غبطة البطريرك الرّاعي ترأّس القدّاس الإلهيّ في مؤتمر فلورانس بكاتدرائيّة مريم الجديدة

يواصل غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، مشاركته في المؤتمر المنعقد في مدينة فلورانس الإيطاليّة بعنوان: "المتوسّط مساحة سلام"، بدعوة من مجلس الأساقفة الكاثوليك في إيطاليا برئاسة غبطة الكردينال كوالتييرو باسيتي، بالتعاون مع بلديّة فلورانس، وذلك في دير الآباء الدومينيكان. ويرافق غبطته سيادة المطارنة منير خيراللّه، جوزف نفاع ورفيق الورشا والمحامي وليد غياض. 

في جلسة الإفتتاح تحدّث رئيس الحكومة الايطالية ماريو دراغي مرحبا بالمشاركين القادمين من إيطاليا وخارجها، ومن بلاد الشرق الأوسط، باسم حكومة إيطاليا وشعبها، متمنّيًا لهم إجتماعًا ولقاءات مثمرة تعزز روابط التضامن في ما بين دول حوض البحر المتوسّط. ثمّ تحدّث الكردينال باسيتي عن أبعاد المؤتمر واهميته، وهي تتلخّص بالوحدة في الإيمان، وتقوية التضامن، والتركيز على اللقاء ما بين المؤمنين من مختلف الديانات والثقافات، وضرورة عيش الأمانة لدعوتنا في الرسالة، وقبول الآخرين واحترامهم وتقديم الشهادة للمسيح الرب القائم من بين الأموات، ونشر مبدأ الأخوّة الإنسانية الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس. 

بعد ذلك بدأت أعمال المؤتمر الّتي إستمرّت حتّى مساء يوم الأحد المقبل في ٢٧ شباط/ فبراير الجاري. وقد أعلن اليوم عن عدم تمكن قداسة البابا فرنسيس من ترؤس القدّاس الختامي للمؤتمر يوم الأحد لأسباب صحيّة. 

وصباح يوم الجمعة ٢٥ شباط/ فبراير ٢٠٢٢، ترأّس غبطة البطريرك الراعي الذبيحة الإلهيّة بمشاركة أعضاء المؤتمر وفي مقدّمتهم غبطة بطاركة الشرق الكاثوليك، وعدد من نيافة الكرادلة ومن بينهم عميد مجمع الكنائس الشرقية الكردينال ليوناردو ساندري وأمين سر حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير .

وفي التأمل الروحي بعد تلاوة الانجيل المقدس وتحت عنوان: "ذكرا وانثى خلقهما"، قال غبطته: "ان كلمة الرب في انجيل اليوم تختصر عملية الخلق التي ارادها للعائلة. عالمنا اليوم بحاجة لأن يتعمق اكثر فأكثر بقدسية وإنسانية سر الزواج المقدس، الزواج الذي جعله الله مباركًا بين الرجل والمرأة. علينا أن ندرك حقا قيمة العلاقة بين الزوجين. وهنا تكمن حقيقة العلاقة بين الله وشعبه.

إنّ الزواج هو القيمة الحقيقية لمعرفة حقيقة عالمنا الاجتماعي والكنسي. وهنا يتوجه تفكيرنا الأعمق إلى ماهية العائلة وأهميتها. فإنْ لم تكن العائلة مقدسة، فلا إمكانية لوجود أوطان مقدسة ولا دولة مقدسة ولا مجتمع مقدس. فهي النواة الحقيقية التي عليها تبنى المجتمعات والأوطان.

العائلة هي نواة المجتمع البشرى السليم، نواة الدولة السليمة، ونواة الوطن بعيشه، وضمانة عيش كرامة الشخص البشري. نحن اليوم نتذكر ونستذكر كل عائلة في مجتمعاتنا، ونذكر بشكل خاص العائلة المسيحية. نصلّي لهذه العائلة لكي تعي قيمة قدسيتها وكرامتها في قلب الكنيسة والمجتمع.

نستنتج أنّ العائلة هي نواة الإيمان. فحين تكون واحدة وموحّدة، يمكن أن ننطلق نحو مشروع توحيد الفكر السليم من أجل ضمانة المجتمعات والأوطان في عيشها السليم…

هذه العظة نُشرت على موقع البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يشارك في أمسية صلاة وتأمّل لمناسبة تذكار شهداء الإيمان والحقيقة في فلورانسا

Next
Next

سبت الرّاقدين في بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس الأورشليميّة