هل نخاف من لقاحات فيروس كورونا؟

ما حقيقة الدراسات العلميّة وأين مصداقية المنظّمات الصحيّة الدوليّة؟

المصدر: موقع الـ LBCI

اعداد ايليا نصراللّه

عام 2020 حمل عنوان المواجهة الشرسة ضد فيروس كورونا كوفيد-19، ومع بداية سنة 2021 ما زالت الجائحة الجامحة تفتك بالبشرية في كلّ أنحاء العالم.

 تحدٍّ استلزم وضع خطط للطوارئ الصحيّة وتشكيل أسرع استجابة لتداعيات هذه الكارثة الصحيّة العالميّة الأوسع والأخطر في تاريخ البشريّة. لذا تضافرت جهود العلماء والإختصاصيّين ومنظّمة الصحّة العالميّة وغيرها من المنظّمات الدوليّة المعنيّة لتطوير اللّقاحات والعلاجات ووسائل التشخيص. وجهود عشرات آلاف المختبرات وتنسيقها معًا أنتجت لقاحات عدّة وافقت منظّمة الصحّة العالميّة عليها وأجازت بدأ توزيعها عالميًّا، مع وعود بإرسالها لاحقًا إلى دول الشرق الأوسط الّتي ما زالت تصارع هذه الكارثة الصحيّة بشكل هائل يوميًّا. لكن على الرغم من ذلك، نشب جدل عالميّ حول آمان هذه اللّقاحات ومدى فعاليّتها وإن كانت تتسبّب بعوارض جانبيّة سلبيّة...

في هذا السياق أشار المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة د. تيدروس أدهانوم غبريسيس مع بداية السنة الجديدة أنّ "اللّقاحات تمثل أملًا كبيرًا في عكس مسار الجائحة. ولكن حماية العالم تستلزم ضمان إيصال اللّقاحات لجميع الأشخاص المعرّضين للخطر، في كلّ مكان وليس فقط في البلدان القادرة على دفع تكاليف هذه اللّقاحات. وللوفاء بذلك، يلزم توفير 4 مليارات دولار على نحو عاجل لمرفق كوفاكس[1] من أجل شراء اللّقاحات للبلدان الفقيرة".[2]

أمّا بالنّسبة للجدل العالميّ فلا بدّ من التذكير بأنّ كلّ اللّقاحات تخضع لاختبارات مكثّفة وصارمة لضمان مأمونيّتها قبل البدء باستخدامها في برنامج تطعيمي خاصّ ببلد ما[3]. إذْ، وبحسب منظّمة الصحّة العالميّة يجب أن يمرّ كلّ لقاح قيد التطوير بعمليّات فحص وتقييم تهدف إلى تحديد المستضد[4] الضروريّ استخدامه لتوليد الاستجابة المناعيّة. بالتّالي يتمّ اختبار اللّقاح التجريبي أوّلًا على الحيوانات لتقييم مدى قدرتها على الوقاية من المرض، وإن حقّق الأهداف المرجوّة يُختبر في إطار تجارب سريريّة بشريّة على 3 مراحل.[5]

من هنا وافقت منظّمة الصحّة العالميّة على العديد من لقاحات كوفيد-19 وذلك بعد خضوعها إلى المراحل الضروريّة والاختبارات والتجارب السريريّة الصارمة للتأكّد من أنّها آمنة وفعّالة في القضاء على الفيروس. أمّا في ما يختصّ بتركيبة هذه اللّقاحات فأوضحت منظّمة اليونيسف أنّها تعمل "عن طريق محاكاة عامل مُعْدٍ: أي فيروسات أو بكتيريا أو كائنات دقيقة أخرى يمكن أن تسبّب المرض. وهذا ما "يلقن" جهازنا المناعي الاستجابة بسرعة وفعاليّة ضدّه"[6]. إضافةً إلى ذلك، أشارت اليونيسف أنّه يتمّ العمل على تطوير أنواع جديدة من اللّقاحات الّتي تسمّى لقاحات الـDNA والـRNA؛ فبدلًا من إدخال المستضدات، تعطي هذه اللّقاحات "أجسامنا الشفرة الجينيّة الّتي يحتاجها للسماح لجهاز المناعة لدينا بإنتاج المستضدّ بنفسه"[7].

