غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بالقداس في كنيسة مار أفرام السرياني في جاكسونفيل - فلوريدا، الولايات المتّحدة الأميركيّة
في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد ٣٠ تمّوز/ يوليو ٢٠٢٣، إحتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقدّاس الإلهي على مذبح كنيسة مار أفرام السرياني في جاكسونفيل – فلوريدا، الولايات المتّحدة الأميركيّة.
بدايةً، استُقبِل غبطته أمام مدخل الكنيسة الخارجي بالترحيب من قِبَل بعض أعضاء مجلس الرعيّة واللّجان العاملة فيها. ثمّ احتفل غبطته بالقدّاس الإلهي، يعاونه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركيّة، والأب فادي مطلوب كاهن رعيّة مار أفرام في جاكسونفيل، بحضور ومشاركة الخوراسقف روسّو النائب العام لأبرشيّة سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة. وخدم القدّاس شمامسة الرعيّة، وأعضاء الجوق، وسط حضور ومشاركة مميّزة لجموع غفيرة جدًّا من المؤمنين من أعضاء المجلس واللّجان وأبناء الرعيّة الّذين قَدِموا بشوق ولهفة واحتشدوا بأعداد ملفتة للقاء غبطته ونيل بركته.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان عن أنّ "قلبنا مملوء فرحًا أن نكون معكم هنا في هذا الصباح حتّى نحتفل سويّةً بالذبيحة الإلهية بحسب طقسنا السرياني الأنطاكي، ووجودكم ومشاركتكم تملأ قلبنا فرحاً واعتزازاً، لأنّ الكنيسة، كنيسة مار أفرام هذه هي من أقدم كنائسنا في الولايات المتّحدة الأميركية. ونتذكّر جيداً كيف أنّ كثيرين منكم، الموجودين وحتّى الغائبين، استطاعوا أن يحصلوا على الأرض ويبنوا هذه الكنيسة. وبهمّة الأمناء والأوفياء للرب وللكنيسة، استطعتم ولا تزالون توفون الديون التي عليكم، حسبما ذكر لنا سيادة أخينا الحبر الجليل مار برنابا يوسف حبش مطران هذه الأبرشية المباركة، وأبونا فادي مطلوب، كاهن هذه الرعية العزيزة والغالية على قلبنا، أنّكم تقومون بالحقيقة بأعمال جبّارة حتّى تنهوا ما يُسمَّى الديون المترتّبة على الرعية".
وأشار غبطته إلى أنّه "يشارك معنا في هذا القداس النائب العام لهذه الأبرشية الخوراسقف روسّو، والمونسنيور حبيب مراد الذي يرافقنا في هذه الزيارة، والشمامسة الأحبّاء، وأعضاء مجلس الرعية، ولجنة السيّدات، وجوق التراتيل، والشبيبة، وجميع المؤمنين صغاراً وكباراً، جميعكم أيّها الأحبّاء تملأون قلبنا بالفرح".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "سمعنا من الإنجيل المقدس بحسب القديس مرقس أنّ البيت، وهنا يذكر المملكة بما يسمّى الأمثال التي أعطانا إيّاها الرب يسوع، أنّ على البيت أن يكون موحَّداً، لأنّه إذا انقسم البيت، فهذا يعني أنّ الانهيار يحلّ على الجميع، وهذا للأسف مخيف جداً. وسمعنا من الرسالة إلى العبرانيين أنّ الأبناء هم في عمر يحتاجون إلى ما يسمّى بالتأديب، فالأهل يؤدّبون، وهذا لا يعني أنّهم يضربون، إنّما ينصحون ويوجّهون بمحبّة، لأنّ الإبن بحاجة إلى من يوجّهه".
ولفت غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان إلى أنّنا "سمعنا للتوّ من الإنجيل المقدس بحسب القديس مرقس، أنّ الرب يسوع يدعونا كي نكون واحداً، وألا نكون مقسَّمين، لأنّ الانقسام يؤدّي إلى دمار وخراب البيت والمجتمع، وحتّى الكنيسة، لذا علينا أن نكون واحداً. ونحن نعلم جيداً أنّ هناك الكثير من المشاكل والتحدّيات في حياة العائة، لكنّنا نتذكّر أنّ الرب يسوع هو معنا، وهو حاضر دائماً كي يساعدنا ويوجّهنا ويقودنا بالمحبّة التي منحَنا إيّاها".
وأكّد غبطته على أنّه "بالنسبة إلى العلاقات بين الأهل والأولاد، تعلمون أيّها الشبّان والشابّات الأعزاء أنّنا جميعنا نحتاج أن نتذكّر دعوتنا كي نسير بالحقّ والمحبّة، كما يعلّمنا إيماننا المسيحي، فعلينا أن نتبع الرب يسوع ونطيعه ناشرين المحبّة من حولنا. وهنا طاعة الأهل والعمل بتوجيهاتهم ليست بانقياد أعمى من الأولاد للأهل، إنّما لأنّ الأهل يحبّون أولادهم، فهم يريدونهم أن يكونوا الأفضل بين أصدقائهم ووسط محيطهم، لذا نحتاج جميعاً أن نعمل بالحقّ بفرح، وأن نكون رسل المحبّة والسلام والفرح حيثما حللنا".
وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالقول: "أحبّاءنا، لن نطيل الكلام أكثر رغم محبّتنا الكبيرة لكم ورغبتنا الدائمة أن تكونوا حقيقةً هؤلاء المؤمنين الذين يبنون والذين يعرفون أن يتفهّموا ويتجاوزوا الأخطاء التي تحدث، لأنّ لا أحد منّا كامل. لكن علينا أن نتعاون جميعنا معاً كي نسير نحو الملكوت، بشفاعة أمّنا مريم العذراء التي هي الأمّ السماوية التي ترافقنا وتحمينا، وبشفاعة مار أفرام شفيع هذه الكنيسة".
وختم غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان موعظته حاثًّا المؤمنين كي يتذكّروا "أنّنا كلّنا، سواء هنا في بلاد الاغتراب حيث أرادنا الرب أن نكون، أو في بلاد المنشأ في الشرق، تعرف جميعنا الصعوبات والمآسي التي يعيشها أهلكم وأهلنا والمسيحيون وسواهم في بلادنا، أكان في العراق وسوريا ولبنان، وفي بلدان أخرى أيضًا. ومع ذلك سنبقى شعب الرجاء الذي يعلم يقيناً ويثق بأنّ الرب جاء كي يخلّصنا ويقودنا إلى أبيه السماوي"…
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.