتقي برئيسة دير سيّدة الزيارة، معهد وجوقة فيلوكاليّا، الأخت مارانا سعد الّتي لطالما حرصت على ترسيخ الرّوحانيّة البيئيّة لدى الصّغار والكبار لتسبيح الخالق عبر شتّى أنواع الفنون.
بإبتسامة أمل استهلّت حديثها لموقع مجلس كنائس الشرق الأوسط "نتشرّف بإستضافة موسم الخليقة في دير عينطورة، معهد وجمعيّة فيلوكاليّا. نحن مدعوّون دائمًا إلى تجديد إيماننا وتمجيدنا لربّنا من خلال الخليقة والطبيعة لأنّها أكبر علامة تناغم مثلما نقول في الموسيقى. بذلك تكون البشريّة في تناغم ويبقى الحبّ والجمال والتجدّد سائدين، لأنّ الطبيعة أكبر علامة للتجدّد. نقرأ أيضًا في سفر التكوين في الكتاب المقدّس "ورأى الله ذلك أنّه حسن" أي جميل. لذا نحن فرحون اليوم في فيلوكاليّا أي "حبّ الجمال" أن نستضيف هذه الإحتفالات الّتي تعبّر عن جمال الربّ".
وتابعت "موسم الخليقة رسالة ودعوة في قلب الكنيسة لكلّ إنسان وجماعة تحترم الطبيعة وكلّ خلق ربّنا من أجل حسن وجمال العيش. بذلك يتمجّد ربّنا وفي الوقت نفسه يعيش الإنسان بسلام وحريّة وفرح وتجدّد".
خلال جولة في الدير قبل بدء الصّلاة تلاحظ مدى جمال الحديقة البيبليّة عند مدخله كما الأشجاء والأزهار الّتي يضمّها في أرجائه، فتدرك حرص المسؤولين فيه على الحفاظ على طابع بيئيّ يعكس جوًّا من السُكون والطمأنينة لكلّ زائر.
لذا نسأل الأخت سعد عن دور الدير البيئيّ فتجيب "يحافظ دير الزيارة معهد وجمعيّة فيلوكاليّا على كلّ ما هو أخضر ليتمكّن الشّباب والأطفال من أن يفرحوا فيه، وليحصل كلّ زائر على واحة من السّلام والهدوء ليعاود بالتّالي تعزيز التواصل مع ربّنا ومع أخيه الإنسان. هذا الإنسان الّذي يحتاج إلى نوع من العودة إلى الذّات من خلال الطبيعة. نعمل على تنشئة الإنسان الفنّان، وهذا ما ينعكس بالرّوح والعمل والجسد، وفي حياة هذا الإنسان الإجتماعيّة والعائليّة وبالتّالي يرفع الحضارة بالكنيسة والمجتمع والوطن".
لكن ماذا عن جوقة فيلوكاليّا؟ وما هي أهميّة تمجيد الخالق عبر الموسيقى؟
توضح لنا الأخت مارانا سعد، قائدة الجوقة، "كي يمجّد الإنسان ربّنا عليه أن يعرف بدايةً ما قدّم له. تشكّل المواهب الّتي يملكها كلّ إنسان في حياته أكبر دليل لمشروع وضعه ربّنا أمامه في طريقه وفي حياته الخاصّة. من هنا تأتي أهميّة دعوة فيلوكاليّا في قلب الكنيسة لتبثّ الفنّ وتستقطب الأطفال في سبيل تدريبهم على مواهب وقطاعات فنيّة عدّة".
تضيف "دور الجوقة يكمن على أساس أنّ الإنسان مخلوق على صورة ربّنا ومثاله وبالتّالي مسؤول عن نعمة الخلق إن كان في الموسيقى أو في الرّسم أو النّحت أو فنون الطهو أو الفنون الثّقافيّة أو فنّ الرّوحانيّات. لذا على الإنسان أن يعاود تجديد دعوته وينمّيها. وهذا ما يقوم به معهد فيلوكاليّا الأكاديميّ الّذي يضمّ مجلس الإدارة ومجلس الأساتذة. كلّهم خبراء في عالم الفنون، يسهرون على برامج الأكاديميّة لكي تتمكّن من تنمية الطلّاب وتجعل منهم فنّانين في المستقبل. بالتّالي تصبح حياتهم أكثر جمالًا وبذلك يدركوا قيمة حضور ربّنا ونعمه في حياتهم ليتمكّنوا من تمجيده على كلّ المواهب وعلى الرّسالة المؤتمنين عليها".
في ختام حديثها شكرت الأخت مارانا سعد بإسم مجلس إدارة الجمعيّة والمعهد كلّ المنظّمين لموسم الخليقة وكلّ المؤتمنين على هذه الرّسالة، ودعت النّاس لأن يحافظوا على الفرح من خلال الطبيعة والخلق.
دائرة التواصل والعلاقات عامة