بعض اللّقاحات الّتي تلقّت التراخيص الرقابيّة الضروريّة:

 

لقاح "فايزر- بيونتيك"

بحسب ما جاء في موقع "سكاي نيوز عربيّة"، أكّدت إحدى الدراسات الطبيّة الحديثة الّتي لم تخضع للمراجعة بعد والّتي قام بها علماء من جامعة تكساس الأميركيّة بالتعاون مع "فايزر" أنّ هذا اللّقاح فعّال ضدّ الطفرة الجديدة من فيروس كورونا الّتي ظهرت في بريطانيا وجنوب أفريقيا والمعروفة أيضًا باسم "إن 501 واي".[8] علمًا أنّه كان هناك مخاوف من سرعة انتشار هذه الطفرة الجديدة بين البشر. وكانت الشركتان الألمانيّة "بيونتيك" والأميركيّة "فايزر" قد أعلنتا في شهر كانون الأوّل/ ديسمبر الفائت عن إنتاجهما ما يصل إلى 1.3 مليار جرعة من اللّقاح خلال هذه السنة الجديدة[9].

المصدر: Reuters

المصدر: Reuters

 

لقاح "سينوفارم" الصيني

في بداية سنة 2020، صنّع معهد بكين للمنتجات البيولوجيّة لقاحًا ضدّ فيروس كورونا تحت اسم "BBIBP-CorV"، حيث تمّ إخضاعه في فترة تالية إلى التجارب السريريّة تحت إشراف شركة "سينوفارم" الصينيّة المملوكة للدولة. وفي الأسابيع الفائتة تمّت الموافقة على هذا اللّقاح بشكل رسميّ حيث بدأت دول عدّة كالإمارات والبحرين باستخدامه[10]. أمّا عن كيفيّة تصنيعه فأشار موقع "سكاي نيوز عربيّة" أنّه "يعمل عن طريق دفع الجهاز المناعي للإنسان لصنع أجسام مضادة لفيروس كورونا، والتي ترتبط بالبروتينات الفيروسيّة، مثلما يسمّى بالبروتينات الشوكيّة الّتي تتوّج سطح الفيروس"[11].

 

لقاح أكسفورد

أفاد موقع "العربيّة" أنّ هذا اللّقاح يعمل من خلال "استخدام الناقل الفيروسي "شامبنزي أدينو فيروس"، وهو فيروس برد ضعيف جدًّا، نضعفه أكثر من خلال إزالة جينين من تركيبته تجعله غير قادر على التكاثر" و"نضع فيه المادة الوراثيّة لبروتينات الفيروس التاجي المعروف بكورونا كوفيد 19. فالناقل الفيروسي يدخل المادة الوراثيّة داخل الخلايا ويتمّ ترجمتها الى بروتين يعمل مع جهاز المناعة"[12].

 

لقاح موديرنا

يشبه هذا اللّقاح مثيله "فايزر- بيونتيك"، الّا أنّه من الممكن تخزينه في ثلّاجات عاديّة من دون أن يتطلّب أجهزة فائقة البرودة ليتمّ نقله. وهذا ما يسهّل إيصاله إلى المرافق الصغيرة والمناطق النائية. أمّ بالنسبة لحرارة تخزينه فهو يحتاج بين 2 و8 درجات مئويّة ولمدّة 30 يومًا على عكس لقاح فايزر الّذي يتطلّب 60 درجة مئويّة تحت الصفر وللمدّة نفسها.[13] 

دائرة التواصل والعلاقات العامة


[1] مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد- 19 (كوفاكس) هي إطار للتعاون العالمي لتسريع تطوير اختبارات مرض كوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته وإنتاجها وإتاحة فرص عادلة للحصول عليها. https://uni.cf/2MKOavP

[2] https://www.who.int/ar/news/item/15-05-1442-covid-19-anniversary-and-looking-forward-to-2021

[3] https://www.who.int/ar/news-room/feature-stories/detail/how-are-vaccines-developed

[4] تحتوي كل اللقاحات على مكوّن نشط (المستضد) يولّد استجابة مناعية أو على المخطط الأولي لتكوين المكوّن النشط. https://www.who.int/ar/news-room/feature-stories/detail/how-are-vaccines-developed

[5] https://www.who.int/ar/news-room/feature-stories/detail/how-are-vaccines-developed

[6] https://uni.cf/2MKOavP -

[7] https://uni.cf/2MKOavP

[8] https://bit.ly/3s811bJ

[9] https://arbne.ws/38obM1t

[10] https://bit.ly/2LgBYT9

[11] https://bit.ly/2LgBYT9

[12] https://bit.ly/3or9iFl

[13] https://bit.ly/3nr60AC

Previous
Previous

"أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين"، وقفة تاريخيّة سنويّة تجمع المسيحيّين في كلّ أنحاء العالم

Next
Next

هل من تعقيدات جديدة في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت؟