كلمة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي في افتتاح السنة القضائية

تجدون في التالي كلمة غبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، في افتتاح السنة القضائية، يوم الأحد 22 كانون الثاني/ ديسمبر 2025، في الصرح البطريركي في بكركي - لبنان.

المحكمة: خدمة العدالة والمحبة في الحقيقة

أصحاب السيادة، والقضاة والموظفون القضائيون والمحامون، والإخوة والأخوات،

يُسعدني أن أرحب بكم، وأبادركم التهاني والتمنيات بالأعياد الميلادية، الميلاد ورأس السنة والدنح، متمنيًا ان تكون لكم مواسم خير وبركات ونِعَم، وأشكر حضرة الخوراسقف وهيب الخواجه على الكلمة اللطيفة والغنية بمعانيها التي تلاها باسمكم.

1. رسالة المحكمة الكنسية

وصف قداسة البابا فرنسيس رسالة المحكمة الكنسية بأنها "خدمة العدالة والمحبة في الحقيقة" (خطابه لطلاب الروتا الروحانية في 23 تشرين الثاني 2024).

هذه الثلاث عدالة ومحبة وحقيقة وحدة لا تتجزأ. فبإهمال احداها تفقد الأخريات أصالتها. في الواقع لنا القدوة في يسوع المسيح الذي هو الحقيقة والعدالة والرحمة. المحبة في الحقيقة قوة خارقة تدفع بالأشخاص الى الإلتزام بشجاعة وسخاء في حقل العدالة والسلام. انها قوة تنبع من الله الذي هو المحبة الأبدية والحقيقة المطلقة. فالمسيح شاهد بحياته على الأرض، وبخاصة بموته وقيامته، للمحبة في الحقيقة التي هي القوة الأساسية للإنماء الحقيقي لكل شخص وللبشرية جمعاء.

بالنسبة الى المحاكم، يجب تعميق العلاقات بين العدالة والمحبة والحقيقة. البعض يعارض بين العدالة والمحبة، كأن الواحدة تقصي الأخرى. والبعض يعتبر ان المحبة الراعوية قد تسّهل اي خطوة تجاه إعلان بطلان الرباط الزوجي من أجل مساعدة الأشخاص الموجودين في وضع زوجي غير شرعي. والحقيقة نفسها قد يُنظر اليها من منظار أداة، فتكون مناسبة في كل حالة الى المقتضيات المختلفة. ان توزيع العدالة في محاكمنا هو جوهريًا عمل عدالة، التي هي فضيلة قوامها الإرادة الدائمة والثابتة لإعطاء الله والقريب ما هو واجب لهما. الحق القانوني يُقدر بأقل من قيمته، وكأنه مجرّد اداة تقنية في خدمة اي مصلحة شخصية حتى غير مبنيّة على الحقيقة. المطلوب اعتبار الحق القانوني في علاقته الجوهرية بالعدالة، علمًا ان في الكنيسة للعمل القضائي "غاية خلاص النفوس"، وان الأصول والأحكام مرتبطة أساسًا بالعدالة، وهي في خدمتها.

فيا ايها القضاة والموظفون القضائيون، ويا ايها المحامون، انتم مدعوون لخدمة العدالة والمحبة والحقيقة، ولتحقيقها في عملكم اليومي. فتجب بالتالي محبة الثلاث معًا العدالة والمحبة والحقيقة…

إضغط هنا للإطّلاع على الصور.

هذه العظة نُشرت على صفحة البطريركيّة الأنطاكيّة السريانيّة المارونيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.

Previous
Previous

تأمّل غبطة البطريرك الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: الأحد الثالث من الزمن العادي ج

Next
Next

غبطة البطريرك يوحنا العاشر يستقبل وفداً من الكنيسة اليونانية