وباء كورونا (كوفيد 19) حول العالم: هل اقترب حقًا موعد رفع الحظر؟
عدد الإصابات بالفيروس: 2,934,638
عدد الوفيّات: 203,683
حالات الشفاء: 840,759
(لغاية 26 نيسان/أبريل 2020)
إعداد: فؤاد قازان – دائرة التواصل والعلاقات العامّة
ما من شكّ أن معدّل العدوى بفيروس كورونا انخفض خلال الأيّام الماضية ما انعكس بصيص أملٍ لعالم ينتظر بفارغ الصبر رؤية النور في نهاية النفق. فبعد أن فرضت دول بأكملها حظر تجوّل شامل وأغلقت معظم الدول حدودها البريّة والبحريّة وأقفلت مطاراتها محاولةً الحدّ من انتشار الوباء، لا يمكن إلّا أنّ نقرّ أنّها نجحت في مهمّتها حتى الآن. ولكن على الرّغم من هذه "البشرى السارّة" والجهود الجماعيّة التي تبذل لمحاربة هذا الفيروس الفتّاك، حذّر برنامج الأغذيّة العالميّ من أنّ وباء كورونا، يهدّد بكارثة إنسانيّة عالميّة ومجاعة تطال الملايين ما لم تُتّخذ إجراءات عاجلة وفعّالة للتصدّي للوضع الخطر. أمّا منظمة الصّحة العالميّة فقد أكّدت أنّ "الفيروس سيبقى معنا لمدة طويلة"، ما يَطرَحُ أسئلة عدّة تدور في عقول الجميع: هل اقتربنا حقّا من نهاية هذه الأزمة؟ هل سنتمكّن من العودة تدريجًا إلى حياتنا الطبيعيّة أم أننا متّجهون نحو مرحلة طويلة الأمد تتطلّب منّا قدرًا هائلًا من الصَبرِ والمقاومة؟
يشهد الاقتصاد العالمي انكماشًا غير مسبوق وقد أكّدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا أنّ "الأزمة الاقتصاديّة التي أوقد شرارتها انتشار فيروس كورونا المستجّد هي الأسوأ منذ الكسَاد الكبير". فخلال هذه المرحلة الحَرِجَة، تُجبر الدّول والحكومات على السحب من احتياطاتها الوطنيّة بينما يخوض العالم حرب استنزاف ضدّ فيروس كورونا. فمن سيهُزَم الفيروس ويخرج العالم من المعركة رابحًا؟ هل سيؤدّي وباء كورونا إلى هلاكِنا أو سنتمكّن من حشد كلّ الموارد البشريّة والاقتصاديّة اللّازمة لمواصلة القتال؟
حتى الآن، لقد خصّصت 15 دولةً، بما فيها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والبنك المركزي الأوروبي والصين والسويد والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وإيطاليا والإمارات العربية المتّحدة وسويسرا وكوريا الجنوبية واليابان والنمسا والهند، مبلغ 2.784 تريليون دولار لمكافحة فيروس كورونا ما أجبر كلّ منها على تحمّل الأعباء الماليّة الثقيلة.
وما زاد الطين بلّة، هو تحذير منظّمة الصحّة العالميّة بأنّ ما من إثبات بعد على أن الأشخاص الذين أُصيبوا بفيروس كورونا المستجدّ بات لديهم مناعة تحميهم من الإصابة مجدًدا، ممّا يعني أنّ معدّل العدوى قد يرتفع بشكلٍ مفاجئ، إن لم تتخّذ الدول أقصى درجات الحذر وتلتزم بإجراءات الإغلاق العام. وإنّ احتمال انتقال العدوى المرتفع وقدرة الفيروس على البقاء حيًا فوق الأسطح لمدّة ساعات عدّة وفترة حضانة الفيروس الطويلة كلّها عوامل جعلت من هذا الفيروس عدوًّا متسلّلًا يفتك بالبشريّة ويشكّل عبئًا ثقيلًا على الاقتصاد.
على الرغم من هذه المأساة، يبدو أنّ العالم يصبّ كلّ اهتمامه على إيجاد علاج لفيروس كورونا فعلى سبيل المثال، شارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا وممثّلون آخرون من بلدان آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية في اجتماعِ عبر الإنترنت نظّمته منظمّة الصحّة العالميّة. وخلال الاجتماع، تعهّدت مختلف الدّول بتسريع العمل على الفحوصات والأدوية واللقاحات ضدّ فيروس كورونا، كما وبتبادلها مع باقي بلدان العالم. ومن المتوقّع أنّ يؤّدي هذا "الكفاح المشترك" ضدّ الفيروس إلى تطوير أكثر من 100 لقاحٍ محتملٍ.
أمّا الصين فلم تحضر هذا الاجتماع الموّسع، لكنّها أعلنت أنّ تجاربها السريريّة سينتج عنها لقاحًا فعّالًا في أقل من خمسة أشهر. ومن الجدير ذكره أيضًا أنّ منظّمة الأمم المتّحدة قد أطلقت أخيرًا برنامج تعاون مع القطاعين العامّ والخاصّ في مجموعة واسعة من الدّول بغية الإسراع في تطوير وإنتاج لقاحات وأدوات تشخيص وعلاجات لفيروس كورونا وتوزيعها بشكلٍ عادلٍ.
على ضوء كلّ ما ذكر أعلاه، يمكن الاستنتاج أنّ العالم بأجمعه يعيش مرحلة من عدم اليقين والغموض لكن مع ذلك، ما زال لديه أملٌ بغدٍ أفضل يلوح في الأفق. فعندما تنتهي هذه المحنة، لن تُذكر إلّا على أنّها كانت مرحلة مؤقتة لكنّها سجّلت سابقة في تاريخ العالم الحديث. أمّا الآن، فالمطلوب هو تضافر الجهود والتكاتف لمحاربة هذا العدو المشترك. ولن يتمّ القضاء على فيروس كورونا بشكلٍ نهائيٍّ إلّا عبر التعاون الوثيق والمثابرة. فإنّ هذه المعركة ضدّ الوباء ما هي إلّا اختبارٌ لعزم البشريّة وشجاعتها وقيَمِها الأخلاقيّة.
للمزيد من التفاصيل حول جائحة كورونا، يمكنكم زيارة موقع منظّمة الصحّة العالميّة، أدناه:
https://www.who.int/emergencies/diseases/novel-coronavirus-2019/situation-reports