كلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس في صلاة ختام أيّام "موسم الخليقة" 2021

هذه الكلمة متوفّرة أيضًا باللّغة الإنكليزيّة.

MECC Secretary General Dr. Michel Abs.png

بدعوة من مجلس كنائس الشرق الأوسط، تمّ إختتام أيّام "موسم الخليقة" 2021 في خدمة صلاة مسكونيّة برعاية غبطة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، يوم الأحد 3 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2021، في دير سيّدة الزيارة، معهد وجمعيّة فيلوكاليّا عينطورة، كسروان – لبنان. للمناسبة ألقى الأمين العام للمجلس د. ميشال عبس كلمة بعنوان "أوقات ثمينة" عرض فيها دور المجلس في إطلاق فعاليّات الموسم وللمرّة الأولى في المشرق والمهام الّتي قام بها لتنفيذها، مشدّدًا فيها على إشكاليّة الثقافة البيئيّة في الشرق الأوسط.

 تجدون في التالي النصّ الكامل للكلمة:

أوقات ثمينة

دير الزيارة – عينطورة

3-10-2021

سيادة المطران بولس روحانا الجزيل الاحترام،

ممثلا غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى،

قدس القس الدكتور حبيب بدر، رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط،

أصحاب السيادة المطارنة،

قدس الإباء الاجلاء،

قدس الأخت مارانا سعد المحترمة،

 

بين اليوم الذي استقبلنا القسيسة الدكتورة ريما نصرالله والدكتور داني العبيد والسيد كولنز جيبسون في المجلس في شهر أيار، مشاركين معنا مشروع موسم الخليقة، واليوم، حقبة قصيرة من الزمن، ولكنها كثيفة في معانيها وعميقة في تأثيراتها، وسوف تكون واعدة في تبعاتها.

حماية البيئة كانت حاضرة في المجلس منذ البداية، جزء منها كان مناطاً برابطة معاهد وكليات اللاهوت منذ ما قبل انتخابي اميناً عاماً، وجزء منها اضفته لاحقا الى فصل الزراعة كما الى حملات توعية كنت قد تناقشت، من أجل اطلاقها، مع بعض القيادات الدينية وبعض الهيئات الاهلية المتخصصة بالبيئة.

اتي مشروع موسم الخليقة في التوقيت المناسب، والرب يوقت الأمور التي تعمل للخير للذين يحبونه.

وبالسرعة المطلوبة تواصلنا مع الهيئات التي رعت نشر وثيقة موسم الخليقة واستحصلنا منها على تفويض بترجمة الكتيب وجعله متوافقا أكثر مع ثقافتنا المشرقية. وهكذا كان، اذ عهدنا بترجمته الى الأنسة لولو صيبعة وقد حصل ذلك بسرعة وتؤدة.

من ثم استحدثنا، بالتنسيق مع القسيسة ريما، كرسي العدالة البيئية الذي عهدنا به اليها، وتكونت لجنة تنسيق لهذا الكرسي ضمت الى عضويتها كل من الاب العميد طانيوس خليل، والقمص تيمون السرياني، والأب الياس مرسوانيان والدكتور داني العبيد والزميلة السيدة هوغيت سلامة مديرة دائرة التواصل والزميل جان-بيار عيد من دائرة الشؤون اللاهوتية والعلاقات المسكونية. كمقدمة لانطلاق العمل، قام وفد من اللجنة بزيارة غبطة البطريرك يوحنا العاشر الجزيل الاحترام وغبطة الكاردينال البطريرك ما بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، وذلك من اجل اطلاعهم على حملة موسم الخليقة واخذ بركتهم.

في نفس الوقت، قمنا بتسجيل شريط بثيناه على مختلف القنوات المتاحة، نعلن فيه عن موسم الخليقة وندعو الكنائس والمجتمع الشرق-اوسطي الى المساهمة به.

في موازاة ذلك، تواصلنا مع مؤسسة دانميشون من اجل تأمين تمويل بسيط للمشروع وقامت الزميلة منال بشارة ابي حبيب بتحضير الميزانية المتواضعة التي غطتها المؤسسة المعنية بكاملها. أقول متواضعة لأن جل المشروع قائم على المساهمة المحلية ونسبتها الأكبر هي دراية الأشخاص المنخرطين في العمل وطاقتهم وحوافزهم.

عند انطلاقة العمل انضمت الينا ايضاً الأنسة ميرا قصارجي من اجل تنسيق التواصل والعلاقات العامة.

