تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا:  الأحد العشرون من الزمن العادي ب

تجدون في التالي تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للّاتين، في الأحد العشرون من الزمن العادي ب، الأحد 18 آب/ أغسطس 2024.

يوحنا 6: 51-58

إن المحور الرئيسي لمقطع إنجيل هذا الأحد (يوحنا 6: 51-58) يدور حول كلمة "الحياة". سواء كانت صفة أو اسمًا أو فعلًا، تظهر كلمة "الحياة" ثماني مرات على الأقل.

يمكننا القول إن النقاش حول الخبز هو في جوهره نقاش حول الحياة.

لا يقتصر موضوع الحياة في إنجيل يوحنا على هذا الفصل وحده، بل يتخلل الإنجيل الرابع بأكمله، حيث يتكرر مفهوم الحياة مرارًا وتكرارًا.

من المقدمة، يكشف يوحنا أن في الكلمة حياة، وهذه الحياة هي نور البشر (يوحنا 1: 4). أي أن ابن الله المتجسِّد يمتلك في ذاته جوهر الحياة الإلهية الأبدي.

ثم يقول يوحنا في بضعة فصول تالية أن يسوع جاء ليهب لنا حياة تفيض فينا (يوحنا 10: 10). يتحدث إنجيل يوحنا بأكمله عن الحياة، وخاصة في الفصول الفصحية. ففي خاتمة الإنجيل في الفصل العشرين، يقول يوحنا أن الإنجيل كُتب لكي نؤمن، ولكي تكون لنا الحياة إذا آمنا (يوحنا 20: 31).

ترتبط كافة المعجزات التي صنعها يسوع ارتباطًا وثيقًا بموضوع الحياة: الماء الذي قُدِّمَ للمرأة السامرية (يوحنا 4)، والنور الذي أُعطي للرجل الأعمى منذ مولده (يوحنا 9)، والحياة التي أعيدت لإحياء أليعازر (يوحنا 11)...

وبالمثل، فإن الخبز المذكور في هذا الفصل السادس يدل أيضًا على الحياة، إذ أن كل العلامات في هذا السياق تتحدث بطريقة ما عنها.

لهذا السبب أُرسل يسوع، لكي تكون لنا الحياة: "وكما أَنَّ الآبَ الحَيَّ أَرسَلَني وأَنِّي أَحْيا بِالآب فكَذلِكَ الَّذي يأكُلُني سيَحْيا بي" (يوحنا 6: 57).

ولكن لماذا يُعدّ موضوع الحياة بالغ الأهمية؟

كثيرًا ما نردد أن يسوع وهب الحياة، وهذا صحيح بالفعل. فقد وهب الحياة حين بذل ذاته طوعًا وبدافع محبته لنا ومن أجل خلاصنا، حتى ندرك رحمة الآب غير المحدودة واللامتناهية.

ولا يقل أهمية عن ذلك حقيقة أن يسوع مكّن أولئك الذين قابلهم من أن يعيشوا حياة كاملة وذات معنى. لقد أعاد الحياة لأولئك الذين لم يستطيعوا تحقيقها بمفردهم. لذا، فقد فعل يسوع كل شيء لكي نحيا.

أن نحب هو أن نمنح الحياة، وأن نرعى ونعتني وننمي الحياة في الآخرين، تمامًا كما تفعل الأم.

ما معنى أن يكون يسوع هو خبز الحياة؟…

هذا التأمّل نُشر على موقع البطريركيّة اللّاتينيّة في القدس، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

رئيس الأساقفة حضرة الدكتور سامي فوزي يترأّس خدمة القدّاس الإلهي في الكنيسة الأسقفيّة بمدينة السادات، مصر

Next
Next

‎قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يحتفل بالقدّاس الإلهي في مدينة تورنتو بكندا