في ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط: الوحدة ليست انعدامًا للتنوّع بل منظّم له والمهمّ أن تبقى الوحدة في التنوّع

...القرار قراركم!

Dr. Michel Abs, MECC Secretary General.jpg

في اليوم الثامن من أيام الصلاة أختتم "أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين" بعد أن حمل بصلواته اليومية كثيراً من الرجاء والأمل من أجل هذه الوحدة الّتي لطالما سعى مجلس كنائس الشرق الأوسط لتحقيقها منذ تأسيسه عام 1974. هذه السّنة كانت استثنائيّة حيث تمّ تأجيل الاحتفالات العامّة بسبب الجائحة المتفشية عالميًّا واستُبدلت بندوات وصلوات مسكونيّة افتراضيّة عدّة جمعت المسؤولين الدينيّين والحركات الشبابيّة والمؤمنين تحت عنوان "الثبات في حب الله في المصالحة مع الذات" (يوحنّا:15، 1-17). 

لهذه المناسبة وجّه الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس رسالة تحت عنوان "كونوا واحدًا، كلام في الوحدة والتضامن"، شدّد فيها على مفهوم الوحدة وتبعات تحقيقها على حياة الجماعة ومصيرها!

استهلّ د. عبس رسالته بتحديد الصلاة على أنها إحدى السبل ذات الفاعليّة من أجل وحدة الجماعة المؤمنة. وأضاف "لكن الوصول إلى الوحدة وتضامن الجماعة يتطلّب مسارات أخرى". واعتبر أنّ الوحدة تشكّل هدفًا، و"الهدف يستحّق أن يبذل الإنسان ما أوتي من عطاءات من أجل بلوغه"، ووصف الوحدة بأنّها "قيمة بحدّ ذاتها!".

وتوقّف الأمين العام د. ميشال عبس عند التجلّي الإلهي الّذي تظهّر على الخليقة " في صورة إله واحد نعبده ونشكره على عطاياه، ونلجأ إليه في الملّمّات...". وأشار إلى أنّ المئال النهائي هو الإله الواحد المتجسّد وهو " الألف والياء، لوحدة الكون، وحدة الخلق ووحدة الخليقة الّتي هي مدعوّة أنّ تتوّحد على صورة الخالق ومِثاله". وأضاف أنّ "الثالوث القدّوس هو إله واحد متجسّد... "كونوا واحداً" قال لنا السيِّد".

مستشهدًا بقول السيّد المسيح "اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ" خلُص د. عبس إلى قول "إذا انشّق الغصن ولم يتوحّد مع الكرمة فإنه لن يثمر وسوف يكون مصيره اليباس".

من هنا تابع" فانّ نقيض الوحدة يعني الإنقسام والمصير المجهول"، شارحًا الفرق بين التنوّع والإنقسام قائلًا أنّ "تتنوّع الجماعة المؤمنة لا يعني أنّها تنقسم. التنوّع غنى والانقسام بؤس". لذلك رأى أنّ "انعدام التنوّع هو خنق للإبداع البشري وهو مسّ بالكرامة الإنسانيّة والتقدّم الإجتماعي". كما شدّد على أنّ "الوحدة ليست انعدامًا للتنوّع بل منظّم له" و"المهمّ أن تبقى الوحدة في التنوّع، أيّ أن يكون للجماعة الوحدة الروحيّة وووحدة الإتّجاه مهما تشكّلت وتنوّعت طرق تعبيرها عن عقيدتها". وأردف "فقط في الوحدة يتماسك الوجود وتتوطّد الجماعة ويصلُب عودها وتنتصر في صراع البقاء".

وختم د. عبس "متى استطاعت الجماعة أن تتنوّع من ضمن الوحدة،"فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا فِي أَبِي، وَأَنْتُمْ فِيَّ، وَأَنَا فِيكُمْ"."أحبّوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم". إذْ، "إمّا أن تكونوا حُزمَة مُتراصّة عَصيّة على الفناء، أو أن تُكسروا عودًا عودًا. القرار قراركم!".

Previous
Previous

على خطى بولس ننتقل من الظّلمة إلى النّور

Next
Next

مجلس كنائس الشرق الأوسط يدعوكم