مرحلة جديدة من الإنتعاش الطفيف في دول الشرق الأوسط
تقرير: من 1 إلى 15 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2021
بحسب البنك الدولي، يتّجه الشرق الأوسط نحو مرحلة تعافي "هشّة" في حين يستمرّ تفشّي الوباء الذي يضرب المنطقة بشدّة. كما حذّر البنك من أنّ أيّ ظهور لسلالات جديدة خطرة لفيروس كورونا في المنطقة، سيحول دون تحقّق توقعات النمو التي كان قد أعلنها سابقًا. وأشارت المنظّمة أيضًا إلى أنّ عدم الإستقرار السياسيّ في المنطقة قد يعيق عمليّة التعافي.
الوضع الإقتصاديّ والإجتماعيّ
مصر
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 210,489 إصابة مؤكدة
- 159,999 حالة شفاء
- 12,445 حالة وفاة
في آخر المستجدات، رفع البنك الدوليّ توقعاته لنمو الناتج المحلّي الإجمالي لمصر لسنة 2021 إلى 5.5%، بعد أن كان 4.5% في حزيران/ يونيو الفائت قبل أن يصل إلى 6% في عام 2022. كما أشارت المنظّمة الى أنّ أداء مصر أفضل بكثير من أداء الدول المنتجة للنفط، فقد أثبتت الدولة المصريّة بذلك للعالم أنّ التنوّع الاقتصادي قد يحقق نتائج أفضل. ونظرًا لاستفادة مصر من دعم ومشورة الوكالات العالميّة، وافقت الولايات المتحدة على 300 مليون دولار لصندوق المشاريع المصري الأميركي (EAEF)، لتقديم إستثمارات مباشرة وقروض ومساعدات فنيّة وغيره من الدعم لتحفيز إستثمار القطاع الخاص، كما أعلنت دولة الإمارات عن فرص استثمارية عدّة في مصر من شأنها تعزيز التعاون.
ومع ذلك، لفت البنك الدولي أنّ مصر قد لا تحقق النتائج المرجوة إذا واصل وباء كورونا إبطاء تقدمها، فقد تلقى 9.2% فقط من المصريّين الجرعة الأولى من اللقاح حتى الآن، مما يعني أنّ البلاد لا تزال عرضة للوباء، مع العلم أنّ السياسة الماليّة المتشدّدة التي نفّذتها الحكومة المصريّة طوال فترة الوباء ساهمت في مساعدة الدولة.
الأردن
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 665,735 إصابة مؤكدة
- 596,293 حالة شفاء
- 7,773 حالة وفاة
أعلنت سوريا أنها ستصلح كابل الكهرباء المتضرّر الّذي يربطها بالأردن في محاولة لتحسين العلاقات بين البلدين، واستجابة للتغيّير الجديد في السياسة داخل الإدارة الأميركيّة. ويسعى الأردن أيضًا الى تطوير علاقاته الإقتصاديّة مع جارته لما لها من آثار إقتصاديّة إيجابية، فالأردن من بين الدول الشرق أوسطيّة التي تحاول التأقلم مع التغيّرات السياسيّة المختلفة والاضطرابات الإقتصاديّة والوباء. وعلى صعيد التعاون الدوليّ، يُجري الأردن حاليًّا محادثات مع الدنمارك لتعزيز التعاون الإقتصادي والتنمويّ، كما ناقش الجانبان أهميّة دعم إقتصاد المملكة من خلال الإستثمار وتعزيز التجارة بين البلدين.
العراق
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 924,946 إصابة مؤكدة
- 814,853 حالة شفاء
- 14,713 حالة وفاة
تشهد مدينة الرمادي المعروفة بفنادقها ومنتجعاتها الفخمة طفرة عمرانيّة بعد ما ألحقته بها الحرب من دمار. ومن خلال إعادة هذه المدينة إلى ما كانت عليه، يأمل العراق أن تصبح الرمادي منارة أمل وبداية لجهود إعادة إعمار في سائر أرجاء البلاد. لكن يعتقد الكثيرون أنّ ذلك ليس سوى "كلام على ورق" إذ تتوقّع وجوه سياسية معتادة العودة الى الحكم بنتائج ساحقة في الإنتخابات في شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر. على أيّ حال، تنفّذ الدولة مشاريع خاصة في قطاع الطاقة، فعلى سبيل المثال، وقّع العراق إتفاقيّة مع كونسورتيوم النرويج لبناء محطتين للطاقة الشمسيّة، ويقال إنّ المحطتين ستنتجان 525 ميغاواط، ممّا قد يساعد على التخفيف من ثقل أزمة الطاقة الحادّة وانقطاع التيّار الكهربائي الدائم الذي يغذّي إستياء الشعب.
