غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بقدّاس عيد القيامة المجيدة ورتبة السلام في كنيسة مار اغناطيوس في الكرسي البطريركي – بيروت
غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان: "فعلًا كلّكم تختبرون المعاناة الّتي نعيشها هنا في لبنان، في السابق كنّا نتكلّم عن الأوضاع في العراق وسوريا، ونتشكّى ونشارك آلام المؤمنين هناك، لأنّ الآخرين يعتدون على الشعب الطيّب المؤمن. لكن اليوم يجب أن نقرّ بوضوح أنّنا نحن سبب معاناة هذا البلد الّذي هو بلد الإشعاع الحضاري والرسالة لمنطقة الشرق الأوسط وللعالم، إذ أنّ المسيحيّين، ويا للأسف، لا يزالون يتنازعون وينتقدون بعضهم البعض علنًا، وجميعهم يدّعون محبّة لبنان وخيره. فأين هي هذه المحبّة وهذا التفاني من أجل لبنان؟".
في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 9 نيسان/ أبريل 2023، إحتفل غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بقدّاس عيد القيامة المجيدة ورتبة السلام، في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركيّة، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركيّة، بحضور ومشاركة جمع غفير من المؤمنين.
بدايةً، أعلن غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بشرى قيامة الرب يسوع من بين الأموات. ثمّ أقام رتبة السلام التي يتميّز بها احتفال عيد القيامة، مانحًا السلام إلى الجهات الأربع. وطاف غبطته في زيّاح حبري داخل الكنيسة، حاملاً الصليب المزيَّن براية بيضاء علامةً للنصر الذي حقّقه الرب يسوع بغلبَتِه على الموت بالقيامة، ليحتفل غبطته بعد ذلك بقداس العيد.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "إن لم يقم المسيح فبشارتنا باطلة ونحن أشقى الناس"، استهلّ غبطة أبينا البطريرك كلامه بتحيّة المعايدة التقليدية "المسيح قام حقًّا قام"، متأمّلاً "بالقراءات من العهد القديم، إن كان من المزامير، ومن نبوءة هوشع، حيث يتكلّم الأنبياء عن زمن التبرير بالرب، لا يذكرون اسمه، لكن يذكرون أنّ الله سيفتقد شعبه. وفي نبوءة هوشع، تبرز العبارة عينها التي سيردّدها بولس في رسائله: أين شوكتك يا موت، بمعنى أنّ الموت الذي سنجابهه جميعنا في زمن لا نعرفه، لا يمكن أن يكون نهاية حياتنا التي أعطانا إيّاها الرب".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "نؤمن أنّه بقيامة يسوع، سنقوم نحن أيضًا ممجَّدين. للأسف نسمع ونقرأ في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأفكار الغريبة التي يتمّ نشرها، حيث تجعل من الإنسان سطحيًا يعيش حياته فقط على الأرض ولا يتطلّع إلى السماء، بمعنى أنّنا أولاد آباء وأجداد نقلوا إلينا هذا الإيمان، وذكّرونا أنّ حياتنا يجب أن تكون موجَّهة نحو السماء، نحو الله. لكن اليوم، هذه العقلية الحديثة التي تستند إلى التكنولوجيا، تجعل أولادنا، أكانوا صغاراً أم شباباً، يتناسون دعوتنا إلى السماء، أي التطلّع إلى فوق وعدم الاكتفاء بعيش حياة أرضية".
وأشار غبطته إلى أنّ "الجمعة العظيمة التي احتفلنا بها أوّل أمس، هي عظيمة حقّاً، لأنّ فيها تمّ الفداء على خشبة الصليب. ويسوع الذي تحمّل كلّ الآلام لأجلنا، يذكّرنا أنّ الكلمة الأخيرة بالنسبة للمؤمن ليست للألم والموت، فنحن نشارك يسوع في آلامه ونتبعه حتّى موت الفداء، كي نقوم معه نحن أيضاً في حياة أسعد من هذه الحياة التي على الأرض".
وتناول غبطته الأوضاع الراهنة في لبنان، فقال: "فعلًا كلّكم تختبرون المعاناة التي نعيشها هنا في لبنان، في السابق كنّا نتكلّم عن الأوضاع في العراق وسوريا، ونتشكّى ونشارك آلام المؤمنين هناك، لأنّ الآخرين يعتدون على الشعب الطيّب المؤمن. لكن اليوم يجب أن نقرّ بوضوح أنّنا نحن سبب معاناة هذا البلد الذي هو بلد الإشعاع الحضاري والرسالة لمنطقة الشرق الأوسط وللعالم، إذ أنّ المسيحيين، ويا للأسف، لا يزالون يتنازعون وينتقدون بعضهم البعض علنًا، وجميعهم يدّعون محبّة لبنان وخيره. فأين هي هذه المحبّة وهذا التفاني من أجل لبنان؟"…
هذا الخبر نُشر على صفحة بطريركيّة السريان الكاثوليك الأنطاكيّة على موقع فيسبوك، لقراءة المزيد إضغط هنا.