في مجال التواصل والتوليف، لا بد لنا ان نذكر المجهود الذي بذلته دائرة التواصل في المجلس بشخص مديرتها الزميلة هوغيت في مراجعة النص وتنسيقه، والزميلة ماريا كركور في العمل على الغلاف والصور والتصوير، والزميل إيليا نصرالله في التغطية الإعلامية ونشر المواد الإعلامية والثقافية المتعلقة بموسم الخليقة.

كانت البداية في الكنيسة الانجيلية الوطنية في بيروت، باستضافة كريمة من قدس القس الدكتور حبيب بدر، رئيس مجلس كنائس الشرق الاوسط وامين المال فيه، وذلك بناء على اقتراح من القسيسة ريما. لقد كتبت آنذاك افتتاحية النشرة الأسبوعية، مومنتوم، بمقالة عن هذا اليوم، الرابع من أيلول، سطرتُ فيه نجاح هذه المبادرة وعمق الروح المسكونية التي تجلت فيها.

بعد ذلك استمر العمل خلال الفترة التي تعتبر ضمن موسم الخليقة، أي من الأول من أيلول الى الرابع من تشرين الأول وقد تجندت للاشتراك في هذه الأنشطة مؤسسات ورعايا واناس مهتمون بالعناية بالبيئة. لقد واكبت نورسات هذه الأنشطة بحلقات تلفزيونية طرحت فيها إشكاليات بيئية وجرت مناقشة الامر بعمق ومن كافة نواحيه.

الجدير ذكره ان الكتيب أرسل الى كافة الأماكن التي تتواجد فيها الكنائس الأعضاء، من الشام الى العراق الى الأردن ومصر، كما أرسل أيضا الى رابطة كنائس الخليج والى إيران. لقد شكل الزملاء في مصر لجنة خاصة لتنسيق الاحتفال بموسم الخليقة وبمشاركة من مركز انافورا البيئي الذي اسسه ويشرف عليه الانبا توماس الجزيل الاحترام.

لقد كان شهرا – ونيف – حافلا بنشاطات ومبادرات واتصالات، لن يتسع هذا الوقت القصير لذكرها وهي متوفرة على موقع المجلس وصفحات التواصل الاجتماعي التابعة له.

اليوم، في نهاية الموسم، نهاية البداية، نحتفل في دير الزيارة، معهد وجمعية فيلوكاليا، باستضافة كريمة من الأخت مارانا سعد وبرعاية مُحبة من غبطة الكاردينال البطريرك ما بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، ممثلا بالسلف الصالح في الأمانة العامة، سيادة المتروبوليت بولس روحانا الجزيل الاحترام.

اليوم هو نهاية البداية، أي الفصل الأول من كتاب البيئة، عطية الخالق للإنسان، اذ كرمه بها، كما كرمه بأمور جمة، عسى ان يعي قدرها ويبر بإرادة من أبدعها. اليوم نفتتح الفصول التالية من كتاب الخليقة، اذ ان لنا دور أساسي في حماية هذه الهبة، وبكل الوسائل، وهي ليست بقليلة بتصرف كنيسة المسيح.

لكل من ذكرت في كلمتي المقتضبة هذه، ولكل من لم اذكر من الجنود المجهولين، الشكر الوفير والتقدير العميق لكل من وضع لبنة في صرح هذا العمل.

هذا نموذج للعمل الجماعي المؤمن الهادف القائم على المحبة والكفاءة. هذا نموذج لما يستطيع ان يجترحه مسيحيو المشرق – لا بل كل اهل المشرق – إذا أحسنوا التعاضد والمؤازرة وشبك الايادي. ان أبناء امتنا مدعوون، على مختلف انتماءاتهم، الى التضامن من اجل حماية البيئة، الإطار الحاضن لأجيال لم تولد بعد.

تشير التوقعات الى مرحلة عصيبة قد تمر على منطقتنا من الناحية البيئية، اذاً الاقتصادية والاجتماعية، نتيجة الجفاف الذي يُتوقع ان يصيبها بسبب عدم سيطرت بلدانها على منابع المياه التي ترويها، النيل ودجلة والفرات، عدا عن الحروب التي شهدتها والتي بسبب الحرائق والقذائف قد خسرت من مساحات خصبها. لذلك علينا ان نأخذ الإشكالية البيئية على محمل الجد وجعل حماية البيئة واصلاحها وتنميتها بنداً اولاً على جدول اعمال حياتنا اليومية وغدنا.

ان الاستباق هو أفضل أنواع العلاج.

Previous
Previous

مجلس كنائس الشرق الأوسط يختم "موسم الخليقة" 2021

Next
Next

فيديو – رسالة من جناح الفاتيكان في "إكسبو 2020" دبي لمناسبة عيد القدّيس فرنسيس الأسّيزيّ