لبنان
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 496,846 إصابة مؤكدة
- 402,172 حالة شفاء
- 6,661 حالة وفاة
بحسب وكالات أنباء عدّة، من المقرّر أن يستمرّ الحوار بين صندوق النقد الدوليّ والحكومة اللّبنانيّة، بعد انقطاعه لأكثر من عام، وأكّد المتحدّث باسم صندوق النقد الدوليّ لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا علنًا على ذلك. لسوء الحظ، لا يريد صندوق النقد الدولي تقديم المساعدة الخيرية للبنان، فالمنظّمة تنتظر من هذا الأخير صياغة خطّة إنتعاش إقتصادي واضحة. ونظرًا لاعتياد لبنان على التخلّف وإلقاء اللوم على الآخرين، تعهّد رئيس الحكومة الجديد نجيب ميقاتي بالعمل على تحسين الآداء الحكومي والمصارف والقطاع المالي بعد فشل رئيس الوزراء السّابق حسّان دياب في معالجة وضع القطاع المصرفي. وبغض النظر عن النيّة الحقيقيّة لرئيس الوزراء الجديد، لا يزال لبنان في وضع حرج ولا تزال عمليّة وضع خطّة لتنفيذ إجراءات مكافحة الفساد بعيدة المنال، حتّى أنّ تغطية خسائر البنك المركزي التي بلغت 55 مليار دولار أميركي تبدو أمرًا مستحيلًا.
فلسطين
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 268,132 إصابة مؤكدة
- 232,960 حالة شفاء
- 2,860 حالة وفاة
على الرغم من تخفيف القيود الإسرائيليّة وإعلان إسرائيل عن نيّتها تحسين العلاقة مع السلطة الفلسطينيّة، لا يزال المواطن يخشى تدهور الأوضاع الإقتصاديّة، خصوصًا وأنّ إعادة تأهيل الممتلكات والشركات لم ينته بعد التصعيد الأخير. كما لوحظ إرتفاع لأسعار الإحتياجات الأساسيّة خلال العام الماضي وهو مستمرّ حاليًّا، ما دفع المنظّمات الدوليّة إلى زيادة تدخلها وتوسيع نطاق دعمها. فعلى سبيل المثال، أعلن الإتّحاد الأوروبي أخيرًا عن مساهمة حيويّة بقيمة 92 مليون يورو لدعم عمليّات الأونروا في فلسطين وتعزيز آفاق السلام المستدام بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، كما خصّص الإتحاد الأوروبي مبلغًا قدره 5 ملايين يورو للمساعدات الإنسانيّة والإنعاش المبكر في قطاع غزّة عقب الأعمال العدائيّة في أيّار/ مايو 2021.
سوريا
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 20,226 إصابة مؤكدة
- 14,012 حالة شفاء
- 1,378 حالة وفاة
في تطوّر ملحوظ، تجري الإمارات وسوريا محادثات لزيادة التعاون بين الدولتين في مختلف القطاعات. وجاءت هذه الخطوة بعد تغييّر في إدارة البيت الأبيض وتصريحات إماراتية تدين العقوبات على سوريا. كما تسعى المملكة العربيّة السعودية إلى تحسين علاقتها مع البلاد تحت عنوان "الوضع قد تغيّر". وبعد تخفيف الضغط الدولي واستئناف العلاقات الدبلوماسيّة مع الدول المجاورة، أصبح لسوريا فرصة أفضل للإنضمام إلى جامعة الدول العربيّة، لكنّ الأهمّ هو أعمال الترميم التي ستقودها دول الخليج في البلاد ومليارات الدولارات التي ستضخّها فيها.
لكن لسوء الحظ، لا تزال سوريا تواجه تداعيات النزاع المسلّح الذي حصل على أراضيها والعقوبات وتفاقم أزمة وباء كورونا، بالإضافة إلى إقتصادها المنهك وندرة الوقود ونقص في الإحتياجات الأساسيّة، كما أنّ الدولة لم تسيطر بعد على الوباء بالكامل. لكن على مثال دول العالم وبسبب إنخفاض معدّلات إصابات كورونا الجديدة، ستسيطر سوريا على الوباء تدريجًا، لكنّ المشكلة الوحيدة تكمن في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.
قبرص
تتوزّع حالات كورونا والوفيّات والمتعافين كالتالي:
- 51,505 إصابة مؤكدة
- 39,061 حالة شفاء
- 272 حالة وفاة
مع حصول 78.9٪ من المواطنين على جرعتي اللقاح، تعافى إقتصاد البلاد بنسبة كبيرة. وصرّحت خبيرة الإستعداد للأزمات في هيئة مكافحة العدوى في الإتّحاد الأوروبيّ (ECDC) أغوريتسا باكا بأنّ حالة الوباء والتغطية اللّقاحيّة في قبرص جيّدة جدًا وجديرة بالتهنئة. وتدرس حاليًّا جمعيّة صناديق الإستثمار القبرصيّة (CIFA) خطّة قد تساعد في نموّ الناتج المحلّي الإجمالي بنسبة 16.5% على مدار العشرين سنة المقبلة. وبحسب أحد المعنيّين، ستثمر الخطّة من خلال الترويج للتغيّيرات الهيكليّة الّتي ستساعد في استقطاب الإستثمارات وإحداث تأثير بيئيّ إيجابيّ، وقد وافق الإتحاد الأوروبي على هذه الخطّة الّتي ستضمّ أصحاب مصالح مختلفة.
دائرة التواصل والعلاقات العامة